تواصل السلطات العراقية بمحافظة البصرة جنوبي البلاد، ملاحقة عناصر في "فرقة الموت" المتهمة باغتيال ناشطين بالتظاهرات وصحافيين وسياسيين خلال السنوات الماضية.
وذكر المركز الاعلامي لمجلس القضاء الأعلى، الخميس، أن محكمة التحقيق في البصرة صدقت أقوال عدد من المتهمين بجرائم الاغتيال في المحافظة، وأجرت كشف الدلالة للمتهمين المعترفين بالجرائم التي ارتكبوها بحق عدد من الناشطين والإعلاميين والشخصيات الأمنية والاجتماعية في المحافظة، موضحة، في بيان، أن "المحكمة أصدرت أمر قبض وفق أحكام المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب بحق المتهمين الذين اعترفوا بعد إلقاء القبض عليهم لقيامهم بزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة عبر عمليات الاغتيال".
وأشار بيان مجلس القضاء الأعلى إلى إصدار أوامر قبض جديدة بحق المتهمين الهاربين، مبينا أن التحقيقات لا تزال مستمرة.
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد أكد، الأحد الماضي، اعتقال ما وصفها بـ"عصابة الموت" في محافظة البصرة، موضحا أن "عصابة الموت التي أرعبت أهلنا في البصرة، ونشرت الموت في شوارعها الحبيبة، وأزهقت أرواحاً زكية، سقطت في قبضة أبطال قواتنا الأمنية، تمهيداً لمحاكمة عادلة علنية".
وقبل ذلك، أجرت السلطات الأمنية في محافظة البصرة تحقيقاً مع 3 أشخاص أُلقي القبض عليهم أخيراً، ينتمون إلى ما يُعرف بـ"فرقة الموت" المتهمة بتنفيذ اغتيالات طاولت ناشطين وصحافيين وسياسيين خلال السنوات الماضية.
وأكدت عضو مجلس النواب عن محافظة البصرة، زهرة البجاري، الخميس، أن "عصابة الموت" التي سبق أن أعلن الكاظمي عن اعتقالها تمارس عمليات الاغتيال والعبث بأمن المحافظة منذ عام 2010، مبينة، في إيجاز صحافي، أن القوات الأمنية لم تمارس مسؤولياتها لإيقافها وإفشال مخططاتها.
وبيّنت أن المنتمين لـ"عصابة الموت" ارتكبوا عمليات اغتيال طاولت ناشطين في التظاهرات.
وقالت مصادر محلية مطلعة في البصرة إن قضية "فرقة الموت" تحولت إلى قضية رأي عام في المحافظة بعد ثبوت تورطها باغتيال أشخاص من مختلف طبقات المجتمع سواء كانوا ناشطين أو اعلاميين أو سياسيين، موضحة، لـ"العربي الجديد"، أنهم لن يتنازلوا عن حقوقهم قبل أن يتم إجراء محاكمات عادلة للمتهمين.
وأشارت إلى وجود أحاديث متداولة في البصرة بشأن محاولات بعض المليشيات والأحزاب النافذة التدخل للتأثير في سير التحقيقات، لافتة إلى وجود غضب شعبي واسع بالمحافظة تجاه مثل هذه المحاولات.
وتحدث إسماعيل مصبح الوائلي، شقيق محافظ البصرة الأسبق الذي اغتيل من قبل مسلحين مجهولين عام 2012 محمد مصبح الوائلي، في وقت سابق، عن تفاصيل اعتقال عناصر في "فرقة الموت" المتهمة باغتيال شقيقه، مبينا أنهم ينتمون إلى مليشيا "كتائب حزب الله العراقية".
وأشار الوائلي إلى أن "كتائب حزب الله"، ومقربين من الحرس الثوري الإيراني يمارسون ضغوطاً من أجل تغيير مجرى التحقيقات.