بدأت قوات الجيش الوطني الموالي للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بتشتيت الحوثيين في جبهات قتال جديدة في عدد من المحافظات، في خطوة متأخرة تهدف إلى تخفيف العمليات العدائية المكثفة للجماعة على محافظة مأرب النفطية، شرقي البلاد، منذ أسبوعين.
ونفذت القوات الحكومية مسنودة برجال القبائل، اليوم الاثنين، عملية عسكرية في محافظة الجوف، بالتزامن مع عودة المعارك شمال محافظة الضالع، وبعض مناطق الساحل الغربي في محافظة الحديدة، غربي البلاد.
وأعلنت القوات الحكومية، في بيان صحافي وصل إلى "العربي الجديد"، أنها حققت تقدماً جديداً في جبهة الجدافر، شرقي مدينة الحزم بالجوف، عقب هجوم عكسي من عدّة محاور على مواقع المليشيات الحوثية.
وأشار البيان إلى أنّ المعارك، التي أسفرت عن سقوط عشرات الحوثيين بين قتيل وجريح، أثمرت عن تحرير مساحات واسعة شمالي رغوان و الجدافر باتجاه جبال الأقشع، ولا يزال التقدم مستمراً حتى مساء الاثنين.
أبطال جيشنا مسنودين برجال المقاومة شنّوا فجر اليوم الاثنين هجوماً عكسياً من عدّة محاور تمكنوا خلاله من تحرير مساحات واسعة شمال رغوان وشمال الجدافر باتجاه جبال الاقشع، وما يزال التقدم مستمر حتى الآن.
— المركز الإعلامي للقوات المسلحة #اليمن (@Yem_army_media) February 22, 2021
وفي محافظة الضالع، جنوبي البلاد، شنت القوات المشتركة هجمات على مواقع الحوثيين في جبهة باب غلق، شمالي الضالع، لليوم الثاني على التوالي، بعد محاولات حوثية للتسلل نحو مواقع القوات الموالية للحكومة، شمالي الفاخر، غربي مديرية قطعبة.
وذكرت القوات المشتركة، في بيان، أنّ المعارك شهدت استخدام سلاح الدروع الحرارية، وهو ما أجبر الحوثيين على الفرار، بعد تكبيدهم عدداً من القتلى والجرحى، من دون تحديد رقم معين.
وفي محافظة الحديدة غربي البلاد، اندلعت اشتباكات بين القوات المشتركة والحوثيين في مديرية حيس، بالتزامن مع قصف مدفعي على تجمعات المليشيات الحوثية التي قدمت من اتجاه محافظة إب.
وذكر المركز الإعلامي لـ"ألوية العمالقة" أنّ المعارك أسفرت عن مقتل 6 حوثيين لا تزال جثثهم في مناطق الاشتباكات، فضلاً عن سقوط جرحى.
وفي محافظة مأرب، التي ظلت على مدار الأسبوعين الماضيين مسرحاً رئيسياً للمواجهة بعد هجمات حوثية مكثفة على مواقع القوات الحكومية، تراجعت حدة الأعمال القتالية بشكل نسبي خلال الساعات الماضية.
وقال مصدر إعلامي في التوجيه المعنوي للقوات الحكومية، لـ"العربي الجديد"، إنّ غالبية المعارك خلال الساعات الماضية اقتصرت على تبادل القصف المدفعي، فيما تحدث موقع وزارة الدفاع اليمنية عن إحباط هجوم حوثي باتجاه جبهة الكسارة في جبل هيلان، غربي المحافظة.
وبدا تراجع القتال واضحاً في حجم الخسائر البشرية الحوثية، حيث كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة، مساء الاثنين، عن تشييع 6 عسكريين فقط في صنعاء، بعد أن كان العدد اليومي يتجاوز 20 قتيلاً خلال ذروة المعارك الأيام الماضية.
في المقابل، أعلن الموقع الرسمي للجيش الوطني الموالي للشرعية تشييع 3 من القادة العسكريين الذين قتلوا في مواجهات مع الحوثيين، على رأسهم العميد الركن أحمد قائد الشرعبي، قائد لواء الصقور، واثنين من رفاقه.
تنسيق رسمي مع ألوية الساحل الغربي
وفي السياق، أذابت معركة مأرب الجليد بين قوات الجيش الوطني والقوات المشتركة المدعومة إماراتياً، بعد قيام الأخيرة بتقديم قافلة غذائية للقوات الحكومية ورجال القبائل بهدف مساندتهم في صد الهجمات الحوثية.
وحظيت القافلة باستقبال رسمي رفيع، حيث اعتبرها وزير الدفاع محمد المقدشي "دليلاً على لم الشمل ونبذ الفرقة"، وذلك أثناء لقائه، اليوم الاثنين، بوفد القوات المشتركة والقائمين على القافلة التي وصلت إلى مأرب أمس الأحد.
ونقلت وسائل إعلام تابعة للقوات المشتركة عن وزير الدفاع قوله إنّ القافلة الغذائية " كان لها التأثير الكبير في نفوس الجيش والمقاومة ورجال القبائل، ولملمة الشتات الذي افتعلته وسائل إعلامية، مفرقة بين زملاء السلاح"، لافتاً إلى أنه ليس هناك "سوى عدو واحد يستهدف أمن اليمن ووحدته واستقراره"، في إشارة لجماعة الحوثيين.
وفيما أكد أن وصول القافلة أزال الحواجز بين الأطراف، كشف وزير الدفاع اليمني أن القيادة العسكرية، مع رئيس الجمهورية وقيادة التحالف السعودي الإماراتي، "تدرس استقبال ألوية من الساحل الغربي في جبهات مأرب".
وزير الدفاع يلتقي وفد القوات المشتركة وأبناء الساحل الغربي في مدينة #مأرب #وكالة_2_ديسمبر_الإخبارية #yemen #ثوره_2ديسمبر_مستمره https://t.co/OieGNkzFhj
— وكالة 2 ديسمبر الإخبارية (@2decnews) February 22, 2021
ولا يُعرف ما إذا كانت الشرعية ستوافق على التحاق كتائب القوات التي يقودها طارق صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في المخا خلال الأيام المقبلة أم لا، لكن ممثل القوات المشتركة في القافلة الغذائية طه الجعمي أبلغ وزير الدفاع "جاهزية أبناء الساحل الغربي لفداء مأرب بدمائهم وأرواحهم".
ودعا المسؤول العسكري في القوات المدعومة إماراتياً إلى جعل اليمن "معركة واحدة تجمعها غرفة عمليات مشتركة، للقضاء على المشروع الإيراني"، لافتاً إلى أن القوات المشتركة" مستعدة للمشاركة وقتال المليشيات الحوثية جنبا إلى جنب مع الجيش والقبائل".
وقد يؤدي الموقف العرض غير المسبوق من القوات المشتركة إلى توحيد الصفوف بشكل أكبر ضد الحوثيين وإرباك الجماعة، التي استفادت طيلة الفترة الماضية من تشرذم القوات المناهضة للانقلاب، وعدم وجود غرفة عمليات مشتركة تجمعها منذ بدء الحرب.