واصل التحالف الذي تقوده السعودية شنّ غاراته على معسكرات ومواقع تسيطر عليها جماعة الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، فجر اليوم السبت.
واستهدف التحالف تبة الإرسال التلفزيوني في مدينة الثورة شمال صنعاء بعدة غارات، إلى جانب استهداف معسكر الحفاء في منطقة السبعين جنوب العاصمة، في وقت تتواصل المعارك والغارات في محافظة مأرب النفطية.
وفيما نفى التحالف اليوم السبت الاتهامات الموجهة إليه باستهدافه مركز احتجاز في محافظة صعدة، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، أعلن رئيس بعثة "منظمة أطباء بلا حدود" أحمد مهات، ارتفاع عدد الضحايا إلى 82 قتيلاً.
وأوضح مهات لوكالة "أسوشييتد برس"، أنه يوجد 82 قتيلاً وأكثر من 265 جريحاً، فيما أشار الحوثيون إلى أن رجال الإنقاذ ما زالوا يبحثون عن ناجين وجثث تحت أنقاض مركز الاحتجاز.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، إنّ "قصف مركز الاتصالات في الحديدة وتدمير المنشأة المركزية بغرض قطع الإنترنت جريمة، أتبعها العدو بارتكاب جرائم بحق المدنيين في سجن صعدة وأحياء سكنية في الحديدة وصنعاء، وكل ذلك يعكس حجم الفشل الميداني لعدو جبان وعديم الأخلاق".
قصف مركز الاتصالات في الحديدة وتدمير المنشأة المركزية بغرض قطع الانترنت جريمة أتبعها العدو بارتكاب جرائم بحق المدنيين في سجن صعدة وأحياء سكنية في الحديدة وصنعاء، كل ذلك يعكس حجم الفشل الميداني لعدو جبان وعديم الأخلاق.
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) January 22, 2022
ويسود هدوء حذر في مدينة الحديدة، التي كان الناس فيها يترقبون غارات جديدة من التحالف، وسط غموض حول الأهداف التي طاولتها ضربات أول من أمس الخميس، وما إذا كانت هناك قيادات سياسية أو عسكرية من جماعة الحوثيين سقطت جراءها.
حملة اعتقالات للحوثيين في صنعاء ومحيطها
في غضون ذلك، علم "العربي الجديد"، من مصادر محلية، أنّ الحوثيين نفذوا صباح اليوم السبت، في العاصمة صنعاء والمناطق المحيطة بها، حملة اعتقالات ومداهمات، استهدفت عدداً من الضباط والشخصيات الاجتماعية والقبلية، إضافة إلى بعض الموظفين في المؤسسات الحكومية، بحجة التواصل مع التحالف.
وأكد سليم الخولاني، وهو ضابط متقاعد، لـ"العربي الجديد"، أن الحوثيين اعتقلوا أكثر من عشرة ضباط في صنعاء، بذريعة أنهم يتواصلون مع التحالف الذي تقوده السعودية، وفق تبريرات الحوثيين.
ولفت إلى أن الاعتقالات طاولت قيادات وشخصيات قبلية واجتماعية في صنعاء والمناطق المحيطة بها، مثل بني حشيش، وارحب، وخولان، وعمران، إضافة إلى استمرار اعتقال رجال دين من حوث، وصعدة، وحرف سفيان في عمران، ينتمون إلى المذهب الزيدي طالبوا عبر منابر المساجد بإنهاء الحرب، وطالبوا القبائل بعدم الدفع بأبنائها إلى الجبهات، بعد تزايد أعداد القتلى وتدهور الوضع المعيشي والانساني للناس في كل المناطق، وهذه الاعتقالات تسببت بخلافات أيضاً في صفوف الحوثيين.
وتعيش صنعاء إلى جانب معظم المناطق اليمنية منذ ليل الخميس - الجمعة في ظل انقطاع خدمة الإنترنت، بعد استهداف التحالف بوابة الإنترنت في مدينة الحديدة، فيما لم تتأثر الاتصالات الهاتفية جراء هذه الغارات.
وقال هادي السرحي من صنعاء لـ"العربي الجديد" إن الناس في صنعاء هم أكثر من تضررت أعمالهم وتوقفت، بشكل شبه كلي، خصوصاً الذين يعتمدون على شركة "يمن نت"، بما فيها المؤسسات الحكومية في العاصمة صنعاء، وبات الناس فقط يستخدمون وسيلة الاتصالات الهاتفية لإنجاز أعمالهم بدلاً من الإنترنت، فيما لم تتضرر الشركات والمؤسسات والشركات التجارية، التي دأبت خلال الفترة الماضية على الاعتماد على شركات الإنترنت الفضائي أو الأقمار الصناعية، بسبب تأثير انقطاعات خدمات "يمن نت" المتكررة على كابلات الإنترنت الدولية خلال السنوات الماضية.
في غضون ذلك، أكد العميد في الجيش الوطني بمأرب أبو راكان المرادي لـ"العربي الجديد" أن قوات الجيش الوطني مسنودة بالقبائل في جبهات حريب وصرواح تخوض معارك ضد الحوثيين في هذه الجبهتين، بدعم وغطاء من طيران التحالف. كما شهدت جبهات حدود مأرب وشبوة، وتحديداً في أطراف مديرية عين بشبوة، هدوءاً حذراً صباح اليوم، بعد معارك دامية بين "قوات العمالقة" والحوثيين، بعد تمكن "العمالقة" من إفشال هجمات الحوثيين يومي الخميس والجمعة للعودة إلى شبوة، عبر مهاجمة أطراف مديرية عين في المناطق الجبلية منها.
وكان التحالف قد أعلن أمس الجمعة شنّه ثماني وعشرين غارة خلال 24 ساعة على مواقع وقوات الحوثيين في مأرب، دمّرت ثلاث عشرة آلية، كما أسفرت عن مقتل 90 عنصراً حوثياً.
وفي صنعاء، شنّ طيران التحالف غارتين فقط خلال الساعات الماضية.
وفيما يخص سيناريوهات التصعيد الحالي، وبعد مرور 3 أسابيع على الجولة الجديدة، فإنه لا توجد مؤشرات حقيقية على خفض أعمال العنف، وسط إصرار كلّ طرف على إلحاق الضرر بالطرف الآخر.
وأكد مصدر عسكري في الجيش اليمني، لـ"العربي الجديد"، أن جماعة الحوثيين لن توقف تصعيدها العسكري، ما لم يتم دحرها بالكامل من أطراف محافظة مأرب الغربية والجنوبية. وأضاف المصدر أن هناك تعزيزات جديدة للجيش اليمني، مقدّمة من التحالف، سيكون لها دور حاسم في قلب موازين الأمور على الأرض.