أعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الخميس، توقيع 15 وثيقة تعاون بين طهران ودمشق في مجالات مختلفة، وقال إنّ هذه الزيارة إلى سورية "ستشكل منعطفاً إيجابياً وجيداً لتنمية العلاقات بين البلدين".
ونقلت وكالة أنباء النظام الرسمية "سانا" عن الرئيس الإيراني قوله، خلال حضوره منتدى رجال الأعمال في دمشق، إنه خلال الاجتماع الأخير مع رئيس النظام السوري بشار الأسد "تم اتخاذ جملة من القرارات، وتم توقيع 15 وثيقة بين طهران ودمشق، والاجتماعات المشتركة بين سورية وإيران مفيدة لتنفيذ الاتفاقيات بين البلدين، ومن المناسب تشكيل غرفة مشتركة بينهما".
وأضاف رئيسي أنّ "إيران حولت الحظر المفروض عليها إلى فرص، وأرى أنّ الإمكانية في سورية متاحة أيضاً لتحويل العقوبات إلى فرص".
وأردف: "هذه الزيارة ستشكل منعطفاً إيجابياً وجيداً لتنمية العلاقات بين البلدين، وسترون تأثير هذه الزيارة على العلاقات الاقتصادية بين البلدين والمنطقة ككل".
ومن الاتفاقات التي أعلن عنها اليوم المذكرة التي وقعها وزير السياحة في حكومة النظام محمد رامي مرتيني ورئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية عباس حسيني وتتضمن التعاون بين الجانبين لتسهيل استقدام الزوار إلى البلدين، إضافة إلى تحفيز مكاتب السياحة المرخصة في كلا البلدين، ووضع برامج سياحية لزيارة الأماكن الثقافية والتاريخية.
كما عقد وزيرا الاتصالات والمالية الإيرانيان اجتماعات مع مسؤولي النظام السوري، اليوم الخميس، لبحث تطوير الاتفاقات وتنفيذها.
وخلال اليوم الثاني لزيارته، استقبل الرئيس الإيراني، في مقر إقامته، وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، وأجرى محادثات حول التطورات الأخيرة في المنطقة، ونتائج زيارة المقداد الأخيرة إلى العواصم العربية، والتحضيرات الجارية للمشاركة باجتماع وزراء خارجية سورية وإيران وروسيا وتركيا في موسكو في الأيام المقبلة، وفقاً لما نقلت "سانا".
أهداف الزيارة
وحول هذه الزيارة، قال الباحث السياسي في مركز "جسور للدراسات" وائل علوان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إّن "التفاعل الإيراني النشط مع الملف السوري حالياً، ليس مفاجئاً، في ظل محددين أساسيين؛ أولهما الضغط الحاصل على روسيا بسبب ملف أوكرانيا، والثاني هو الضغط الإقليمي وهذا الأمر كان لصالح إعادة رسم إيران لنفوذها السياسي والاقتصادي والعسكري في المنطقة".
وأضاف علوان أنّ الدعم الإيراني الكبير لروسيا في الملف الأوكراني ساعد طهران على تحصيل امتيازات إضافية في سورية برضى روسي، لاسيما من الناحية العسكرية والأمنية.
وأشار إلى أنّ أول زيارة لرئيس إيراني إلى دمشق في مثل هذا التوقيت "تهدف أيضاً لإظهار الأسد بحالة قوة وتماسك، وأنّ كل الدول تسعى إلى إعادة تطبيع العلاقات معه، وهذه الصورة مهمة جداً لكل من روسيا وإيران من أجل تحقيق مكاسب تفاوضية في أي ملف لكلا البلدين".
وختم بالقول: "كل من روسيا وإيران تستثمران وجودهما في سورية بأوراق كثيرة، وإظهار الأسد اليوم ببروتوكلات رسمية كما حصل في موسكو بالسجاد الأحمر، أو زيارة رئيسي له، هي محاولة لتعويم الأسد في هذه المرحلة واستثمارها لصالحهم، بينما قبل وقت ليس ببعيد عندما أرادوا إظهار أنهم المسيطرون في سورية، كان الأسد يصل إلى موسكو وطهران بطائرة شحن".
وكان الرئيس الإيراني قد وصل، يوم أمس الأربعاء، إلى دمشق برفقة وفد كبير وعدد من الوزراء في زيارة هي الأولى لرئيس إيراني إلى دمشق منذ عام 2010 والتقى خلالها رئيس النظام السوري بشار الأسد كما أجرى لقاءات مع شخصيات دينية وسياسية في سورية بينها فلسطينية.