"لم أنتخب طيلة حياتي، وللأمانة أرغب فعلاً في ممارسة هذا الحق، أعتقد أن على المواطنين عدم ترك الساحة والمشاركة في الانتخابات لتقرير مصيرهم ومستقبلهم"، بهذه الكلمات يكشف ياسر الشاهيري، عن بعض انتظاراته وهو يهم يوم الأربعاء بالولوج إلى مركز الاقتراع بمدينة سلا المحاذية للعاصمة المغربية، الرباط، المخصص للانتخابات البرلمانية والجهوية والبلدية في المغرب.
وأضاف الشاهيري في حديث مع "العربي الجديد": "أعتقد أني لن أضيع هذه الفرصة على أمل أن يحدث التغيير"، وذلك في مركز الاقتراع بإعدادية الفقيه لمريني الذي أدلى به رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" سعد الدين العثماني، بصوته.
وعرفت مكاتب التصويت، مساء الأربعاء، وعلى بعد ساعتين من موعد الإقفال الذي حددته وزارة الداخلية المغربية في السابعة مساء بالتوقيت المحلي، إقبالاً ملحوظاً على التصويت من ناخبين من مختلف الأعمار.
من بين هؤلاء أحمد البوعزاوي (56 عاماً) الذي قال لـ"العربي الجديد: "لقد صوتت للبلد وللديمقراطية ولمن أعتقد أنه سيحقق انتظارات المغاربة، هي محطة ديمقراطية متميزة. وكمواطن مغربي قدمت إلى مركز التصويت لأعبر عن صوتي الذي يمكن أن يكون مؤثراً في القرار السياسي".
ويرى البوعزاوي أن تطلعاته كمواطن تتمثل في أن يتم ترسيخ المسار الديمقراطي وتقويته من خلال المؤسسات وممثلي الشعب في البرلمان والمجالس المحلية والجهوية، معرباً عن أمله أن يتحقق ذلك وأن تكون هناك الإرادة السياسية لتحقيقه، وأن تفرز الانتخابات وجوهاً جديدة وسياسيين يعتبرون المصلحة العامة أعلى من المصلحة الشخصية لاسيما أن المرحلة التي يعيشها المغرب تقتضي التقدم إلى الأمام لا العودة إلى الوراء.
بدورها، قالت خديجة الشرقاوي إن سبب تنقلها إلى مركز التصويت رغم مرضها هو التعبير عن صوتها ومطالبها بتوفير الشغل للشباب وتحسين الخدمات الصحية والتعليم، لافتة في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن "المغاربة سئموا بعض الوجوه وأنه آن لها أن تختفي لترك الفرصة للشباب".
غير بعيد عنها كان يقف سعيد المجاطي، في السبعينيات من عمره، منتظراً دوره للتصويت، إذ لم تمنعه إعاقته ولا مرضه من الانتقال إلى مكتب التصويت بإعدادية الفقيه لمريني بسلا، لأداء ما يعتبره واجبا وطنيا. وقال لـ"العربي الجديد": "حلمي أن تتقدم البلاد وأن يتوفر للأجيال الجديدة فرص الشغل والصحة والتعليم"، وهو حلم يشاطره مع الآلاف من المغاربة، الذي يأملون بتحقيق التغيير وبنخب جديدة تدير أمورهم وتحسن ظروفهم المعيشية، في انتظار ما ستسفر عنه صناديق الاقتراع.