داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، منزل عائلة الأسير منتصر شلبي في بلدة ترمسعيا شمال رام الله، وسط الضفة الغربية، وأخذت قياسات المنزل تمهيداً لهدمه، وسط اندلاع مواجهات بين الشبان وتلك القوات، فيما تستعد الفعاليات الشعبية بعد صلاة الجمعة للانطلاق بمسيرات وفعاليات رافضة للاستيطان في عدة مناطق من الضفة الغربية.
وتزعم قوات الاحتلال الإسرائيلي أن الأسير منتصر شلبي، الذي اعتقلته يوم أمس الخميس بعد أيام من ملاحقته، هو منفذ عملية إطلاق النار على حاجز زعترة المقام جنوب نابلس شمالي الضفة الغربية، والتي أدت لمقتل مستوطنين إسرائيليين وإصابة آخرين.
وقال الناشط المجتمعي في القرى الشمالية الشرقية لمنطقة رام الله كاظم الحج محمد لـ"العربي الجديد": "إن قوات الاحتلال اقتحمت، فجر اليوم، بلدة ترمسعيا، ودهمت منزل الأسير منتصر شلبي وفتشته وأخذت قياسات جدرانه وغرفه وصورته، حيث جرت العادة أن يكون ذلك تمهيداً لهدم المنزل".
في هذه الأثناء، أشار الحج محمد إلى أن مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، ما أوقع العديد من الإصابات بالاختناق، جرت معالجتها ميدانياً.
وادعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في وقت مبكر من أمس الخميس، اعتقال منتصر شلبي (44 عاماً) في بلدة سلواد شرق رام الله، المشتبه فيه بتنفيذ عملية حاجز زعترة. وشلبي رجل أعمال ويحمل وعائلته الجنسية الأميركية ولديه سبعة أبناء.
وتخلّلت عملية البحث عن شلبي عقوبات جماعية نفذتها قوات الاحتلال بحق أهالي وبلدات في جنوب نابلس، وحاصرتها وأغلقت مداخلها ونكلت بأهلها، خصوصاً بلدة عقربا، وتم اعتقال عدد من أهالي البلدة بعد اكتشاف سيارة تم إحراقها فيها يشتبه في أنها للمنفذ، ومن بين المعتقلين السيدة أمل بني منية، التي صدر قرار بالإفراج عنها أمس الخميس، كما تم اعتقال عدد من أقرباء منتصر، بينهم نجله أحمد الذي تم تمديد اعتقاله 11 يوماً.
في هذه الأثناء، تستعد الفعاليات الشعبية للانطلاق في مسيرات سلمية ضد الاستيطان، خصوصاً في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية شمالي الضفة، وفي قرية بيت دجن شرق نابلس، حيث أوضح الصحافي محمد أبو ثابت لـ"العربي الجديد"، وهو من بيت دجن، أن الأهالي يستعدون للانطلاق بمسيرة بعد صلاة الجمعة، باتجاه المنطقة الشمالية الشرقية من القرية، رفضاً لإقامة بؤرة استيطانية هناك منذ عدة أشهر.
في سياق آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، الفتاة عبير محمد الرجبي من مدينة الخليل، أثناء وجودها في محيط الحرم الإبراهيمي بالبلدة القديمة من مدينة الخليل، كما اعتقلت الشاب حبيب عزيز أولاد عيسى من مخيم العروب شمال الخليل، فيما ذكر نادي الأسير أن قوات الاحتلال اعتقلت أمس 18 فلسطينياً من الضفة الغربية، بما فيها القدس.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، حارس المسجد الأقصى المبارك بدر الرجبي من منطقة باب السلسلة في القدس القديمة، ونقلته إلى أحد مراكز التحقيق فيها، ومدّدت سلطات الاحتلال منع نائب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في الأقصى والقدس المحتلة ناجح بكيرات من دخول المسجد لمدة 6 أشهر.
على صعيد آخر، أصيب مواطن فلسطيني، مساء الخميس، بجروح جراء اعتداء المستوطنين عليه بمسافر يطا جنوب الخليل، نقل على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، وفق ما أفاد به منسق لجان الحماية والصمود في مسافر يطا وجبال جنوب الخليل فؤاد العمور.
في سياق منفصل، عززت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة، اليوم، عناصرها في مدينة القدس، وخصوصاً في البلدة القديمة، وأغلقت الشوارع المحيطة بها والطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان.
كما أصيب شاب فلسطيني برصاصة في قدمه وآخرون بالاختناق الشديد، جراء قمع قوات الاحتلال الاسرائيلي المسيرة الأسبوعية المنددة بالاستيطان والرافضة لإقامة بؤرة استيطانية شمال شرق قرية بيت دجن، شرق نابلس، بعد صلاة الجمعة اليوم.
وقال الناشط صهيب رضوان لـ"العربي الجديد": "إن قوات الاحتلال أطلقت وابلاً من الرصاص المطاطي والحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع، تجاه المشاركين في المسيرة التي خرجت عقب صلاة الجمعة، واتجهت صوب الأراضي المهددة بالمصادرة شرق القرية، التي تقام عليها بؤرة استيطانية منذ عدة أشهر، للمطالبة بإزالتها، ما أدى لإصابة شاب برصاصة في قدمه، نقل إلى مستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس، فيما تمت معالجة من أصيبوا بالاختناق ميدانياً".
ولفت رضوان إلى أن المشاركين رفعوا الأعلام الفلسطينية وهتفوا منددين بجرائم الاحتلال، وسط تأكيدات على مضيهم في مسيرتهم حتى دحر المستوطنين وإجبارهم على تفكيك البؤرة الاستيطانية والمساكن والخيام التي نصبوها على أراضي المواطنين هناك.