تحارب الأحزاب الألمانية حتى الرمق الأخير، لكسب كل صوت انتخابي، مع بدء العد العكسي للانتخابات البرلمانية العامة الأحد المقبل، وحيث من المفترض أن تعكس النتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع مرحلة سياسية جديدة لألمانيا، مع مغادرة المستشارة أنجيلا ميركل المستشارية والعمل السياسي.
وأمام ذلك، اضطرت ميركل إلى التدخل مباشرة في الحملة الانتخابية، ودعم زعيم حزبها المرشح المحتمل لخلافتها في المستشارية أرمين لاشيت، بعد أن تراجع "الاتحاد المسيحي" في استطلاعات الرأي منذ بداية العام من 30% إلى 22% من الأصوات، مقابل تقدّم لـ"الاشتراكي الديمقراطي" في استطلاعات الرأي بنسبة 25%.
وشاركت ميركل برفقة لاشيت في تجمع انتخابي في دائرتها شترالزوند، التي انتخبت فيها كمرشحة مباشرة 7 مرات على التوالي، وألقت كلمة امتدحت فيها المرشح لاشيت، وأن الرجل يعمل من أجل الوظائف والحدّ من البطالة، ودفع ألمانيا لمرحلة من التحديث المستقبلي لاقتصادها، فيما انبرى لاشيت لتعداد خطط وبرنامج حزبه، من بينها عدم زيادة الضرائب، ومن أجل ألمانيا دولة محايدة مناخياً، كما وتحسين قدرات ورفع مستوى الأجهزة الأمنية، ومحذراً من تحالف حكومي يضم حزب اليسار.
وعكّر التجمع الانتخابي للاشيت، منتقدو ميركل ومناهضو التطعيم ضد كورونا، كما وحركة التفكير الجانبي، وأُطلقت ضدهما صفارات الغضب والاستهجان. إلى ذلك، أكد لاشيت في إحدى الحملات الانتخابية في لاندوا، أن الأهم الوحدة داخل "الاتحاد المسيحي"، ويوم الأحد "لا نريد الفوز من أجل الفوز، لكن لأنه يجب علينا أن نفوز، ويتعين أن تكون لدينا أغلبية لكي يبقى البلد مستقراً، وهذا ما نكافح من أجله حتى النهاية"، علماً أنه ستكون هناك مشاركة ثانية لميركل مع لاشيت غداً الجمعة.
أما المرشح الاشتراكي أولاف شولز، فحضر إلى ولاية سكسونيا السفلى، وخاطب الحضور بالقول إن من أولياته مع حزبه، في حال الوصول إلى المستشارية، رفع الحدّ الأدنى للأجور، وتأمين معاشات تقاعدية مستقرة أولاً، مبرزاً أنه لا يجب تكليف شخصية من "الاتحاد المسيحي" لقيادة الحكومة المستقبلية.
بدورها، تبدو مرشحة حزب "الخضر" أنالينا باربوك، التي تراجعت فرصها بتولي منصب مستشارة بشكل كبير، بعد أن كانت قد أثارت الاعجاب كوافد جديد إلى قمة هرم العمل السياسي في البلاد، مرتاحة وتهاجم خصومها السياسيين، مشددة على أن الشجاعة بأن يجعل الناخب 2022 عام حماية المناخ، وهذا ما يدور حوله كل شيء في 26 سبتمبر/أيلول المقبل.
بدوره، اعتبر زعيم الحزب "الليبرالي الحر" كريستيان ليندنر، الذي يُتودَّد إلى حزبه كشريك محتمل في التحالف الحكومي من قبل "الاتحاد المسيحي" و"الاشتراكي الديمقراطي" بعد الانتخابات، مع القناة الثانية في التلفزيون الألماني "زد دي أف"، أن مرشح "الاتحاد المسيحي" لاشيت هو الافضل لمنصب مستشار، مشيراً إلى أنه على معرفة عملية بلاشيت، وحيث يشارك حزبه في ائتلاف حكومي معه في ولاية شمال الراين فستفاليا.
وفي خضمّ ذلك، أبرزت "بيلد"، اليوم الخميس، أن هناك توجساً لدى السلطات من إجراءات تخريبية روسية محتملة للانتخابات يوم الأحد، حيث قال الضابط الاتحادي غيورغ تيل للصحيفة: "نحن نستعد للعمليات التخريبية ككل، وإمكاناتنا حاضرة لكل ما يتعلق بأمن تكنولوجيا المعلومات، وبالطبع نتابع أيضاً وبشكل دائم الأخبار الكاذبة، ونتصرف وفقاً لذلك". ويأتي ذلك بعد أن حذرت إدارة البوندستاغ، ووفقاً للمعلومات المتاحة لهيئة حماية الدستور، من هجمات القرصنة الاحتيالية. وهناك مؤشرات لدى الدوائر الأمنية على أنّ هذه الهجمات تُسنَد إلى قراصنة مدفوعين.
من جهة ثانية، أشارت "بيلد"، إلى أنه قبل أيام قليلة من الانتخابات الألمانية العامة، ووفق استطلاع أجراه معهد "يوغوف" أخيراً، فإنّ 74% ممن يحق لهم التصويت، اتخذوا بالفعل قراراً نهائياً أي حزب سيختارون، فيما 15% من المستطلعة آراؤهم لا يريدون اتخاذ قرار نهائي في وقت لاحق، فيما لم يردّ 9% على الاستبيان، واختار 1% منهم خيار "لا أعرف".