قال مصدر بالسفارة الأميركية في بيروت لـ"العربي الجديد"، إن "مجلس الشيوخ الأميركي صوّت، الخميس الماضي، على تأكيد تعيين ليزا جونسون سفيرة جديدة للولايات المتحدة في لبنان، وهي تستعدّ لتسلّم مهامها الدبلوماسية في مطلع شهر يناير/كانون الثاني المقبل".
وأضاف المصدر: "ستغادر السفيرة الأميركية دوروثي شيا لبنان في نهاية العام الجاري بعد انتهاء مهامها الدبلوماسية في بيروت، ونتوقّع وصول السفيرة ليزا جونسون في أوائل يناير المقبل".
ولفت إلى أن "ليزا ستطبق سياسة الإدارة الأميركية المعلَنة والمعروفة تجاه لبنان وتواصل مهام شيا في هذه المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها البلاد أمنياً وسياسياً واقتصادياً، إذ إن الولايات المتحدة يهمّها استقرار لبنان وجنوبه، وستكرّر عبر ممثليها من مبعوثين ودبلوماسيين وموفدين أهمية إبعاد لبنان عن الحرب في غزة، وإنجاز الاستحقاقات التي يتقدّمها انتخاب رئيس للجمهورية".
تجدر الإشارة إلى أنه في ظلّ الفراغ الرئاسي ستكون جونسون قائمة بالأعمال في السفارة الأميركية في بيروت إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان لتقديم أوراق اعتمادها له.
وقبيل مغادرتها لبنان، تقوم السفيرة دوروثي شيا، التي سمّاها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سفيرة لدى لبنان في 14 فبراير/شباط 2020، بزيارة المسؤولين اللبنانيين في لقاءات وداعية، من ضمنها اللقاء الذي جرى اليوم الأربعاء مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، حيث جرى عرض للأوضاع العامة والتطورات في غزة والجنوب اللبناني.
وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإنّ "اللقاء تطرق إلى الحرب في غزة والتطورات على الجبهة اللبنانية الجنوبية، وأكدت شيا لميقاتي أن الإدارة الأميركية ستواصل دعمها للبنان ولمؤسسات الدولة الشرعية الدستورية، على رأسها الجيش اللبناني، كما تواصل جهودها بغية تجنّب التصعيد وإبعاد الحرب عن لبنان، مشيرة إلى ضرورة التزام لبنان بالقرارات الدولية، خصوصاً القرار الأممي 1701".
وعرض اللقاء تبعاً للمعلومات "أبرز الملفات التي جرى التعاون فيها أميركياً ولبنانياً، خصوصاً ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، كما توقف ميقاتي عند الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للقرار 1701 منذ عام 2006، مشدداً أن على إسرائيل الالتزام بمندرجات القرار وتوقف اعتداءاتها على الجنوب اللبناني".
ونوّهت شيا بتمديد مجلس النواب لقائد الجيش العماد جوزاف عون، في ظل الظروف الدقيقة التي يمرّ بها لبنان وتحتم استقرار المؤسسة العسكرية وتجنيبها الفراغ، مجددة الدعوة إلى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقتٍ وتشكيل حكومة جديدة لعودة المؤسسات إلى مسارها الطبيعي.
ليزا جونسون خدمت في بيروت بين عامي 2002 و2004
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلن في 13 فبراير/شباط الماضي، عزمه على ترشيح ليزا جونسون لمنصب سفير فوق العادة ومفوض لدى الجمهورية اللبنانية، وفق ما أفاد موقع البيت الأبيض الإلكتروني.
كما أعلن بادين في 3 يناير/كانون الثاني الماضي، ترشيح دوروثي شيا لمنصب نائبة ممثل الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ونائبة ممثل الولايات المتحدة الأميركية في مجلس الأمن الدولي في دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبحسب تعريف وزارة الخارجية الأميركية، فإنّ جونسون من مواليد 1967، ودخلت السلك الدبلوماسي عام 1992، وشغلت منصب سفيرة الولايات المتحدة في جمهورية ناميبيا من يناير 2018 حتى يوليو/تموز 2021، كما عملت قائمة بالأعمال في ناساو وجزر الباهاما من عام 2014 إلى عام 2017.
وعملت جونسون في المكتب الدولي لمكافحة المخدرات وإنفاذ القانون (INL)، وأصبحت القائمة بأعمال نائب مساعد وزير الخارجية في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وسبق لجونسون أن زارت لبنان وعملت فيه، إذ خدمت في سفارة الولايات المتحدة في بيروت بين عامي 2002 و2004، حين كان فينسنت مارتن باتل سفيراً لبلاده في لبنان من 13 أغسطس/آب 2001 إلى 16 أغسطس 2004، كما شهدت عملية التسلم والتسليم بينه وبين خلفه جيفري فيلتمان.
وتنقلت جونسون بمواقع دبلوماسية أساسية ومهمة وحساسة داخل الولايات المتحدة وخارجها، إذ عملت قائدة ومستشارة للشؤون الدولية في الكلية الحربية الوطنية، وشغلت منصب مندوبة بلادها في مكتب الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل، كما عينت مديرة لمجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط منذ عام 2001، ونائبة مدير مكتب الشؤون الكندية، ومديرة لمكتب إسرائيل السياسي العسكري في مكتب شؤون الشرق الأدنى، كما عملت في سفارات لواندا، وبريتوريا، وإسلام أباد.