استمع إلى الملخص
- كانت هذه المواقع تحت سيطرة الجبهة منذ 1982 لحماية الخاصرة السورية، وتعتبر مناطق خط نار بسبب موقعها الجغرافي الحساس.
- تهدف الخطوة لتعزيز سيطرة الجيش على الحدود الشرقية مع سوريا، تنفيذاً للقرار 1701، واستعادة السيطرة على المناطق من الفصائل المسلحة، مما يعكس تغييرات إقليمية بعد تراجع النفوذ السوري.
أكدت مصادر في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد" أنّ قواته بدأ تتسلّم مواقع تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة ومن تنظيم "فتح الانتفاضة" في محافظة البقاع، مشددة على أنّ "الجيش استلم جميع الذخائر والأسلحة بعد إخلاء هذه المراكز". وتسلّم الجيش اللبناني من مسلحي "الجبهة الشعبية" موقع حشمش الممتد إلى دير الغزال وأطراف رعيت في البقاع الأوسط، وموقع السلطان يعقوب في البقاع الغربي، كما تسلّم معسكر حلوة عند الحدود اللبنانية السورية في راشيا، من "فتح الانتفاضة"، كما يعمل على تسلّم موقع قوسايا بالكامل، بحسب ما أكدت المصادر نفسها.
وشددت المصادر على أنّ "هناك ثلاثة مواقع تابعة للجبهة الشعبية وواحدة لفتح الانتفاضة في البقاع وهي موجودة منذ تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي"، مؤكدة أن "لا علاقة لهذه الإجراءات مع القرار الدولي رقم 1701، فالمفاوضات كانت قائمة منذ أشهر مع الجبهة الشعبية، وتم بدء إخلاء موقع الناعمة (محافظة جبل لبنان) قبل نحو ستة أشهر، أي قبل توسّع العدوان والتوصل إلى وقف إطلاق النار، ووصلنا إلى تنسيق بأن لا ضرورة لوجود هذه المواقع، وعندما تنتفي الضرورة ينتفي وجودها".
تسلم الجيش مركزَي السلطان يعقوب – البقاع الغربي وحشمش بين بلدتَي قوسايا ودير الغزال – البقاع الأوسط التابعَين سابقًا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، كما تسلم معسكر حلوة - راشيا التابع سابقًا لتنظيم فتح الانتفاضة، وصادر كميات من الأسلحة والذخائر بالإضافة إلى أعتدة… pic.twitter.com/ywGmJAsEjx
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) December 21, 2024
ولفتت إلى أنّ "الجيش أصبح على مسافة قريبة من تسلّم نفق الناعمة، الذي كان يحوي بعض الذخائر والعناصر المسلحة"، مشيرة إلى أنه "سيتم إخلاء الموقع نهائياً، في الأسبوع المقبل، ليتبقى مركز واحد ضمن نفق صغير من أصل مساحة تصل إلى نحو 120 ألف متر مربع".
وأكدت المصادر أنّ "تسلّم المواقع حصل بعد مفاوضات وجلسات ولقاءات مع الجبهة الشعبية حول ضرورة الإخلاء، وقد وصلوا إلى قناعة بذلك، وبالتالي لم يدخل الجيش المراكز بالقوة، ولم يسجل أي اشتباك، والجيش تسلم الذخائر كلها".
في الإطار، أوضح منسّق الحكومة اللبنانية لدى اليونيفيل سابقاً العميد منير شحادة لـ"العربي الجديد" أن "هذه المواقع في البقاع كانت تحت سيطرة الجبهة الشعبية منذ عام 1982، وذلك بحجة حماية خاصرة سورية ونظام بشار الأسد، وقد حاولت السلطات اللبنانية في الماضي إخلاءها وتسليمها للجيش اللبناني لكن حصلت عراقيل عدة من السلطات السورية عبر وجودها في لبنان، إن كان قبل الانسحاب عام 2005، أو حتى بعد ذلك".
وأشار شحادة إلى أنّ "موقع قوسايا موجود في البقاع منذ عام 1982، والهدف منه تاريخياً حماية الخاصرة السورية، بقيادة أحمد جبريل من الجبهة الشعبية، وذلك قبل أن يرثه ابنه بعد وفاته، وهو مقسمٌ إلى ثلاثة أجزاء، أو مراكز، الأول في المعيصرة، الذي يشرف على قسم كبير من الأراضي السورية، بدءاً من الزبداني، سرغايا، كفيريابوس، وعدد كبير من البلدات من الجانب الشرقي، إلى لبنان بمنطقة مشرفة واسعة من زحلة وعنجر، وغيرها، وصولاً إلى مطار رياق"، لافتاً إلى أنّ "هذه المساحة هي شاسعة في البقاع، وتشرف على نحو 14 كلم من الأراضي اللبنانية والسورية، ما يعني اعتبارها مساحة خط نار".
وأضاف شحادة "المركز الثاني يقع في وادي حشمش، وتحديداً في شمال غرب قوسايا وجنوبي دير غزال وشرق رياق، وهو من مراكز القيادة العملانية للجبهة الشعبية، ويحتوي على أنفاق مجهزة بتقنيات حديثة جداً، أما المركز الثالث، فيقع في جبيلة عين البيضا، ضمن أراضٍ زراعية في وسط سهل البقاع، وقد سُجّل فيه أكثر من حادث أمني".
واعتبر شحادة أنّ "من حسنات ما يحصل اليوم، والذي يرتبط حتماً بسقوط النظام السوري، أنّ الجيش اللبناني يستطيع أن يسيطر على كل مفاصل السلسلة الشرقية والحدود الفاصلة بين لبنان وسورية"، مضيفاً أن هذه العملية تأتي في سياق استكمال الجيش سيطرته على الحدود الشرقية ليتمكن من مراقبتها تنفيذاً للقرار 1701.