استمع إلى الملخص
- حكومة غرب كردفان أدانت الهجوم ووصفته بالبربري، مشيرة إلى أن الأفعال تشكل جريمة دولية، ودعت للمقاومة ضد المليشيا التي استهدفت المؤسسات والمدنيين.
- توتر ملحوظ في أم درمان والخرطوم بسبب تبادل القصف بين قوات الدعم السريع والجيش، واتهامات للإمارات بدعم قوات الدعم السريع، مع نفي إماراتي ودعوات للحوار لحل الصراع.
قالت قوات الدعم السريع إنها "سيطرت"، اليوم الخميس، على مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان، غربي السودان، ونشرت عبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر وجود قواتها داخل مقر حكومة الولاية وداخل مقر الجيش في المدينة. وتعد الفولة واحدة من كبريات مدن إقليم كردفان، وأصبحت منذ العام 2013 عاصمة لولاية غرب كردفان حديثة النشأة، وغالبية سكانها من قبيلة المسيرية، وتقع بالقرب من حقول النفط في بليلة.
قوات الدعم السريع تستولي على مقار رسمية
وطبقا لشهود عيان، فإن قوات الدعم السريع بدأت منذ أمس الهجوم على المدينة مستخدمة الأسلحة الخفيفة والثقيلة للتوغل داخل الفولة، حتى تمكنت صباح اليوم من الاستيلاء على مقر اللواء 19 التابع للجيش ومقر الحكومة الولائية، فيما نزح الآلاف من السكان إلى مناطق قريبة بسبب المواجهات. ومن شأن سيطرة قوات الدعم السريع على الفولة أن تشكل تهديدا لمدينة بابونسة بولاية غرب كردفان، التي صمدت أشهراً في مواجهة هجمات قوات الدعم السريع للاستيلاء عليها.
من جانبها، قالت حكومة غرب كردفان، في أول تعليق لها على سيطرة "الدعم السريع" على مدينة الفولة، عاصمة الولاية، إنها تدين بأشد العبارات "الاعتداء الغاشم من مليشيا الدعم السريع علي رئاسة الولاية، والمؤسسات الرسمية، ونهب أسواق المدينة، والمدنيين العزل، في مشهد تخريبي بربري لا يمت للأخلاق بصلة".
وأوضحت الحكومة في بيان أن مدينة الفولة "ظلت تحتضن الآلاف من المدنيين الفارين من اعتداءات المليشيا في بعض مناطق الولاية وتؤويهم وتقدّم لهم الخدمات في كل مراكز الإيواء والمعسكرات، إلا أن المليشيا ظلت تطاردهم، وتمنع عنهم مستلزمات الحياة الضرورية". وعدت الحكومة ذلك السلوك "جريمة مكتملة الأركان يعاقب عليها القانون الدولي". وناشدت حكومة الولاية كافة المستنفرين والمقاومة الشعبية الاستعداد "للمعركة الفاصلة لطرد المليشيا المتمردة والإرهابية من المناطق التي توجد بها" داخل حدود الولاية.
إلى ذلك، في مدينة أم درمان شمالي العاصمة الخرطوم، يستمر تبادل القصف المدفعي بين قوات الدعم السريع والجيش، حيث قصف الأخير صباح اليوم أهدافا وتمركزات للدعم السريع في كل من الخرطوم بحري وغرب أم درمان. وأمس، لقي عدد من المدنيين مصرعهم إثر قصف عشوائي من قوات الدعم السريع على أحياء الثورات، شمالي أم درمان.
على الصعيد السياسي، قالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان لها اليوم الخميس، إن مجلس الأمن الدولي اعتمد أمس رسالة من المندوب الدائم للسودان وثيقةً من وثائق مجلس الأمن، مشيرة إلى أن "الرسالة تضمّنت المزيد من الأدلة حول التورط الإماراتي في حرب السودان".
وأوضح البيان أن "المندوب الدائم أوضح لمجلس الأمن، خلال جلسة أول من أمس، حجم تدفق الدعم الإماراتي لمليشيا الدعم السريع عبر تشاد وجنوب ليبيا ومناطق أخرى"، وشدد على أن هجمات المليشيا تزيد من الانتهاكات بحق المدنيين ومن أعداد النازحين وتعوق الإنتاج الزراعي، وأكد استعداد الحكومة لوقف إطلاق النار بشرط التزام الدعم السريع باتفاق جدّة الموقع العام الماضي، وشدد على أهمية "الضغط على الدول الداعمة للمليشيا لوقف تسليحها وتمويلها وتجنيد مرتزقتها ومختلف أوجه دعمها، وانتقد ما عده صمتا من المنظمات الدولية تجاه فظائع المليشيا، مؤكدًا التزام الحكومة بتسهيل إيصال المساعدات وحماية المدنيين".
واتهم المندوب السوداني الحارث إدريس، في مداخلته التي جاءت في آخر الجلسة، كلاً من الإمارات وقوات ليبية تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر وأطرافاً أخرى بإمداد قوات الدعم السريع بالسلاح وتأجيج الصراع. كما اتهم مجلس الأمن بالاستمرار بالصمت وعدم توجيه رسالة قوية لقوات الدعم السريع. من جهته، طلب مندوب الإمارات محمد أبو شهاب حق الرد على الاتهامات، ووصفها بالباطلة، نافيا بشكل قاطع صحتها. وقال إن المندوب السوداني يمثل القوات المسلحة السودانية، وهي أحد الأطراف المتحاربة في السودان، مشدداً على ضرورة الحوار لحل الصراع.