- أبلغت قوات الاحتلال سكان الأحياء المجاورة للمسجد بمنع الخروج من منازلهم أو التحرك بمحيط المسجد، وأجبرت أصحاب المحلات التجارية على إغلاقها، في إطار إجراءات تقييدية خلال الأعياد اليهودية.
- استمرار الاستيطان والاقتحامات للمسجد الإبراهيمي والأحياء المحيطة به، يأتي في ظل اتفاقية الخليل التي تسمح للإسرائيليين باقتحام مناطق محددة، وسط تقييدات مشددة على الفلسطينيين بما في ذلك منع رفع الأذان أكثر من 630 مرة سنويًا.
أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ صباح اليوم الأربعاء، المسجد الإبراهيمي وسط مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، في وجه المصلّين المسلمين، تمهيداً لاستباحته من مستوطني الجماعات الدينية اليهودية التي تؤدي فيه عادةً طقوساً تلمودية بحجّة الاحتفال بعيد الفصح اليهودي، إذ يستمر الإغلاق مدة يومين، وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت قوات الاحتلال قد أبلغت، مساء أمس الثلاثاء، أهالي الأحياء المجاورة للبلدة القديمة من الخليل والمسجد الإبراهيمي بمنعهم الخروج من منازلهم أو التحرك في محيط المسجد وذلك ضمن إجراءات التقييد التي يمارسها الاحتلال في فترة الأعياد اليهودية، وتحديداً منذ بدء العدوان على غزّة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال منسق "المدافعون عن حقوق الإنسان"، عماد أبو شمسية، الذي يعيش في حي تل الرميدة في البلدة القديمة من الخليل لـ"العربي الجديد": "تواصل معنا الارتباط الفلسطيني صباح اليوم، وأخبرنا أنّ الاحتلال أبلغهم نيّات المستوطنين والجماعات الاستيطانية بتنفيذ اقتحامات لأحياء البلدة القديمة، بالإضافة إلى إغلاق المسجد الإبراهيمي، والحواجز الواصلة إليه". وظُهر اليوم الأربعاء، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجبار أصحاب المحلات التجارية في البلدة القديمة، على إغلاقها.
وأشار أبو شمسية إلى أنّ ذلك تزامن مع توافد حافلات المستوطنين، من المستوطنات المحاذية للبلدة القديمة، ومحافظة الخليل، تمهيداً للتعامل مع المنطقة باعتبارها عسكرية مغلقة. ووفق أبو شمسية، فإنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت صباح اليوم "محلات المواطنين في مناطق الاقتحام حيث أجبر أكثر من 100 محل تجاري على إغلاق أبوابه، كما منع أهالي مناطق تل الرميدة وشارع الشهداء من الوصول إلى منازلهم"، مؤكداً استمرار توافد حافلات المستوطنين من مناطق خارج مستوطنات الخليل، للوصول إلى منطقة شارع بئر السبع تحديداً.
وعادة ما يستبيح المستوطنون في أعيادهم المسجد الإبراهيمي، ويقيمون فيه حفلات راقصة، ويرفعون الأعلام الإسرائيلية، كما يقتحمون شارع بئر السبع قرب منطقة باب الزاوية، للوصول إلى قبر "حبرون" (بن كانس) الذي يزعمون أنّه يعود إلى يهودي سكن الخليل قديماً، ويتواجد القبر أسفل منزل فلسطيني في المنطقة. وبحسب اتفاقية الخليل (1997)، التي وُقّعت بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، يحق للإسرائيليين اقتحام المناطق التالية: "كهف أوثينال بن كانس في شارع بئر السبع، وشارع بئر حرم الرامة شمال الخليل، ومنطقة عين سارة وسط مدينة الخليل"، باعتبارها مناطق يهودية، بحماية إسرائيلية وتواصل مسبق مع السلطة الفلسطينية، عدا عن موافقة الاتفاقية ضمنياً على الوضع القائم في المسجد الإبراهيمي، الذي قسّمه الاحتلال بعد مذبحة المسجد الإبراهيمي عام 1994.
وعقب المذبحة، التي نفّذها المستوطن المتطرف، باروخ غولدشتاين، فجر 25 فبراير/شباط 1994، سيطر الاحتلال على 63% من مساحة المسجد، وخصّصها للمستوطنين اليهود، فحوّلوها إلى كنيس، في حين تبقى 37% للمسلمين، الذين لا يسمح لهم بالدخول إلى المسجد الإبراهيمي طوال السنة، كما يمنعون من رفع الأذان لأكثر من 630 مرّة في العام، بالإضافة إلى نشر 70 حاجزاً ونقطة عسكرية. ثلاثة منها تؤدي مباشرة إلى المسجد الإبراهيمي، أغلق الاحتلال منها اثنان، منذ السابع من أكتوبر.