الدنمارك تغيّر لهجتها: إسرائيل تتحمل مسؤولية الوضع الكارثي في غزة

22 مارس 2024
تتعالى الأصوات المنتقدة لموقف الحكومة الدنماركية من الحرب على غزة (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- رئيسة حكومة الدنمارك، ميتا فريدركسن، تحمّل إسرائيل المسؤولية عن الأوضاع الإنسانية في غزة وتطالب بالسماح بإدخال مساعدات طارئة، في ظل تعرضها لانتقادات بسبب مواقفها السابقة تجاه إسرائيل.
- تأكيد فريدركسن على ضرورة التعاون الأوروبي للضغط على إسرائيل لفتح الحدود أمام المساعدات الإنسانية، مع التأكيد على حماية الأطفال والتمسك بالقيم الإنسانية.
- تنامي الضغوط الدولية والأوروبية على إسرائيل، مع دعوات لوقف تزويد إسرائيل بالمعدات العسكرية وانتقادات لسياسات الاحتلال، ما يعكس تغيرًا في الموقف الدنماركي والأوروبي تجاه الحرب على غزة.

حمّلت رئيسة حكومة الدنمارك ميتا فريدركسن، اليوم الجمعة، دولة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية "الوضع الإنساني الكارثي في غزة"، مطالبة إياها بأن تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وقالت فريدركسن، في لقاء مع التلفزيون الوطني الدنماركي: "يتوجب على إسرائيل السماح بدخول 500 شاحنة محملة بالمساعدات الطارئة يومياً".

وتعرضت رئيسة حكومة ائتلاف يمين ويسار الوسط، خلال الأشهر الماضية، لانتقادات لاذعة من معسكر اليسار والمتظاهرين في الشوارع الدنماركية، بسبب مواقفها السابقة الرافضة لتوجيه انتقادات لإسرائيل.

وعلى غرار المستشار أولاف شولتز في ألمانيا، كانت فريدريكسن رفضت الهدنة الإنسانية الأخيرة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ووقف إطلاق النار في غزة، ما عرّضها لاتهامات بـ"مشاركة الاحتلال في جرائم الحرب".

وتتعالى الأصوات الداعية لوقف تزويد إسرائيل بمعدات عسكرية ينتجها مصنع "تيرما" للسلاح، ويحذّر الكاتب الدنماركي جون غرواسغورد، في حديث لـ"العربي الجديد"، من مخاطر ذلك وما قد يسببه من "جرّ الدنمارك، جنباً إلى جنب مع إسرائيل، أمام المحاكم الدولية، بعد تزويد (تيرما)، إسرائيل بقطع هامة لطائرات إف 35 التي قصفت غزة".

ويبدو أن الموقف الأخير لفريدركسن يتماشى مع تنامي تيار أوروبي أوسع يذهب نحو ممارسة الضغوط على الاحتلال، وهو ما ناقشته قمة بروكسل للاتحاد الأوروبي، أمس الخميس.

ونقل التلفزيون الدنماركي، اليوم الجمعة، عن رئيسة حكومة الدنمارك قولها: "نحن الآن في وضع يتعين علينا جميعاً معه أن نرسل إشارة واضحة للغاية إلى إسرائيل بضرورة وصول المزيد من الشاحنات المحملة بالمساعدات". ومع تأكيدها على الحاجة إلى 500 شاحنة يومياً على الأقل، قالت إن المشكلة تتمثل في أن "الإسرائيليين لا يساعدون في إدخال المساعدات الإنسانية".

الدنمارك والموقف من الحرب على غزة

هذه هي المرة الأولى، التي تظهر فيها الدنمارك الرسمية إحباطاً من التعنت والممارسات الإسرائيلية، وخصوصاً لناحية تحميل الاحتلال مسؤولية "الكارثة التي تتكشف أمام أعيننا بصورة جدية، حيث لديك آلاف الأيتام الذين ليست لديهم أي فكرة إلى أين يذهبون. الناس يموتون من الجوع"، بحسب فريدركسن.

وبيّنت أنه بالرغم من دعم الدنمارك لمساعي نقل المساعدات عبر الطائرات أو السفن، إلا أنها "ليست كافية على الإطلاق. فالحالة المثلى هي فتح الحدود وترك الشاحنات تدخل بحرّية، وتلك مسؤولية إسرائيلية".

وفي الإطار الأوروبي الأوسع أشارت فريدركسن إلى تعاون أوروبي متفق عليه لـ"ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل، مع تقارير أممية تقول إن غزة تنتشر فيها مجاعة حادة"، لافتة إلى أن بلادها والاتحاد الأوروبي يعملان على ضرورة "حماية الأطفال بصورة أفضل، إذ لا يمكنك الدفاع عن الممارسات الإسرائيلية من الناحية الإنسانية".

ورغم تأكيدها على ما تسميه "حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها"، إلا أنها أردفت: "إن ما يجري خطير، وخصوصاً استهداف الأطفال الذين فقد الآلاف منهم والديهم... في نهاية المطاف علينا التأكيد على أن الديمقراطيات لا يمكنها التصرف، لا كمنظمات إرهابية ولا كأنظمة ديكتاتورية، إذ يجب التمسّك بالقيم الإنسانية".

حلفاء كوبنهاغن، الأميركيون والأوروبيون، سبقوها في انتقاد سياسات الاحتلال "ما جعل فريدركسن، ووزير خارجيتها من يمين الوسط لارس لوكا راسموسن، يستشعران خسارتهما للرأي العام المحلي وعلى مستوى المواقف الدولية من الحرب"، وفقاً لعضو قيادة حزب "اللائحة الموحدة" (يسار)، هانس يورغن فاد، في تصريحه لـ"العربي الجديد".

راهن رئيس الحكومة السابق راسموسن في تأسيس حزبه الجديد "المعتدلون" على جذب أصوات الأصول المهاجرة قبل أن ينفضوا من حوله، ويخسر الكثيرين منهم، على خلفية مواقفه التي لم تكن بعيدة عن مواقف فريدركسن بشأن معاناة الغزيين تحت القصف الإسرائيلي المدمر منذ نحو 6 أشهر.

وكان مقرر السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قد قال إن إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح في الحرب، واصفاً الوضع في غزة بأنه "ليس (مجرد) أزمة إنسانية"، بل "فشل الإنسانية".

المساهمون