يبدأ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، زيارة إلى موسكو بدعوة من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يجري خلالها التوقيع على اتفاق "الشراكة الاستراتيجية المعمق".
وأفاد بيان للرئاسة الجزائرية بأنّ زيارة تبون تأتي في إطار تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين وستدوم ثلاثة أيام، مشيراً إلى أنّ تبون سيشارك في أعمال المنتدى الاقتصادي الدولي بمدينة سانت بطرسبورغ.
ويرافق تبون مجموعة من الوزراء في الحكومة ومديري شركات كبرى ووفد من رجال الأعمال، سيشاركون في منتدى الأعمال الجزائري الروسي، وسيلتقي تبون غداً الأربعاء بأفراد الجالية الجزائرية المقيمة في روسيا.
وكانت الزيارة مقررة، نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، قبل أن يجري التوافق بين الرئيسين تبون وبوتين على تأخيرها إلى منتصف العام.
وتأتي زيارة تبون إلى موسكو في ظرف دولي وإقليمي متوتر، بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا، ما قد يؤدي إلى انتقادات غربية للزيارة وتفسيرها على أنها دعم سياسي جزائري لروسيا، وسبق لمشرعين أميركيين أن طالبوا خارجية بلدهم بالانتباه إلى الصفقات العسكرية بين الجزائر وموسكو، واعتبارها جزءاً مما وُصف بـ"تمويل آلة الحرب الروسية".
وترتبط الجزائر بعلاقات تاريخية مع موسكو منذ الاستقلال، خاصة في المجال العسكري، حيث ساعدت روسيا بشكل كبير في تسليح الجيش الجزائري، لكن الجزائر تبحث في الوقت الحالي عن تغيير في أبعاد ومحددات العلاقة مع موسكو، وتجاوز البعد العسكري إلى قطاعات اقتصادية وحيوية، مثل الصناعة وتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني والزراعة والطاقة النووية الموجهة للاستخدامات السلمية، وستكون هذه المجالات الأبرز في النقاشات التي سيجريها تبون مع بوتين.
وسبق هذه الزيارة سلسلة لقاءات بين شركات روسية وجزائرية جرت على مدى ثلاثة أيام، الأسبوع الماضي، بتنسيق من مجلس تجديد الاقتصاد الجزائري. وقال الخبير الاقتصادي، مراد ملاح، لـ"العربي الجديد" إن "ورش العمل الاقتصادية المهمة أفضت إلى بعض التفاهمات التي سيجري إنضاجها في موسكو، بدليل أن جل رجال الأعمال والشركات التي تبحث عن خدمات وحلول وحتى شراكات مع الجانب الروسي شكلت هي نفسها الوفد المرافق للرئيس، حيث جرى تحديد الشركات المستهدفة مع تحديد مجالاتها وميزاتها الاقتصادية التنافسية، بما يتيح للزيارة أن تحقق نتائج عملية تعود بالنفع على الجانبين".
وإضافة إلى القضايا السياسية والاقتصادية المتدخلة في العلاقات الثنائية بين البلدين، فإن الرئيسين سيبحثان عدداً من القضايا الدولية والإقليمية التي تهم البلدين، بالإضافة إلى مناقشة ملف انضمام الجزائر لمجموعة بريكس.