- ما ينج جيو، أول زعيم تايواني سابق يزور الصين، يعبر عن قلق التايوانيين من التوترات العسكرية، محذرًا من عواقب وخيمة لأي حرب بين الجانبين.
- الصين تكثف ضغوطها العسكرية على تايوان، بما في ذلك مناورات صاروخية كبيرة، ردًا على التبادلات بين تايوان والمسؤولين الأمريكيين، مع تأكيد بكين على مبدأ "صين واحدة" ورفض التغيير الأحادي في الوضع الراهن.
قال الرئيس الصيني شي جين بينغ لرئيس تايوان السابق ما ينج جيو، اليوم الأربعاء إن التدخل الخارجي لا يمكن أن يوقف "لم شمل الأسرة" بين جانبي مضيق تايوان، وإنه لا توجد قضايا لا تمكن مناقشتها. ومنذ فرار حكومة جمهورية الصين المهزومة إلى جزيرة تايوان في عام 1949 بعد خسارة الحرب الأهلية أمام الشيوعيين بقيادة الزعيم ماو تسي تونغ، لم يزر أي زعيم تايواني الصين خلال ولايته. وصار ما ينج جيو، الذي تولى الرئاسة من عام 2008 إلى عام 2016، العام الماضي، أول زعيم تايواني سابق يزور الصين، ويقوم حاليا برحلته الثانية إلى الصين وسط تصاعد التوتر العسكري عبر المضيق.
وخلال لقائه مع ما ينج جيو في قاعة الشعب الكبرى في بكين، حيث تجرى المحادثات عادة بين الزعماء الأجانب وكبار مسؤولي الصين، أكد الرئيس الصيني أن "الناس على جانبي المضيق صينيون". وقال في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تايوانية: "التدخل الخارجي لا يمكن أن يوقف الاتجاه التاريخي للم شمل البلاد والأسر". ولم يتطرق شي إلى تفاصيل، لكن في التصريحات الصينية الإشارة إلى التدخل الخارجي في تايوان يقصد بها بشكل عام الدعم الذي تحصل عليه تايبيه من الدول الغربية مثل الولايات المتحدة، وخاصة مبيعات الأسلحة التي تثير غضب بكين. وقال شي: "ليست هناك ضغينة لا يمكن حلها، ولا توجد مشكلة لا تمكن مناقشتها، ولا توجد قوة يمكن أن تفرقنا".
وقال رئيس تايوان السابق للرئيس الصيني إن "التوترات تسببت في عدم ارتياح العديد من التايوانيين"، مضيفا: "إذا اندلعت حرب بين الجانبين، فسيكون ذلك أمرا لا يحتمل بالنسبة للصينيين"، مشيرا في الوقت نفسه إلى من ينتمون إلى العرق الصيني وليس لحاملي الجنسية الصينية.
وفي رد فعل على الاجتماع، قال مجلس شؤون البر الرئيسي الصيني في تايوان إنه يأسف بشدة لأن الرئيس السابق ما ينج جيو لم ينقل علنا إصرار شعب تايوان على الدفاع عن السيادة والنظام الديمقراطي لجمهورية الصين، وهو الاسم الرسمي لتايوان، داعيا بكين إلى التوقف عن ترهيب تايوان وحثها على حل خلافاتها مع تايبه من خلال حوار عقلاني. ولتايوان الديمقراطية حكومتها وجيشها وعملتها الخاصة، لكن الصين لم تستبعد استخدام القوة لإخضاعها لسيطرتها، فمنذ نهاية الحرب الأهلية الصينية، تعتبر الصين تايوان مقاطعة لم تنجح في إعادة ضمها إلى باقي أراضيها.
وكثفت الصين ضغوطها العسكرية في السنوات الأخيرة، ونشرت طائرات وسفناً حربية حول تايوان بشكل شبه يومي. وفي أغسطس/ آب 2022، أجرى الجيش الصيني أكبر مناورة صاروخية بالذخيرة الحية على الإطلاق ضد تايوان، وذلك رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي إلى الجزيرة. وتعتبر بكين، التي لا تستبعد استعادة تايبيه بالقوة "إذا لزم الأمر"، التبادلات بين رئيسة تايوان تساي إنغ وين وكبار المسؤولين الأميركيين انتهاكاً لسيادتها وخرقاً لمبدأ "صين واحدة"، في حين أن واشنطن، وعلى الرغم من أنها لا تعترف بتايوان كدولة مستقلة، تعارض التغيير أحادي الجانب في الوضع الراهن عبر مضيق تايوان باستخدام القوة.
(رويترز، العربي الجديد)