استهدفت مجموعات عسكرية تابعة للأمن العسكري (أحد الأفرع الأمنية لدى النظام السوري)، فجر اليوم الجمعة، بقذائف الهاون، الحي الجنوبي في منطقة بيت جن، جنوب غرب العاصمة السورية دمشق، وذلك رداً على مقتل شابين من عائلة محسوبة على النظام.
وحول تفاصيل الحادثة، قال الناشط أبو البراء الحوراني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن اشتباكات عنيفة اندلعت ليل الخميس بين مُسلحين مجهولين وشُبان مُسلحين يتبعون لعائلة حماة في بلدة بيت جن جنوب غرب دمشق، ما أسفر عن مقتل الشابين محمد علي حمادة، وحمادة سعيد حمادة، المحسوبين على جهاز "الأمن العسكري" التابع للنظام السوري، بالإضافة إلى إصابة شخص يدعى أيمن محمد قبلان.
وأكد الحوراني أن قوات الأمن العسكري استهدفت بأكثر من 30 قذيفة هاون، بعد منتصف ليل الخميس وحتى فجر اليوم الجمعة، الحي الجنوبي في بلدة بيت جن.
وأشار إلى أن قوات الأمن العسكري تتهم أهالي الحي الجنوبي بالضلوع في عملية قتل الشابين، لافتاً إلى أن الأنباء من المنطقة تُشير إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين نتيجة القصف من قبل قوات الأمن العسكري، وسط توتر أمني وعسكري تشهده المنطقة.
وكان خمسة عناصر تابعين لمليشيا "الدفاع الوطني" المدعومة من روسيا قد قُتلوا يوم أمس الخميس، إثر تعرضهم لكمين من قبل مُسلحين مجهولين استخدموا فيه قذائف الـ "RPG" في منطقة رأس العقبة في القلمون الغربي بريف دمشق.
وينحدر العناصر الذين قُتلوا جميعهم من قرية حوش عرب في منطقة القلمون الغربي، وتقع المنطقة تحت سيطرة قوات "حزب الله" (اللبناني)، فيما أكدت مصادر عدة، من بينها "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أن منفذي الهجوم اتجهوا إلى الحدود السورية - اللبنانية، وسط توجيه أصابع الاتهام إلى الحزب بالضلوع في عملية القتل بسبب "ثأر" قديم في المنطقة.
من جهة أخرى، قالت مصادر مُقربة من "الجيش الوطني السوري" المعارض والحليف لتركيا، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الشاب عمر شوبك، العامل ضمن تشكيلات "الفيلق الثالث" التابع لـ"الجيش الوطني السوري"، قُتل ليل الخميس- الجمعة، إثر استهدافه بطلقة مسدس في الرأس من قبل مجهولين في قرية تليل الشام بريف مدينة إعزاز شمالي محافظة حلب، شمالي البلاد.
قتلى من "عصائب أهل الحق" في هجوم لمجهولين
إلى ذلك، وفي شمال شرقي البلاد، قُتل عناصر من مليشيات مدعومة من "الحرس الثوري" الإيراني، مساء الخميس، إثر هجوم نفذه مُسلحون مجهولون يُرجح أنهم خلايا تابعة لتنظيم "داعش" بريف محافظة دير الزور الشرقي، شرقي سورية.
وقال الناشط وسيم العكيدي، وهو من أبناء ريف محافظة دير الزور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن مسلحين مجهولين هاجموا، ليل الخميس، مقراً عسكرياً تابعاً لمليشيا "عصائب أهل الحق" (مليشيا عراقية مدعومة من الحرس الثوري الإيراني)، في قرية الهري شرق مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي قرب الحدود السورية - العراقية، ما أسفر عن مقتل وجرح عدة عناصر".
وأكد العكيدي أن أصابع الاتهام موجهة إلى خلايا تنظيم "داعش" بالوقوف وراء الهجوم.
مسيّرة تركية تقتل قيادياً من "قسد"
وفي الشمال السوري أيضاً، قتل قيادي في "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) جراء استهداف مسيّرة تركية سيارة كانت تقلّه قرب قاعدة روسية غربي منبج بريف حلب الشرقي.
وقال مراسل "العربي الجديد" في ريف حلب إن طائرة مسيّرة تركية استهدفت، اليوم الجمعة، سيارة تقلّ قياديا في مجلس منبج العسكري التابع لـ"قسد" يدعى أصلان كادر، في محيط قاعدة روسية بمنطقة العريمة غربي منبج، ما أدى لمقتله على الفور.
وفي هجوم منفصل قصفت طائرة مسيّرة تركية قرية أسيليم التابعة لبلدة عين عيسى بالقرب من طريق "إم 4" في ريف الرقة، ما أدى لإصابة مدنيين كانا يعملان بحصاد الأرض، بحسب المصدر ذاته.
ضحايا ثأر وجرائم وخلافات عشائرية
أيضاً، قتل ثلاثة أشخاص، اليوم الجمعة، جراء خلاف نشب بينهم وبين شخص آخر في جبل الزاوية بريف إدلب.
وقال مراسل "العربي الجديد" في ريف إدلب، إن الجريمة وقعت في قرية الموزرة في جبل الزاوية، على إثر خلاف على خلايا النحل، تطور بقيام القاتل بسحب سلاحه وإطلاق النار بشكل مباشر، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص.
في حين أصيب 3 أشخاص بينهم امرأة جراء خلاف استخدمت فيه القنابل اليدوية بمحافظة ريف دمشق.
وقالت وزارة الداخلية التابعة للنظام على صفحتها في "فيسبوك"، إن 3 أشخاص، بينهم امرأة، أصيبوا اليوم الجمعة، إثر خلاف نشب بين أربعة شبان استخدمت فيه الأسلحة الخفيفة، والقنابل اليدوية، في ناحية مضايا التابعة لمنطقة الزبداني في محافظة ريف دمشق.
وفي شرقي البلاد، أصيب 4 أشخاص بجروح متفاوتة بينهم حالات حرجة، اليوم الجمعة، جراء اندلاع اشتباك عشائري بين أبناء عمومة، بسبب خلاف تطور إلى استخدام الأسلحة، في بلدة جديد عكيدات ضمن منطقة سيطرة "قسد"، بريف دير الزور الشرقي، بحسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
من جانب آخر أعلن الدفاع المدني السوري، اليوم الجمعة، أن فرق الإنقاذ المائي التابعة له انتشلت، بعد بحث استمر ليومين، جثة شاب من بلدة دلة بريف حماة الشرقي، توفي غرقاً في مياه النهر العاصي بالقرب من بلدة عزمارين غربي إدلب.
إنتشلت فرق الإنقاذ المائي في الدفاع المدني السوري اليوم الجمعة 2 حزيران، بعد بحث استمر ليومين، جثة الشاب "خلف فايز حوران" من بلدة دلة بريف #حماة الشرقي، توفي غرقاً في مياه النهر العاصي بالقرب من بلدة عزمارين غربي #إدلب، ونقلته فرقنا للطبابة الشرعية في مدنية إدلب، لتسليمه لذويه.… pic.twitter.com/Rj9NHho4c1
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) June 2, 2023
من جهة أخرى، قال الناشط أسامة أبو عدي، وهو من أبناء مدينة الرقة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن شاباً يدعى عبود المحمد السوادي، من عشيرة "الجماسة"، قُتل مساء الخميس برصاص شُبان من عشيرة "البلاسم" بداعي "الثار" في قرية الرقة السمرة شرقي محافظة الرقة، شمال شرقي البلاد.
وأوضح أبو عدي أن أبناء عشيرة "البلاسم" أقدموا، خلال الأسابيع الأخيرة، على إحراق عدة منازل لأبناء عشيرة "الجماسة" في ريف محافظة الرقة الشرقي، كما أجبروا عدة عائلات على الرحيل من المنطقة، بسبب اقتتال عشائري قديم أسفر عن قتلى وجرحى من الطرفين.
وكان ثمانية أشخاص قد قُتلوا مطلع إبريل/ نيسان الفائت، كما أُصيب أكثر من 20 آخرين، إثر اندلاع اشتباكات عنيفة بين عشيرة "البلاسم" التابعة لقبيلة "العفادلة"، وعشيرة "الجماسة" التابعة لقبيلة "البوشعبان" في قرية الحمرات الواقعة شرقي محافظة الرقة، لا سيما أن الاشتباكات اندلعت بين العشيرتين نتيجة وفاة صيدلي يدعى عبد الله الشنان متأثراً بجراحه، قبل أيام نتيجة اشتباكات اندلعت بين العشيرتين بسبب خلاف على قطعة أرض، كما قُتل حينها شخص مُسن يدعى مهدي شنان.
إلى ذلك، أُصيب شخص بجروح متفاوتة، ليل الخميس، إثر اندلاع اشتباكات عشائرية في بلدة الجزرات بالريف الغربي من محافظة دير الزور، شرقي البلاد، وسط دعوات الأهالي لوجهاء العشائر من أبناء المنطقة للتدخل ووقف الاقتتال.
وتزايدت حوادث الاقتتال العشائري خلال الأشهر الماضية، خاصة ضمن مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى، وسط استياء شعبي من أبناء المنطقة لعدم تدخل "قسد" في فض تلك النزاعات، التي من الممكن أن تستمر بداعي "الثأر".