عيّن عبد الفتاح البرهان، قائد الانقلاب في السودان، أبو القاسم أحمد المعروف بـ"برطم"، المناصر القوي للتطبيع مع إسرائيل، عضوًا في المجلس السيادي الانتقالي الجديد.
وبرز "برطم"، وهو رجل أعمال سوداني، لأول مرة في المشهد السياسي في العام 2015 مرشحاً مستقلاً في واحدة من الدوائر الانتخابية بالولاية الشمالية، حيث فاز فيها متفوقاً على واحد من قادة حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم (حزب البشير)، ما أثار جملة من الاستفهامات حول طريقة فوزه وما دفعه من أموال للفوز في الدائرة، عدا عن بروز تساؤلات حول ظهوره المفاجئ في المشهد.
داخل القبة البرلمانية، نشط في استدعاء الوزراء والمسؤولين حول جملة من القضايا، كما انتخب رئيساً لكتلة المستقلين داخل البرلمان، إضافة لنشاطه السياسي في تنظيم جهوي تحت اسم "نداء الشمال" الذي يدافع عن حقوق شمال السودان.
وفي السنوات الأخيرة لنظام الرئيس المعزول عمر البشير، بدأ "برطم" الترويج لفكرة التطبيع مع إسرائيل، ورحب بقوة باللقاء الذي جمع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة عنتيبي الأوغندية، العام الماضي.
واعتبر "برطم" أن لقاء البرهان ونتنياهو بمثابة "أولى الخطوات في الاتجاه الصحيح منذ 60 عاماً"، زاعماً أنه لا وجود لمبرر واحد لمعاداة إسرائيل.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، أعلن رجل الأعمال والنائب البرلماني المستقل عن رغبته في قيادة وفد شعبي لزيارة إسرائيل، حيث حددها في شهر نوفمبر/تشرين الثاني التالي، وذلك بغرض دفع عملية التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب التي كانت تتعثر لمعارضة أحزاب شريكة في الحكم، قبل أن تفشل الزيارة حتى الآن من دون تقديم أسباب.
كما نظم ملتقى للتسامح بين الأديان في ذات الشهر، أي في أكتوبر/ تشرين الأول، عبر تقنية الفيديو، وشاركت فيه شخصيات يهودية ومسيحية وإسلامية، من بينها رجاء نيكولا عبد المسيح عضوة مجلس السيادة حينها، وهي العضو المدني الوحيد الذي أعيد تعيينه مجددًا في مجلس السيادة الذي شكله البرهان اليوم الخميس.
وبحسب معلومات وصلت إلى "العربي الجديد"، فإن 4 وفود من شمال السودان قابلت قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان في الأيام الماضية، لثنيه عن تعيين أبو القاسم "برطم" في مجلس السيادة، باعتباره شخصية خلافية ومثيرة للجدل ولا تمثل المكونات الاجتماعية والسياسية في شمال السودان، إلا أن البرهان أصر على تعيينه، في خطوة تمثل على ما يبدو دعمًا لتوجهات التطبيع مع إسرائيل داخل سلطته.