ومن غير المستبعد أن تستغل "حماس" ورقة الجنود الأسرى، لرفع أو تخفيف الحصار الإسرائيلي عن غزة، فضلاً عن السعي إلى الإفراج عن دفعات من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإٍسرائيلية. علماً أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، مقتل الجندي، آرون شاوول، والضابط، هدار غولدن، وفقدان جثتيهما في غزة.
كما أن "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، سبق أن أعلنت خلال الحرب عن أسر شاوول. فيما بقي مصير غولدن مجهولاً حتى الآن، ولا تزال "القسام" و"حماس" تتحفظان عن التحدث عن الجنديين، أو غيرهما إن وُجد.
ويقول الكاتب السياسي، طلال عوكل، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "الجثث والأسرى من الجنود الإسرائيليين لدى حركة حماس ورقة ضغط جيدة، يُمكن أن تستغلّها الحركة لتسريع عملية إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة، ورفع الحصار عن غزة، بالإضافة إلى استغلالها في صفقة جديدة لتبادل الأسرى".
ولا يتوقع عوكل أن يستجيب الجانب الإسرائيلي لمطالب "حماس" سريعاً، وذلك لرغبته في كسب المزيد من الوقت لمحاولة استعادة جنوده "بطرق أخرى" من دون أن يضطر إلى دفع مقابل. ويُستبعد استئناف مفاوضات التهدئة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي في القاهرة بالسرعة المطلوبة، بسبب تعمّد إسرائيل المماطلة وبحثها عن إفراغ المفاوضات من مضمونها.
ويشير عوكل إلى أن "إسرائيل تهتم بشكل رئيسي في مفاوضات التهدئة بالحصول على جثث جنودها وأسراها، لذلك ستتعمد المماطلة لتحقيق هدفين وهما، محاولة كسب الوقت لاستعادة جنودها من دون مقابل من خلال عملية عسكرية مثلاً، والضغط على حماس والفلسطينيين من خلال تأخير عملية الإعمار ومواصلة فرض الحصار".
من جانبه، يعتبر الكاتب السياسي في صحيفة "الرسالة"، التي تصدر من غزة، إبراهيم المدهون، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "ملف الجنود الأسرى لدى حماس، سيبقى مرتبطاً بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية".
ويضيف أن "حماس ستدرس استغلال ورقة الجنود الأسرى لديها، من أجل رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر، بالإضافة إلى تبادل الأسرى، في حال اقترحت إسرائيل أو أطراف إقليمية هذا الخيار". وأشار إلى أن "إسرائيل لم تتعامل مع ملف الجنود الأسرى بشكل جدي، وذلك بسبب عدم مواجهة الحكومة الإسرائيلية برئاسة، بنيامين نتنياهو، أي ضغوط من عائلات المفقودين من جنود الجيش".
ويوضح المدهون أن "الحكومة الإسرائيلية ستضطر إلى التفاوض مع حماس بشكل جدي حول ملف الجنود الأسرى، عندما تواجه ضغوطاً من الشارع الإسرائيلي، وحينها ربما يتم طرح خيار رفع، أو تخفيف، الحصار مقابل استعادة الجنود".
ويستبعد "استئناف المفاوضات غير المباشرة في القاهرة بشكل عاجل بسبب عدم وجود رغبة لدى السلطة الفلسطينية ومصر وإسرائيل بذلك". ويرى أنّ "السلطة الفلسطينية، والجانبين الإسرائيلي والمصري يحاولون استنزاف وإنهاك حركة حماس، قبل العودة إلى المفاوضات، حتى لا يكون لها أي دور في المنطقة، ولا تتمكن من تحقيق أي من أهدافها السياسية".