مع استمرار السجال بين المدنيين والعسكريين داخل الحكومة السودانية، لوح التجمع الاتحادي، الشريك الرئيسي في الحكم، بالعودة للشوارع، في حال نكوص العسكريين عن تعهداتهم.
جاء ذلك في بيان لـ"التجمع"، يوم الأربعاء، خصصه بالكامل للرد على تصريحات، كل من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو"حميدتي"، عقب فشل المحاولة الانقلابية الأخيرة، أمس الثلاثاء.
وذكر البيان الصادر عن الناطق الرسمي باسم "التجمع"، جعفر حسن، أن البرهان لم يدن حتى اللحظة المحاولة الانقلابية، وأنه ذهب في تصريحاته للهجوم على المدنيين، مبيناً أن المحاولة الانقلابية نفسها جاءت لعدم إنجاز ملف إصلاح المؤسسات العسكرية.
وانتقد تباهي البرهان بكشف القوات المسلحة وتصديها للمحاولة الانقلابية، مشيراً إلى أن ذلك في الأصل هو مهمة العسكريين من واقع امتلاكهم لأجهزة الاستخبارات والمعلومات.
كما انتقد التجمع الاتحادي، اتهام الحكومة بالفشل في المجالات الاقتصادية، مبيناً أن التدهور الاقتصادي ورثته الحكومة من النظام البائد، وأن الاقتصاد يمضي الآن في الاتجاه الصحيح.
وكان كل من البرهان وحميدتي، قد هاجما بشدة المدنيين الذين يسيطرون على مجلس الوزراء، واتهموهم بالفشل في إدارة الدولة، والانشغال عن هموم وقضايا المواطنين وبالتكالب على السلطة، وحمل حميدتي على وجه التحديد، السياسيين مسؤولية تكرار المحاولات الانقلابية.
وأشار الناطق باسم التجمع الاتحادي، إلى أن العسكريين جربوا من قبل الشارع بعد فض الاعتصام، وجربوا إلغاء الاتفاق مع المدنيين، مشدداً على أن أبناء الشعب السوداني موجودون، ويمكن أن يعودوا للشوارع من جديد، كما كشف عن تدخلات أجنبية تُملى على بعض الناس، مستدلاً بما يحدث في شرق السودان.
ونشر، خالد عمر يوسف، من جهته، على صفحته، على فيسبوك، مقتطفات من حوار أجرته معه "قناة الجزيرة" عد فيه، ما ورد من تصريحات للعسكريين تهديدا للتحول الديمقراطي، وأن البرهان وحميدتي تناسيا أن الوضع الأمني مسؤولية المكون العسكري.
وأشار إلى أن "بعض الجنرالات يقرأون من الكتاب القديم"، وأن الفترة الانتقالية ستنتهي بانتخابات حرة وهيكلة المؤسسة العسكرية.
من جانبه، وصف طه عثمان، عضو لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، تصريحات البرهان وحميدتي، الأربعاء، بأنها أخطر من المحاولة الانقلابية نفسها، مستنكراً تحميل المدنيين المسؤولية، وتقديم خطاب عاطفي للقوات المسلحة لابتدار معركة في مُواجهة شعبها.
ونفى عثمان أن يكون لدى العسكريين نوايا سيئة تجاه العسكريين أو المؤسسة العسكرية لافتاً إلى أن العسكريين "أبناء قوات الشعب.. الشعب السوداني وليس قوات ملك لأحد أو تتبع لشخص"، مطالباً بالتعامل بمسؤولية للوصول إلى حل لمصلحة البلاد بعيداً عن خطاب التهديد والوعيد.