دانت الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، في بيان، اليوم الأربعاء، الإجراءات التي اتبعتها إيران، والتي أظهرت ابتعادها أكثر عن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الموقع عام 2015، معبّرة عن قلقها البالغ بعد إظهار عينات في منشأة فوردو النووية الإيرانية، وجود يورانيوم مخصب بنسبة 83.7 بالمائة.
ولفتت إلى أن تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي يشير إلى أن إيران واصلت توسيع مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 5، 20، و60 بالمائة إلى مستويات قصوى جديدة، مشددة على أنها ستحاسب إيران على التنفيذ الفوري والكامل للإجراءات المتفق عليها أخيراً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وشددت الدول الثلاث على أن ما أظهرته العينات المأخوذة من منشأة فوردو تتعارض بشكل كبير مع مستوى التخصيب الذي أعلنته إيران، داعية طهران إلى التعاون الكامل مع الوكالة، لتقديم تفسيرات ذات مصداقية تقنياً لمصدر هذه الجسيمات.
واعتبرت أن هذا التخصيب غير المسبوق، بنسبة تصل إلى 83.7% من اليورانيوم، يُعدّ تصعيداً بالغ الخطورة، لافتة إلى أنه لا يوجد أي تبرير مدني لتخصيب بهذا المستوى في إيران، مشيرة إلى أن هذه الخطوة، بالإضافة إلى برنامج إيران النووي، يقرّب طهران بشكل خطير من الأنشطة الفعلية المتعلقة بالأسلحة.
ولفتت الترويكا إلى قلقها البالغ إزاء التغييرات التي أجرتها إيران في تكوين أجهزة الطرد المركزي في فوردو، من دون إخطار مسبق لوكالة الطاقة، وتنفيذها بعد ساعات قليلة من قيام الوكالة بتفتيش الموقع المذكور في 16 يناير/كانون الثاني.
وحثت الدول الأوربية الثلاث، إيران، على إعادة تركيب كلّ المعدات التي تعتبرها وكالة الطاقة ضرورية، والسماح بمراقبة برنامجها النووي والتحقق منه، على النحو المتفق عليه في خطة العمل الشاملة المشتركة، مشيرة إلى أنه عليها التوقف فوراً عن تصعيدها النووي، وعكس مساره، والسماح بالشفافية الكاملة مع وكالة الطاقة، من خلال إعادة تطبيق البروتوكول الإضافي، كخطوة مهمة لبناء الثقة.
وزار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران نهاية الأسبوع الماضي، وأجرى جولتي مباحثات مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، قبل أن يلتقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.
وأكد الجانب الإيراني أنه وافق "طوعاً" على زيادة عمليات التحقق والمراقبة للوكالة "عندما تقتضي الحاجة".
وقال غروسي، في تصريحات خلال مؤتمر صحافي في فيينا بعد عودته من إيران، إنّ الحوار مع الجانب الإيراني حقق "تحسناً ملحوظاً" خلال الزيارة.
وأضاف أنه بموجب الاتفاق مع إيران ستتم إعادة تشغيل بعض أجهزة المراقبة في المنشآت الإيرانية النووية "قريباً"، مشيراً إلى اتفاق على زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو النووية على بعد 120 كيلومتراً من العاصمة طهران "بنسبة 50%".
وأكد أنه اتفق مع الجانب الإيراني على السماح للوكالة بالوصول إلى المعلومات والأماكن، مضيفاً أن الوكالة ستواصل تحقيقاتها بشأن ثلاثة مواقع إيرانية بأسرع وقت.