تستعدّ العاصمة اللبنانية يوم الأحد، 15 مايو/أيار الحالي، لمعركة انتخابية استثنائية في دائرتيْها، بيروت الأولى والثانية، في ظلّ تفكّك القوى السياسية التقليدية، وتوزعها على لوائح متنافسة، بينما يبقى الغائب الأبرز عن الساحة البيروتية "تيار المستقبل" ورئيسه سعد الحريري، الذي بعد قراره المقاطعة في مشهد غير مسبوق، خلط الأوراق والحسابات والتحالفات الانتخابية.
وفتحت خطوة الحريري شهيّة قوى عدة للحلول مكانه، حتى ضمن بيته الحزبي، أو التمدّد برلمانياً، بينما تحاول المجموعات المدنية استغلال صراع السلطة على المقاعد لإحداث خرق لهيمنتها، خصوصاً بعدما انسحبت إحدى لوائحها بهدف التصدي لتشتت المستقلين ومحاولة حصر الأصوات قدر الإمكان.
وتُقسَّم محافظة بيروت إلى دائرتين انتخابيتين، الأولى تضم الأشرفية، الرميل، المدور، الصيفي، وتتوزع على 8 مقاعد نيابية للطائفة المسيحية (روم كاثوليك، أرمن كاثوليك، ماروني، روم أرثوذكس، و3 مقاعد أرمن أرثوذكس ومقعد للأقليات). وقد تسجّل للاقتراع فيها 134825 ناخباً.
تشهد دائرة بيروت الثانية تباعداً للمرة الأولى لنديم الجميل عن لائحة "القوات اللبنانية" برئاسة جعجع
وتضمّ دائرة بيروت الثانية رأس بيروت، دار المريسة، زقاق البلاط، المزرعة، المصيطبة، المرفأ، الباشورة، وتتوزع على 11 مقعداً نيابياً: 6 للطائفة السنية، 2 للطائفة الشيعية، مقعد درزي، مقعد للروم الأرثوذكس ومقعد للإنجيليين. وقد تسجّل للاقتراع فيها 370862 ناخباً.
وتتركز الأنظار على الدائرة الأولى شعبياً، باعتبار أن انفجار مرفأ بيروت، في 4 أغسطس/آب 2020، دمّر مبانيها وأحيائها وخطف أرواح الكثير من أبنائها، ما يعول عليه أن يترجم نقمة على السلطة السياسية، وسعي لتغيير أركانها، المسؤولين عن هذه الجريمة ومنع المحاسبة.
تباعد سياسي في الدائرة الأولى
كما تشهد هذه الدائرة سياسياً تباعداً للمرة الأولى للنائب الكتائبي المستقيل نديم بشير الجميل عن لائحة حزب "القوات اللبنانية" برئاسة سمير جعجع. وقد اختارا النزول بوجه بعضهما البعض، في معركة تتنافس فيها أيضاً 4 لوائح: لائحة للتيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل صهر الرئيس ميشال عون، و3 لوائح للمجتمع المدني، الذي تمكن عام 2018 من إحداث خرق استثنائي بفوز بولا يعقوبيان بمقعد عن الأرمن الأرثوذكس، مع العلم أنها عادت واستقالت عقب الانفجار قبل أن تترشح مجدداً.
وبينما توزعت المقاعد النيابية عام 2018 في الدائرة التي بلغ حاصلها الانتخابي 5458 صوتاً، على الكتائب (مقعد)، القوات (مقعدان) والتيار الوطني الحر (4 مقاعد) ويعقوبيان، يأمل المرشح عن لائحة "لوطني" زياد عبس (فصل من التيار الوطني الحر عام 2016) أن يأتي الخرق هذه الدورة بأكثر من مقعد نيابي لصالح "قوى التغيير".
ويشير عبس، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "مناطق هذه الدائرة وأهلها عانوا من انفجار بيروت، الذي دمّر جزءاً كبيراً منها وهجّر ناسها وأودى بحياة سكانها، ومن الطبيعي أن يكون النمط فيها، كما كل المناطق، أكثر تغييرياً".
ويضيف: "نحن نشعر ونلمس أن هناك اتجاهاً للناخبين لإعطاء صوتهم للقوى المستقلة الطامحة والراغبة في التغيير. فهي مؤمنة بمكان ما أنه حان الوقت لتقديم وجوه جديدة للبرلمان، قادرة على المحاسبة ومراقبة عمل الحكومة وممارسة دورها المعارض الحقيقي".
ويلفت عبس، الذي ينزل بهذه اللائحة مع يعقوبيان وستة مرشحين، إلى أن هناك جواً من الامتعاض و"القرف" من الحقن الذي تلجأ إليه قوى السلطة كل 4 سنوات، قبيل الانتخابات، للتجييش وشد العصب، وأعتقد أن هذه الأساليب لم تعد تنطوي على الناس التي باتت تميل أيضاً للتصويت العقابي، حتى من جانب حزبيين خيبهم أداء حزبهم.
ويربط عبس حظوظ لائحته بنسبة الإقبال على الاقتراع، التي كلما ارتفعت كلما صبّت في صالحهم، خصوصاً أن الأحزاب حتماً لم ترتفع شعبيتها مقارنة مع 2018، بل على العكس منها تراجعت بشكل لافت، وقد تحصل مفاجأة تغيّر كل المعادلة.
ويعتبر أن انتخابات المغتربين في الخارج، يومي الجمعة والأحد الماضيين، والإقبال الذي يميل أكثر نحو مرشحي القوى المستقلة، أعطيا اندفاعة كبيرة للمترددين بأن ينزلوا يوم 15 مايو، ويصوّتوا بكثافة لإحداث التغيير المنشود.
وراثة الحريري في دائرة بيروت الثانية
تشهد دائرة بيروت الثانية تطوراً غير مسبوق على صعيد عدم مشاركة تيار المستقبل، للمرة الأولى منذ نشأته، في الانتخابات النيابية، وتخلي الحريري عن مقعده النيابي ومقاعد حزبه التي يتنافس عليها "قدامى تيار المستقبل" ومنشقّون عنه، وقوى سياسية تقليدية، إضافة إلى شخصيات سياسية مستقلة والمجتمع المدني.
ويُعدّ اللاعب الأبرز في دائرة بيروت الثانية رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة الذي خرج من عباءة الحريري، وقرّر التغريد خارج سرب "المستقبل"، وارتداء لباس الزعامة، لدعم لائحة "بيروت تواجه" برئاسة الوزير الأسبق خالد قباني، بالتحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط بالمرشح نفسه الذي خاض الحريري معه معركة 2018، النائب فيصل الصايغ.
واختارت لائحة السنيورة شعار مواجهة "حزب الله" وإسقاط مشروعه، وذلك لمحاولة شدّ عصب الشارع، المرفوعة فيه صور داعمة لسعد الحريري، والملتزم قراره المقاطعة والذي سيتضح حجمه في يوم الاقتراع.
ويستغلّ السنيورة ولائحته، موقف دار الفتوى الداعي للاقتراع بكثافة، والضغط السعودي لدفع الحريري إلى دعوة مناصريه للمشاركة في العملية الانتخابية والتصويت للائحة السنيورة.
ارتفاع منسوب الضغط على الحريري
وبحسب معلومات "العربي الجديد" فإنّ منسوب الضغط على الحريري، الصامت عن التعليق حتى الساعة، سيرتفع إعلامياً في الأيام المقبلة، ولغاية 15 مايو، ويرتكز على بث أجواء توحي بسيطرة "حزب الله" على بيروت واكتساح مقاعدها، والتحذير من خطورة هذا السيناريو، وذلك لحثه في اللحظة الأخيرة على الخروج بموقف يدعو فيه مناصري "المستقبل" للاقتراع.
يُعدّ فؤاد السنيورة اللاعب الأبرز في دائرة بيروت الثانية
وفي سياق معركة "بيروت الثانية" يحاول النائب فؤاد مخزومي، الذي حصدت لائحته 15773 صوتاً في العام 2018، الاستفادة من خروج الحريري من السباق الانتخابي، والحملة الحاصلة من جمهوره على السنيورة ولائحته، وذلك بهدف العودة إلى البرلمان نائباً، ومعه أسماء من لائحته "بيروت بدها قلب"، التي اختار لها أيضاً شعارات موجهة ضد "حزب الله".
"وحدة بيروت" تجمع خصمين
على مقلب ما كان يُعرف بـ8 آذار، جمعت لائحة "وحدة بيروت" أكبر خصمَيْن "بالعلن"، التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل، وحركة أمل، وذلك إلى جانب راعي تقريب المسافات بين الطرفين "حزب الله".
وتمكنت لائحة "وحدة بيروت"، التي اختارت الاسم نفسه في الدورة النيابية الماضية، وتضم بشكل أساسي نائب التيار ادكار طرابلسي، ونائب الحزب أمين شري، ونائب الحركة محمد خواجة، من حصد 47087 صوتاً. وتمكن شري وحده من حصد 22961 صوتاً عن المقعد الشيعي. وتبدو حملة هذه القوى في دائرة بيروت الثانية باهتة في ظل ارتياح نسبي لسير المعركة الانتخابية.
مع العلم أن عدنان طرابلسي، "نائب الأحباش"، أي جمعية المشاريع الخيرية، الذي كان عضواً اساسياً في لائحة 2018 وحصل على 13018 صوتاً تفضيلياً للمقعد السني، خرج منها هذه الدورة وانضوى في لائحة "لبيروت".
اللاعب الرابع في هذا السباق، هو لائحة "هيدي بيروت"، التي تضمّ محمد نبيل بدر، عماد الحوت، ومحمود محي الدين الجمل الذي قدم استقالته من "المستقبل" بغية الترشح للانتخابات، إلى جانب شخصيات أخرى. مع العلم أن لائحة الحوت وبدر لم تتمكن عام 2018 من تأمين الحاصل الانتخابي الذي بلغ 11537 صوتاً، إذ حصدت فقط 7475 صوتاً.
وعلى مستوى المجموعات المدنية، تشير الآراء الاستطلاعية إلى أن لائحة "بيروت التغيير" التي تضم أسماء بارزة على الساحة الشعبية، مثل إبراهيم منيمنة، وضاح الصادق، محمود فقيه، ونقيب المحامين الأسبق ملحم خلف وأسماء أخرى، قادرة على إحداث خرق، ولا سيما بعد إعلان لائحة "بيروت مدينتي" قبل أيام انسحابها. وقد قلّص هذا الأمر عدد اللوائح التي تمثل المجتمع المدني، أو انتفاضة "17 تشرين" (أكتوبر/تشرين الأول) إلى أربعة، مع العلم أن التشتت لا يصبّ في صالح المجموعات "الطامحة للتغيير".
دائرة بيروت الثانية مختبر مهم
يقول الكاتب السياسي علي حمادة، لـ"العربي الجديد"، إنّ دائرة بيروت الثانية تمثل مختبراً مهماً على صعيد بيروت ولبنان، ووجهة الانتخابات، لكنه متعدّد الأوجه، جزء بالتصويت السني، وآخر بالتصويت الاعتراضي ضد سلاح "حزب الله"، وجزء ثالث بالتصويت الاعتراضي والمعارض المنبثق من روحية "ثورة 17 تشرين"، على الحكم والطبقة الحاكمة بشكل عام.
في المعطى الأول، يوضح حمادة، أنه على الصعيد السني، فإنه ما من شك أن هذه الدائرة ستشهد مقاطعة من تيار المستقبل والأوساط اللصيقة به، أي الناخبين المرتبطين به بشكل أو بآخر، ولكن في المقابل لن تكون هناك مقاطعة سنية، بل ستشارك الطائفة، بنسبة ستنخفض بطبيعة الحال نظراً لانكفاء ومقاطعة "المستقبل"، الذي يشكل قوّة معتبرة في الساحة السنية شعبياً وانتخابياً.
علي حمادة: دائرة بيروت الثانية تمثل مختبراً مهماً على صعيد وجهة الانتخابات
من ناحية ثانية، يقول حمادة إنه "على الصعيد المتعلق بالصراع العامودي بين حزب الله وحلفائه، ومن يعارضون الحزب مباشرة، فهذا وجه آخر من المعركة، كما أوجه لائحة السنيورة، واللوائح التي دخلت أخيراً على خطاب مواجهة حزب الله، مثل لائحة مخزومي، لكن المشكلة أن هذه اللوائح عملياً ستتأثر بحملة المقاطعة التي يقودها المستقبل".
أما الوجه الاعتراضي، الذي يعبّر عن رأي عام في بيروت الثانية يصب تأييداً للوائح التغيير مثل "بيروت التغيير"، يقول حمادة إن "هؤلاء بمعظمهم ينتمون في وعيهم العميق إلى 14 آذار سابقاً، فهم 14 آذاريون تعريفاً، وقد تطور خطابهم ووعيهم السياسي للانتقال إلى المعارضة المدنية ضد الطبقة الحاكمة برمّتها. وهذه القوة الناخبة غير مؤيدة لحزب الله ولا تصوت له، إلا بنسب بسيطة، التي هي اليسار المنتمي إلى تركيبة الحزب الشيوعي الرسمي".
ويرى حمادة أن "الأحباش" تنظيم مغلق، يستطيع إيصال نائب واحد عند حصوله على حاصل انتخابي، مستبعداً إمكانية حصده حاصلين، "فهو تنظيم مغلق وامتداداته في بيروت لها طابع خاص بالتنظيم، وهو أقرب لحزب الله والنظام السوري".
تأثير غياب الحريري وتياره
ويعتبر حمادة أن تأثير غياب الحريري وتياره سيكون واضحاً في بيروت الثانية، وقد تستفيد منه لائحة بدر، المعروف بجوّه المستقبلي، والحوت مع إمكانية حصولها على حاصل أو حاصل ونصف، مع العلم أن المشكلة على صعيد هذه اللائحة أنها ستعاني من تشرذم للأصوات الفائضة، حيث إن كل مرشح يريد أن يحتفظ بالأصوات لنفسه، بمعنى مثلاً أن الحوت وإن حصل على حاصل وأصوات إضافية فلن يجيرها لبدر.
في المقابل، يرى حمادة أن لائحة السنيورة هي عملياً "حريرية"، فأعضاءها بالأساس مقرّبون من الحريري وتيار المستقبل، وهناك حملة مركزة ضدها بهدف إسقاطها، من هنا صعوبة حصولها على أصوات، وربما تخرج بحاصل واحد فقط.
حظوظ لائحة "بيروت التغيير"
من جهته، يقول المرشح عن المقعد السني ضمن لائحة "بيروت التغيير" إبراهيم منيمنة، الذي تملك لائحته حظوظاً كبيرة لكسب مقعد نيابي أو أكثر، لـ"العربي الجديد" إن "لائحتنا الأكثر تمثيلاً لقوى انتفاضة 17 تشرين، وتضم 21 مجموعة، عنوانها السياسي المعارض للمنظومة واضح جداً، والداعي للتغيير، وهو ما بات عاملاً حاسماً عند الناس، التي تريد أن تنتخب لائحة صريحة وواضحة بخطابها ومصداقية مشروعها".
ويرى منيمنة أن مقاطعة تيار المستقبل تسيء للانتخابات، والخيار الديمقراطي الذي يجب أن يتمتع به الناخبون، ويتخذون قرارهم فيه من دون ضغوط.
إبراهيم منيمنة: تشتّت مرشحي السلطة، وتوزع الأصوات تالياً، من شأنه أن يصبّ في صالحنا
ويعتبر أن الموضوع بدأ ينحسر، فالناس باتت تقتنع أن الانكفاء أو المقاطعة سيعطي رافعة لقوى المنظومة، لتزيد من عدد نوابها، وبالتالي تتحدث باسم بيروت وهو ما لا يريده أهل العاصمة، ولا شك في أن تشتّت مرشحي السلطة، وتوزع الأصوات تالياً، من شأنه أن يساعدنا ويصبّ في صالحنا، خصوصاً أن هناك حالة امتعاض عند الناس التي تحصد نتيجة سياسات وتسويات الأحزاب، ومن ضمنهم السنيورة، فهناك نقمة على خطابه.
إرباك بسبب مقاطعة الحريري
من جهته، يقول المحلل السياسي علي الأمين، لـ"العربي الجديد" إن عنوان مقاطعة الحريري وتيار المستقبل بحد ذاته أحدث نوعاً من الإرباك داخل البيئة السنية بدرجة أساسية، وخلق نوعاً من عدم وجود مركزية للائحة انتخابية اعتادت بيروت، وتحديداً الدائرة الثانية، أن تكون مرجعية فيها.
ويشير إلى أن هذا الأمر ترافق مع أجواء تصب في دائرة "الإحباط السني"، الذي لا شك في أنه لا يزال له تأثيره على الواقع، ولكن لاحظنا في الفترة الأخيرة أن هناك محاولة لمواجهة هذه المقاطعة، وقد برزت من داخل مناخ تيار المستقبل، أو جو الحريرية السياسية الذي عبّرت عنه، خصوصاً لائحتا قباني من جهة وبدر من جهة ثانية.
ويرى الأمين أن المستفيد الأول من المقاطعة حتماً هو الثنائي "حزب الله" وحركة أمل وحلفائهما في بيروت، مثل جمعية المشاريع والقوى المناهضة تاريخياً للحريري، وذلك كما هو ظاهر حتى الساعة. لكن في المقابل هناك نشاط للوائح الأخرى، تحديداً لائحة خالد قباني المدعومة من السنيورة، التي تحاول التخفيف من فرص استفادة الثنائي من انكفاء الحريري.
ويتابع: لكن بتقديري يبقى الاستثمار كله رهن نسبة الاقتراع، التي بارتفاعها نكون أمام عملية لاستيعاب موقف الحريري، وبتراجعها تصبح الكفة مائلة أكثر إلى الثنائي، علماً أن هناك أيضاً حظوظ لقوى المجتمع المدني، التي تخوض معركتها بوجه كل المنظومة السياسية.
ويلفت الأمين إلى أن "حزب الله" يعتبر نفسه إلى حدّ كبير الناطق والمسيطر على الطائفة الشيعية، ويسعى لأن تكون المقاعد الـ27 التي تمثلها في قبضة الثنائية التي هي في الحقيقة أحادية المضمون، وبالتالي يحتكر التمثيل كله. من هنا يرى الحزب أن المقعدين الشيعيين في بيروت هما في "الجيبة" (مضمونان)، ويطمح بإحداث خرق في منطقة ذات ثقل سني، وإثبات أنه يتمتع بحضور شعبي فيها، وهو اليوم لديه فرصة لتحقيق هذا الاختراق، ليطغى بالتالي على بيروت ويوسّع انتشاره الحزبي فيها.