استمع إلى الملخص
- الدعم القوي لبزشكيان من شخصيات بارزة مثل الرئيس السابق حسن روحاني ورئيس البرلمان الأسبق يعزز موقفه في السباق الانتخابي، رغم مواجهة إلغاء كلمات داعمة من قادة إصلاحيين.
- الساحة السياسية الإيرانية تشهد تنافسًا حادًا مع بقاء ستة مرشحين، خمسة منهم محافظون، وتستمر الخلافات داخل المعسكر المحافظ، بينما يحظى بزشكيان بدعم متزايد مع تأكيد على أهمية اختيار مرشح يعد برفع العقوبات وإحياء الاتفاق النووي.
أعلنت حملة المرشح الإصلاحي الإيراني مسعود بزشكيان عن إلغاء قائم مقامية طهران، فعالية انتخابية له كان من المقرر تنظيمها مساء اليوم الأربعاء، في ملعب رياضي في العاصمة بحضور الجماهير المؤيدة له، قبل أن يصدر قرار بإمكانية عقد الفعالية بعد مغادرة جزء من المشاركين، فضلاً عن إعلان جبهة الإصلاحات الإيرانية إلغاء السلطات كلمات لقادة إصلاحيين دعماً لبزشكيان الذي أصبح يتصدر نتائج استطلاعات الرأي في الأيام الأخيرة. وتأتي هذه الإجراءات قبيل ساعات من دخول البلاد في فترة صمت انتخابي، اعتباراً من الساعة الثامنة من صباح يوم الخميس، قبل 24 ساعة من بدء الانتخابات الرئاسية المبكرة يوم الجمعة.
وقال علي تاجر نيا، رئيس حملة طهران الانتخابية في حملة بزشكيان، لموقع "إنصاف نيوز" الإيراني الإصلاحي، إنه رغم القيام بالتنسيق والحصول على التصريح اللازم، لكن قائمة مقامية طهران أبلغت الحملة بإلغاء التصريح والفعالية بحجة قيامها في مكان مفتوح. وأضاف تاجر نيا أن سلطات طهران قبل إلغائها، طلبت من حملة بزشكيان تقديم تعهد مكتوب بضمان أمن الفعالية، مشيراً إلى أنه "تعهدنا بعدم رفع شعارات خارقة للحرمات عبر المنصة الرئيسة". علماً بأنه خلال فعاليات انتخابية للمرشح الإصلاحي، رفع المشاركون فيها هتافات دعماً للزعيمين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي القابعين في الإقامة الجبرية منذ عام 2011، على خلفية موقفهما من نتائج الانتخابات الرئاسية آنذلك، ودعوتهما للاحتجاجات التي استمرت لأشهر في البلاد، ووصفتها السلطات بأنها "فتنة".
وتابع رئيس حملة بزشكيان في طهران قوله إن إلغاء الفعالية في ملعب حيدرنيا جاء استناداً إلى قرار مجلس الأمن القومي بمنع الفعاليات الانتخابية في الأماكن المفتوحة، لافتاً إلى أن هذا القرار صدر مع أن الملعب ليس مكاناً مفتوحاً. وكان من المقرر أن يلقي وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف كلمة في ملعب حيدرنيا دعماً لبزشكيان.
ولاحقاً، أورد موقع صحيفة شرق الإيرانية الإصلاحية أن السلطات سمحت بفتح ملعب حيدرنيا أمام أنصار بزشكيان، مشيرةً إلى أنها أبلغت حملة المرشح بصدور التصريح اللازم بإمكانية تنظيم الفعالية في الملعب. وأضافت الصحيفة أن الموافقة صدرت في حين كان عدد من مؤيدي بزشكيان قد غادروا المكان. وفي تصريحات من داخل الملعب، قال علي تاحرنيا، رئيس حملة طهران الانتخابية لبزشكيان، إن نشر الدعوة للفعالية جاء بعدما تشكّل انطباع لدى الحملة بإمكانية إصدار التصريح، بعدما قدمت تعهداً بضمان الأمن والهدوء.
إلى ذلك، أعلنت رئيسة جبهة الإصلاحات الإيرانية، آذر منصوري، في تغريدة على "إكس"، إلغاء السلطات كلمة لها وكذلك لعدد آخر من القادة الإصلاحيين في حملة بزشكيان، مشيرة إلى أن "الموجة التي انطلقت لن توقفها هذه السلوكيات". ويتنافس في انتخابات الرئاسة الإيرانية ستة مرشحين، خمسة منهم من المحافظين، وهم رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، والأمين السابق سعيد جليلي، ورئيس بلدية طهران علي رضا زاكاني، ورئيس مؤسسة الشهيد مساعد الرئيس الإيراني أمير حسين قاضي زادة هاشمي، ورئيس جمعية العلماء المناضلة رجل الدين مصطفى بور محمدي، بالإضافة إلى المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان.
في الأثناء، أعلن الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني في كلمة مصورة، دعمه للمرشح مسعود بزشكيان، داعياً الناخبين الإيرانيين إلى التصويت "لمن هو عازم على رفع العقوبات، وإحياء الاتفاق النووي"، قائلاً إنه يتحلى بالصداقة والشجاعة والوفاء للمصالح الوطنية. وأضاف روحاني أنه يناشد الناخبين الذين يريدون "تعاملاً بناءً" مع العالم و"اعتدالاً" في الداخل، التصويت لبزشكيان يوم الجمعة المقبل.
وفي السياق ذاته، أعلن رئيس البرلمان الإيراني الأسبق علي أكبر ناطق نوري، الذي يعد شخصية محافظة معتدلة، ونافس الرئيس الأسبق محمد خاتمي عام 1997 على الرئاسة، دعمه المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان. وعلى الضفة المحافظة أيضاً ما زالت تستمر الخلافات، بعد أن أخفقت جهود شخصيات محافظة في إقناع المرشحين المحافظين محمد باقر قاليباف وسعيد جليلي بالانسحاب. وكثف كل من المرشحين زياراتهما الميدانية إلى المحافظات والمدن خلال اليومين الأخيرين، مع إعلانهما اليوم بقاءهما في السباق التنافسي ورفضهما الانسحاب منه.