أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم السبت، أن قضية فلسطين قضية محورية وأساسية للعالم وأن الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، يتعرض لظلم إنساني وتاريخي، مناشداً العالم بالعمل المشترك لإنهاء هذا الظلم. فيما انتقد الولايات المتحدة، معتبرًا أنها طرف أساسي في الحرب على غزة.
وفي كلمة له، أمام مؤتمر طهران الدولي بشأن فلسطين، دعا رئيسي إلى التفكير بـ"نظام عالمي آخر وجديد"، مضيفاً أن ذلك "يستدعي جهوداً عظيمة".
وتابع أن معركة "طوفان الأقصى" التي نفذتها كتائب القسام؛ الذراع العسكري لحركة "حماس"، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي كانت نتيجة الظلم الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948، مشدداً على أن احتلال الكيان الإسرائيلي الأراضي الفلسطينية واستمرار هذا الاحتلال لن يُحقق له الشرعية.
وفي إشارة إلى حرب الإبادة التي يتعرض لها سكان قطاع غزة منذ 77 يوماً، قال رئيسي إن الاحتلال يرتكب مجازر بحق النساء والأطفال في غزة، معرباً عن أسفه وتنديده بدعم الولايات المتحدة لهذه المجازر وعجز المؤسسات الدولية عن إيقاف الحرب وإرساء السلام في المنطقة.
وأوضح رئيسي أن الحل النهائي هو طرد الاحتلال الإسرائيلي ومعاقبته، مشدداً على أن للشعب الفلسطيني حقاً مكفولاً للدفاع عن نفسه وأرضه المحتلة، وإيران تدعم هذا الحق.
ودعا إلى عدم التعويل على مجلس الأمن والمؤسسات الدولية في إيقاف الحرب، متهماً الولايات المتحدة بعرقلة العمل في هذه المنظمات لوقف العدوان.
وأضاف أن الولايات المتحدة هي الطرف الأساسي في العدوان على غزة وليست طرفاً في السلام، واتضح للجميع أنها سبب زعزعة الاستقرار، وخاصة في المنطقة.
وأكد الرئيس الإيراني أن الشعب الفلسطيني سينتصر في هذه الحرب والكيان الصهيوني سينال هزيمة نكراء، داعياً إلى ضرورة رفع الحصار عن سكان غزة وفتح المعابر ومنع تهجيرهم، ومشدداً على أن فتح الممرات أمام المساعدات الإنسانية أولوية في الوقت الراهن.
وبدأ مؤتمر دولي بشأن فلسطين، صباح اليوم السبت، أعماله في العاصمة الإيرانية طهران بمشاركة مندوبين من 59 دولة.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في كلمة في المؤتمر إن بلاده تبذل جهودها لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان فيها، محملاً الولايات المتحدة والغرب مسؤولية استمرار الحرب وعدم وقفها.
وأكد أمير عبد اللهيان أن مجلس الأمن أيضاً أخفق في إيقاف الوحشية الإسرائيلية بسبب الدعم الأميركي لها.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، قد قال صباح اليوم في بيان إن مؤتمر طهران الدولي بشأن فلسطين يهدف إلى تعزيز الدعم الدولي للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وكذلك العمل على "الوقف الكامل للهجمات العسكرية على غزة ورفع كامل للحصار المفروض عليها وتسريع إيصال المساعدات الإنسانية الدولية إلى سكان غزة".
خامئني: إيران تتمسك بدعم المقاومة الفلسطينية
من جانبه، قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، اليوم السبت، إن الولايات المتحدة الأميركية تشارك في جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، منتقداً استخدامها حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإفشال قرار دولي يدعو إلى وقف الحرب، واصفاً الخطوة بأنها "مقرفة".
وأضاف خامنئي أن "العالم اليوم لا يفرق بين الكيان الصهيوني وأميركا وبريطانيا"، مشيراً إلى أن الموقف الأميركي "الوقح" في الحرب على غزة "كشف النقاب عن وجه الحضارة الغربية".
وتابع المرشد الأعلى أن "الانتصار الأكبر الذي حققه الشعب الفلسطيني هو نيله من ماء وجه الغرب وأميركا ومزاعهما الكاذبة بشأن حقوق الإنسان"، مشدداً على أن غزة ستنتصر في هذه الحرب وأن "الكيان الصهيوني سيقتلع حتماً يوماً ما".
وأكد المرشد الأعلى أن "حادثة غزة ظاهرة عظيمة ومنقطعة النظير في التاريخ الإسلامي"، عازياً ذلك إلى "الدموية غير المسبوقة" للاحتلال خلال شهرين ونصف من الحرب، وكذلك الصمود الأسطوري والمقاومة غير المسبوقة لأهالي غزة خلال هذه الفترة في ظل التجويع والتعطيش والحصار الشامل.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي "رغم كل ما يملكه من إمكانات هائلة، فإنه أصبح عاجزاً ومهزوماً أمام المقاومين الفلسطينيين"، مؤكداً أن "من واجب الدول الإسلامية منع إرسال الوقود والنفط والبضائع إلى الكيان الصهيوني كما يمنع هو إيصال الماء والغذاء إلى غزة".
وشدد المرشد الإيراني على أن "دعم المقاومة أمر واجب ودعم الكيان الصهيوني جريمة وخيانة، لكن للأسف بعض الدول الإسلامية ترتكب هذه الجريمة، وعليها أن تعلم أن الشعوب المسلمة لن تنسى ذلك".
مباحثات إيرانية مصرية
في الأثناء، أجرى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم السبت، مباحثات هاتفية مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، مهنئاً إياه على "الإجراء الناجح" للانتخابات الرئاسية المصرية، ومعلناً ترحيب طهران بتوسيع العلاقات مع القاهرة في مختلف المجالات.
وأكد الرئيس الإيراني "اليوم قد ثبتت صحة مقولة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن الكيان الصهيوني غدة سرطانية وإنه يشكل تهديداً جاداً للأمن والهدوء والسلام في المنطقة".
وأضاف رئيسي أن "أميركا تنافق عندما تدعو الجميع لضبط النفس وعدم اتساع نطاق الحرب، بينما هي الداعم الرئيس للكيان الصهيوني والسبب لاستمرار جرائمه، ولا يمكنها أن تلعب دور الحريص وعقد السلام في غزة".
ودعا الرئيس الإيراني مصر إلى توظيف جميع قدراتها لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإغاثتها واستعادة الحقوق الفلسطينية، وفق موقع الرئاسة الإيرانية.
من جهته، قال السيسي إن مصر وإيران "يمكنهما لعب دور مؤثر في استتباب الاستقرار والأمن في المنطقة".
وشكر السيسي إيران على سياساتها "المعززة للعلاقات مع الدول الجارة"، معلناً عن استعداد القاهرة لـ"اتخاذ خطوات عملية لحل القضايا العالقة" بين البلدين، وفق موقع الرئاسة الإيرانية. وأكد السيسي أن بلاده تبذل قصارى جهودها لوقف الحرب على غزة.