استمع إلى الملخص
- تهدف "خطة الجنرالات" الإسرائيلية إلى تفريغ شمالي القطاع من سكانه وتعزيز السيطرة العسكرية، من خلال عمليات دهم وتفتيش وتدمير في مخيم جباليا والمناطق المحيطة.
- يعاني السكان من نقص حاد في المياه والطعام، مما دفع الأمين العام للأمم المتحدة للتنديد بالضغط على نحو 400 ألف فلسطيني للانتقال إلى مناطق تفتقر إلى أساسيات الحياة.
نفذ جيش الاحتلال عدة عمليات برية شمالي قطاع غزة
نحو 400 ألف فلسطيني يتعرضون للضغط مرة أخرى للانتقال جنوباً
تكشف الأحداث الأخيرة نية الاحتلال تنفيذ "خطة الجنرالات"
منذ خمسة أيام، يعيش آلاف الفلسطينيين شمالي قطاع غزة وخصوصاً في مخيم جباليا وبلدات جباليا البلد والتوام والكرامة والعطاطرة وبيت لاهيا وبيت حانون، وضعاً مأساوياً في ظل إطباق الحصار الإسرائيلي على هذه المناطق واستهداف كل متحرك فيها، وقيام جيش الاحتلال بمزيد من العمليات البرية والتفجيرات ونسف المنازل في مسعى لتهجير السكان المتبقين في المنطقة.
وبات واضحاً من السلوك الإسرائيلي الممارس على الأرض نية الاحتلال تنفيذ "خطة الجنرالات" القاضية بتفريغ شمالي القطاع من سكانه وإجبارهم على النزوح جنوباً ومن ثم إعادة احتلال المنطقة الشمالية بما فيها مدينة غزة التي تمثل نحو ثلث مساحة قطاع غزة تقريباً.
ولم يتوقف القصف الإسرائيلي من الجو والبر والبحر طوال الأيام الماضية، وشاركت طائرات "كواد كابتر" المُسيرة في استهداف الفلسطينيين المتحركين في المناطق المستهدفة بالرصاص الحيّ، في ظل صعوبات تعترض عمل الطواقم الطبية وطواقم الدفاع المدني والصحافيين الذين باتوا أقلية في المنطقة.
وبينما تعيش المناطق في ضغط عسكري وحصار مطبق، وضع جيش الاحتلال سواتر ترابية لمنع الحركة إلى الغرب من مخيم جباليا في منطقة دوار أبو شرخ في مسعى لتحريك الفلسطينيين شرقاً باتجاه منطقة الإدارة المدنية، حيث قال مواطنون إنّ الجيش وضع فيها ممرات للمراقبة وكاميرات وأجهزة تصوير لمراقبة والتدقيق في هويات النازحين المتوقعين.
وداخل مخيم جباليا، ووفق شهادات متعددة حصل عليها "العربي الجديد"، ينفذ جيش الاحتلال عمليات دهم وتفتيش وتدمير ونسف في مناطق الترنس ومدارس الإيواء ومناطق غرب المخيم، التوام وبئر النعجة وأبو شرخ والعطاطرة، مع زيادة الضغط العسكري من جهة الشمال على بيت لاهيا لإكمال الحصار وإطباقه.
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد" من داخل المنطقة المحاصرة، إنّ جيش الاحتلال يناور بين الحين والآخر وينفذ عمليات تمويه بآلياته العسكرية في محاور مختلفة من المنطقة، ربما بهدف كشف تحركات المقاومة وملاحقة المقاومين. وذكر هؤلاء أنّ جيش الاحتلال يحكم بالقوة النارية الكثيفة سيطرته على المناطق، ويمنع كل تحرّك حتى للتزود بالاحتياجات الضرورية.
وفي بيت لاهيا، وهي المنطقة الشمالية من مخيم جباليا، بدأ جيش الاحتلال بالتقدم أكثر فأكثر، في ما يبدو أنه يحاول الضغط على المناطق المحاصرة من خلال تعزيز قواته وآلياته، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف في مناطق توغله الجديدة، وفق ناشط ميداني تحدث لـ"العربي الجديد".
وفي الوقت الذي يشدد فيه الاحتلال حصاره على المناطق الشمالية بالقوة النارية المفرطة، يعيش الآلاف في هذه المناطق وضعاً صعباً، حيث نفدت المياه والطعام منهم، وباتوا يناشدون الحصول على ما يسد رمقهم ويقيهم الموت جوعاً. وقبل أسبوعين من العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال القطاع، منع جيش الاحتلال إدخال المستلزمات للفلسطينيين في المنطقة واكتفى بإدخال الدقيق فقط.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الأربعاء، بضغط جيش الاحتلال الإسرائيلي على نحو 400 ألف فلسطيني شمالي قطاع غزة لتهجيرهم جنوباً باتجاه منطقة "تفتقر إلى أساسيات الحياة".
وقال غوتيريس، عبر منصة إكس: "نحو 400 ألف شخص في غزة يتعرضون للضغط مرة أخرى للانتقال جنوباً إلى منطقة مكتظة بالسكان وملوثة وتفتقر إلى أساسيات الحياة". وشدد على أن "إصدار الأوامر للمدنيين بالإخلاء لا يضمن سلامتهم إذا لم يكن لديهم مكان آمن يذهبون إليه ولا مأوى أو طعام أو دواء أو ماء".