استمع إلى الملخص
- تواصلت المعارك العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم والفاشر، مما أدى إلى نزوح السكان ومقتل وإصابة العشرات، مع استمرار الحصار على مواقع استراتيجية.
- دخلت الحرب شهرها الحادي والعشرين، متسببة في مقتل أكثر من 20 ألف مدني ونزوح 11 مليون شخص، وسط فشل الجهود الدولية في إيقافها.
أكد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان اليوم الأحد رفضه إجراء أي تفاوض أو هدنة مع قوات الدعم السريع، مشدداً على أن الجيش "عازم على إنهاء التمرد واستئصاله للأبد". وقال البرهان، لدى تفقده اليوم معسكراً تابعاً لقوات درع السودان، وهي مجموعة منشقة عن الدعم السريع، إن "المعركة مستمرة بفضل الإسناد الشعبي لمحاربة ما أسماها "المليشيا الإرهابية". وأضاف: "العالم غير مهتم بما يجري في السودان، وإن قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن فك الحصار عن الفاشر، لم يتم تنفيذها إلى جانب استمرار إمداد المليشيا بالسلاح".
ميدانياً، تواصلت اليوم الأحد المعارك العنيفة بعدد من المحاور، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وطبقاً لشهود عيان، فإن قتالاً عنيفاً دار بين الطرفين بمحور مدينة الخرطوم بحري، شمال العاصمة، إذ تحاول قوات تابعة للجيش مدعومة بسلاح الطيران، التقدم نحو منطقة كافوري، حيث تتمركز قوات الدعم السريع بقواتها وعتادها في المنطقة.
ويهدف الجيش السوداني إلى الوصول إلى مقر سلاح الإشارة، أقصى جنوب مدينة الخرطوم، ومن ثم الوصول إلى مقر قيادة الجيش بوسط الخرطوم، والواقعة تحت حصار الدعم منذ بداية الحرب، العام الماضي. وتسببت المعارك في عمليات نزوح من بقي من السكان في الأحياء القريبة نتيجة القصف المدفعي المتواصل، وسبق أن أمرت قوات الدعم السريع المدنيين في تلك الأحياء بمغادرتها إلى مناطق شرق النيل أو إلى مدينة شندي، شمال أم درمان.
ودخلت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شهرها الحادي والعشرين، بعد اندلاعها في الخامس عشر من إبريل/نيسان الماضي، وتسببت وفق تقديرات أولية، في مقتل أكثر من 20 ألف مدني ونزوح ولجوء أكثر من 11 مليون شخص، وفشلت جهود إقليمية ودولية في إيقافها.
وفي مدينة الفاشر، غربي السودان، تدور معارك مماثلة بين الجيش المدعوم بحركات مسلحة والدعم السريع، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة. وطبقاً لبيان من لجان مقاومة مدينة الفاشر، فإن قوات الدعم السريع استخدمت، خلال الساعات الماضية، طائرة مسيرة لإسقاط أربعة صواريخ لقصف حي أولاد الريف، أحد أشهر أحياء المدينة، ما أدى إلى مصرع أكثر من 20 شخصاً وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح خطيرة. وأبانت التنسيقية أن بعض القتلى والجرحى لم يجرِ التعرف إليهم.
ومنذ العاشر من إبريل الماضي، تحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر، العاصمة التاريخية لإقليم دارفور، في محاولة للسيطرة على المدينة التي تُعَدّ آخر أكبر معقل للجيش والحركات المسلحة في الإقليم، الذي عاني من حرب أهلية استمرت لما يقارب عشرين عاماً منذ عام 2003.
وفي منطقة الكومة بولاية شمال دارفور، اتهمت قوات الدعم طيران الجيش بتنفيذ هجمات جوية مكثفة بمساندة جهات خارجية، لم تسمها، اليوم الأحد، على المدينة، راح ضحيتها مئات المواطنين العُزَّل بين قتيل وجريح، مبينة أن الطيران شنّ خمس غارات استهدفت مباشرةً الأحياء السكنية، ما تسبب في سقوط القتلى والجرحى، ودمار واسع للمنازل والمرافق العامة. وأضافت القوات أن استمرار تلك الهجمات يضع المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية أمام مسؤولياتهم في التصدي لما وصفته بجرائم الإبادة العنصرية بحق الشعوب السودانية.