الرئاسة الفلسطينية: "حماس" شريك في المسؤولية عن استمرار حرب الإبادة بغزة

13 يوليو 2024
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (رويترز)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **اتهام الرئاسة الفلسطينية لحماس**: اتهمت الرئاسة الفلسطينية حركة حماس بأنها شريك في تحمل المسؤولية عن المآسي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ودعت حماس لتغليب المصالح الوطنية ونزع الذرائع من يد الاحتلال، كما دعت المجتمع الدولي للتحرك لوقف إطلاق النار.

- **رد حماس على الاتهامات**: استهجنت حماس بيان الرئاسة الفلسطينية، معتبرة أنه يعفي الاحتلال من المسؤولية، ودعت الرئاسة لسحب تصريحاتها والانحياز للشعب الفلسطيني وإدانة العدوان الصهيوني.

- **إدانة الجبهة الشعبية**: دانت الجبهة الشعبية تصريحات الرئاسة الفلسطينية، مؤكدة على ضرورة الالتزام بموقف الإجماع الوطني والوقوف إلى جانب المقاومة، ودعت لتبني خطاب وحدوي يعكس نبض الشارع الفلسطيني.

اتهمت الرئاسة الفلسطينية، في بيان لها اليوم السبت، حركة حماس بأنها "شريك في تحمل المسؤولية" عما يلحق بالشعب الفلسطينية من مآس ونكبات على يد قوات الاحتلال، متهمة "حماس" بتقديم الذرائع للاحتلال لمواصلة الحرب على غزة. وجاء بيان الرئاسة الفلسطينية بعد ساعات من ارتكاب الاحتلال مجزرة في مواصي خانيونس راح ضحيتها وفق حصيلة أولية 90 شهيداً، نصفهم نساء وأطفال، و300 مصاب.

وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، تعقيباً على المذبحة المروعة التي ارتكبتها دولة الاحتلال الإسرائيلي في مواصي خانيونس بقطاع غزة، إنها "تدين هذه المذبحة وتحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عنها وكذلك الإدارة الأميركية التي توفر كل أنواع الدعم للاحتلال وجرائمه، والتي هي حلقة في سلسلة المذابح اليومية التي ترتكبها في قطاع غزة وكذلك في الضفة الغربية، والتي تمثل جرائم حرب مكتملة الأركان وجرائم ضد الإنسانية وحرب إبادة جماعية تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

وأضاف البيان: "رغم إدراكنا أن دولة الاحتلال لا تحتاج إلى مبررات وذرائع لتنفيذ جرائمها بحق شعبنا، إلا أنها في الوقت نفسه تستفيد من أية ذريعة تجدها لتبرير ما ترتكبه من جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية بحجة أنها تدافع عن نفسها، ما يجعل أية جهة تقدم الذرائع لها شريكاً في تحمل المسؤولية عما يلحق بشعبنا من مآس ونكبات على يد قوات الاحتلال".

واتهمت الرئاسة في بيانها حركة حماس بـ"تقديم الذرائع المجانية لدولة الاحتلال، ما يجعلها شريكاً في تحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية عن استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة بكل ما تتسبب به من معاناة ودمار وقتل لشعبنا". ودعت الرئاسة الفلسطينية حركة حماس إلى تغليب المصالح الوطنية العليا ونزع الذرائع من يد الاحتلال بغية وقف هذه المذبحة المفتوحة بحق الشعب الفلسطيني. كما دعت المجتمع الدولي إلى التحرك العملي لفرض وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإنقاذ المدنيين الأبرياء من ويلات هذا العدوان الإسرائيلي.

حماس: بيان الرئاسة الفلسطينية يُعفي الاحتلال من المسؤولية

من جهتها، استهجنت حركة حماس بيان الرئاسة الفلسطينية، وقالت إنّه "يُعفي الاحتلال من المسؤولية عن هذه الجرائم، ويساوي بين الضحية والجلاد، ويعطي المبرر لجيش الاحتلال وجرائمه ضد شعبنا، ويحمّل المسؤولية عن هذه المجازر للمقاومة". داعيةً الرئاسة الفلسطينية لسحب هذه التصريحات "المؤسفة"، ومؤكدةً أن الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية المنحازة للاحتلال هما من يتحملان مسؤولية هذه المجازر وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.

وأضاف بيان الحركة أن "الشعب الفلسطيني الذي يقف بثبات في وجه آلة القتل والإرهاب الصهيونية، دفاعاً عن أرضه ووجوده؛ يتوقع من كل الأطراف الفلسطينية الانحياز له، والوقوف بقوة ضد العدوان الصهيوني، وبذل كل الجهود لإدانة حرب الإبادة ووقفها، وليس تبريرها، في تناقض تام مع كافة القيم الوطنية والإنسانية". وثمنت الحركة "كل المواقف الصادرة عن القوى والفصائل الفلسطينية، والتي دانت هذه المجازة وحمَّلت الاحتلال الصهيونى والإدارة الأميركية المسؤولية عنها".

وكانت حركة حماس قد أعلنت في بيان لها استنكارها الشديد لتصريح جاء على لسان القيادي في حركة فتح منير الجاغوب، "روّج فيه لرواية جيش الاحتلال وتساوق معها، في الزعم زوراً وبهتاناً بوجود قيادات من القسام والمقاومة بين المدنيين النازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس، والتي تعرضت لمجزرة مروّعة راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى من المدنيين العزّل، في تبرير قبيح لجريمة الاحتلال والمجزرة التي ارتكبها بحق الأطفال والنساء".

وأوضحت الحركة أن "التماهي مع روايات الاحتلال المجرم، وتبنّيها والترويج لها، هو خدمة مجانية للاحتلال، وضربٌ للمبادئ الوطنية والأخلاقية، وتنكرٌ لدماء الشهداء وتضحيات شعبنا، الذي يواجه في غزة والضفة والقدس حرب إبادة وحشية، تتطلب أقصى مستويات الوحدة والتكاتف لصدها". ودعا البيان حركة فتح إلى إدانة ورفض هذه التصريحات "اللا وطنية"، والعمل على ضبط ومساءلة من يُطلقها ووقف ترويجه لروايات الاحتلال الكاذبة، والاصطفاف مع الشعب الفلسطيني في معركته الفاصلة وصموده في وجه هذه الهجمة الهمجية التي تستهدف وجوده على أرضه.

الجبهة الشعبية: هذه التصريحات مسيئة للشعب الفلسطيني

وفي السياق ذاته، دانت الجبهة الشعبية تصريحات الرئاسة الفلسطينية والقيادي في حركة فتح منير الجاغوب، واعتبرتها مسيئة للشعب الفلسطيني وتضحياته. واستنكرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تصريحات الرئاسة الفلسطينية والقيادي في حركة فتح منير الجاغوب التي عدّتها مبررةً لمجزرة الاحتلال اليوم في خانيونس.

وجاء في بيان الجبهة: "إن هناك حالة تضامن شعبي ووطني واسع مع المقاومة، مما يستدعي من جميع القوى الوطنية، بما فيها حركة فتح وقيادة السلطة، الالتزام بموقف الإجماع الوطني والوقوف بثبات إلى جانب المقاومة، والابتعاد عن تبرير جرائم الاحتلال أو التماهي مع دعايته الإعلامية".

ودعت الجبهة الأطراف الوطنية كافة، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية، إلى الكف عن التصريحات التحريضية التي تزيد من التوتر، وتبني خطاب وحدوي يعكس نبض الشارع الفلسطيني وحالة الإجماع الوطني، بدلاً من تعزيز رواية الاحتلال.

المساهمون