دعا البرلمان الأوروبي، اليوم الخميس، إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب التابعة للاتحاد الأوروبي، مشدداً على ضرورة توسيع العقوبات التي تستهدف طهران بعد قمعها العنيف للاحتجاجات.
وفي قرار غير ملزم حشد المجلس التشريعي أغلبية كبيرة من أجل مطالبة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة بدعم هذا الإجراء العقابي لمواجهة ما يعتبره البرلمان تراجعاً لحقوق الإنسان في إيران.
وبالإضافة إلى الدعوة لإدراج الحرس الثوري على قائمته السوداء للإرهاب، طالب البرلمان الأوروبي الاتحاد الأوروبي أيضاً بحظر أي نشاط اقتصادي أو مالي على صلة بالحرس الثوري.
وصنفت الولايات المتحدة بالفعل الحرس الثوري "منظمة إرهابية أجنبية"، وأخضعته لعقوبات غير مسبوقة.
وجاء إجراء البرلمان الأوروبي قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الإثنين، حيث يتوقع الموافقة على مزيد من العقوبات ضد طهران.
وفي وقت سابق من اليوم الخميس، حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من أنّ الاتحاد "سيطلق النار على قدميه" بتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن عبد اللهيان قوله: "قلنا مراراً إن الحرس الثوري منظمة رسمية وسيادية تلعب دوراً محورياً في ضمان أمن إيران. وخطوات البرلمان الأوروبي لتصنيف المنظمة إرهابيةً نوع من إطلاق النار على قدمي أوروبا نفسها".
وأضاف الوزير الإيراني: "من الضروري احترام الأمن المتبادل في عالم الدبلوماسية وتعزيز الثقة المتبادلة بدلاً من اتباع لغة التهديدات والأعمال غير الودية. وفي حال اعتماد أي تصنيف إرهابي، ستتخذ إيران إجراءات مماثلة".
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، الثلاثاء الماضي، إنها تؤيد إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية للرد على "انتهاك" حقوق الإنسان الأساسية في إيران.
وأضافت فون ديرلاين، متحدثة للصحافيين على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري: "رد فعل النظام الإيراني فظيع ومروع، وهم ينتهكون حقوق الإنسان الأساسية".
وفي العاشر من يناير/ كانون الثاني، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها لم تستبعد فكرة إدراج الاتحاد الأوروبي الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب، بعد يوم من قول ألمانيا إن التحرك سيكون مهماً ومنطقياً على الصعيد السياسي.
وكانت فرنسا تعارض حتى الآن ضغوط إدراج الحرس الثوري على قوائم الإرهاب. لكن باريس تركت الباب مفتوحاً أمام هذا المسعى، عقب مزيد من وقائع الإعدام لمحتجين هذا الأسبوع والتنسيق العسكري الأوثق بين طهران وموسكو الذي شهد نقل طائرات مسيرة إلى روسيا في حربها على أوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجندر للصحافيين في إفادة يومية: "نظراً لاستمرار هذا القمع، تعمل فرنسا مع شركائها الأوروبيين على فرض عقوبات جديدة، من دون استثناء أي منها"، وذلك عند سؤالها عمّا إذا كانت باريس ستدرج الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب.
وقبل ذلك بيوم واحد، قالت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك إن حزمة جديدة من العقوبات لن تكون كافية.
وأضافت عبر "تويتر": "إدراج الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب مهم ومنطقي على الصعيد السياسي"، مضيفة أنه يتعين تذليل العقبات القانونية أولاً قبل التمكن من فعل ذلك.
وتدهورت العلاقات بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي وطهران في الأشهُر القليلة الماضية مع تعثر الجهود لإحياء الاتفاق النووي. ويوجه الاتحاد الأوروبي انتقادات متزايدة لحملة قمع المتظاهرين في طهران، التي تضمنت إعدام بعضهم، كما اعتقلت طهران عدداً من المواطنين الأوروبيين.
(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)