السودان: مقتل متظاهر خلال قمع "مليونية الشهداء"

09 يناير 2022
مليونية جديدة مناهضة للانقلاب تتجه إلى القصر الرئاسي (محمود حجاج/الأناضول)
+ الخط -

أعلنت لجنة أطباء السودان، مساء اليوم الأحد، مقتل متظاهر خلال مشاركته في المظاهرات المطالبة بإسقاط الانقلاب العسكري في مدينة بحري شمال الخرطوم.

وقالت اللجنة في بيان: "ارتقت روح علي حب الدين علي (26) سنة إثر إصابته بعبوة غاز مسيل للدموع في العنق من قبل سلطات الانقلاب، وذلك خلال مشاركته في مليونية 9 يناير/ كانون الثاني، ما يرفع عدد شهداء الانقلاب إلى 62".


 إلى ذلك، أعلنت لجان المقاومة انسحاب الثوار من المواجهة مع الشرطة في كل التجمعات، فيما نفذت السلطات الأمنية حملة مطاردة للثوار في عدد من الأحياء القريبة، قبل أن يعود الهدوء نسبياً إلى منطقة وسط الخرطوم.        

وانطلقت في الخرطوم وعدد من المدن السودانية، اليوم الأحد، "مليونية الشهداء" لإسقاط الانقلاب العسكري وإعادة الحكم المدني.

وجاءت "مليونية الشهداء" بالتزامن مع ردود أفعال متباينة حول مبادرة تبنتها الأمم المتحدة للحوار بين فرقاء الأزمة في البلاد.

ومن أكثر من نقطة بالخرطوم، تجمّع الآلاف عند محطة باشدار، جنوبيّ الخرطوم، وتوجهوا نحو القصر الرئاسي، لكن قوات مكافحة الشغب تصدت لهم عند مدخل شارع القصر في منطقة السكة الحديد، وأطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع بكثافة والقنابل الصوتية، لتبدأ مواجهة بين الطرفين، استخدم فيها المتظاهرون الحجارة وإعادة رمي عبوات الغاز المسيل للدموع باتجاه الشرطة.

وفرضت السلطات الأمنية السودانية إجراءات مشددة في الخرطوم قبل ساعات من انطلاق مليونية "الشهداء" لإسقاط الانقلاب العسكري.


وكانت لجان المقاومة السودانية قد دعت إلى مليونية جديدة مناهضة للانقلاب تتجه إلى القصر الرئاسي في وسط الخرطوم، ضمن تصعيدها المستمر ضد الانقلاب العسكري لقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي أم درمان، تجمّع الآلاف بالقرب من منزل الزعيم إسماعيل الأزهري، وتجمّع الآلاف أيضاً في مدينة الخرطوم بحري عند تقاطع المؤسسة. 
وأغلقت السلطات، صباح اليوم الأحد، 3 من الجسور الرابطة بين وسط الخرطوم ومدينتي أم درمان والخرطوم بحري، وأغلقت عدداً من الطرق الرئيسة، منها الطرق المؤدية إلى محيط قيادة الجيش السوداني، وشوارع الجامعة، والجمهورية والنيل.
ونشرت السلطات وحدات من الشرطة في منطقة وسط الخرطوم، وذلك بعد وصول تعزيزات شرطية من الولايات القريبة.

وعلى غير العادة، لم تغلق السلطات جسور كوبر والفتيحاب والمنشية، فيما يجرى التأكد من نيتها قطع خدمة الإنترنت والاتصالات الهاتفية.

مقتل شاب أصيب في تظاهرات الخميس

أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، اليوم الأحد، وفاة شاب بعمر 17 عاماً، متأثراً بإصابة خلال مشاركته في تظاهرات الخميس الماضي ضد الانقلاب العسكري.

وقالت اللجنة في بيان نشرته على صفحتها بموقع "فيسبوك": "روح الشهيد علاء الدين عادل ارتقت اليوم بعد معاناة في العناية المكثفة، إثر إصابته برصاص حي في العنق من قبل قوات السلطة الانقلابية خلال مشاركته في مليونية 6 يناير في مواكب أم درمان، غرب الخرطوم".

وأشارت اللجنة إلى أن "حصيلة الشهداء الذين حصدتهم آلة الانقلاب ارتفعت إلى 61 شهيداً".

ومنذ انقلاب 25 أكتوبر، لقي ما لا يقل عن 61 شخصاً مصرعهم خلال الاحتجاجات، وأصيب المئات، واتهمت جماعات حقوقية السلطات الأمنية بمنع وصول المصابين إلى المشافي والاعتداء على المستشفيات وكوادرها الطبية. 
وتعهدت لجنة أمن ولاية الخرطوم، طبقاً لبيان من مجلس السيادة، بعدم استخدام العنف داخل المستشفيات والمرافق الصحية ضد المتظاهرين السلميين، والتزامها بمحاكمة أي نظامي أو مواطن يتورط بعمليات نهب أو سلب.
وناشدت كل المنسقيات والمتظاهرين الابتعاد عن المواقع السيادية والمرافق الصحية، وحثتهم على عدم اللجوء إلى استفزاز القوات النظامية خلال أداء واجباتها الوطنية.
وأكدت اللجنة التزامها كذلك بتوفير عناصر نظامية ذات رتب رفيعة داخل المستشفيات لرصد أي تفلتات من قبل منسوبيها، داعية المواطنين إلى التبليغ الفوري عن أي حالات اعتداء ليجرى التعامل معها مباشرة. ووجهت بعدم ملاحقة المتظاهرين السلميين داخل المواقع السكنية والأزقة والمرافق الصحية.

الحراك الأبيض

ودشّن أطباء السودان تحركات اليوم بتنفيذ وقفات احتجاجية في عدد من المشافي، وسيّروا موكباً توجه إلى مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالخرطوم، لتسليم مذكرة توضح حجم انتهاكات سلطات الانقلاب ضد المواطنين العزل، وضد الكوادر الطبية والاعتداءات المتكررة على المرافق الصحية، ومنع المصابين من الوصول إلى المستشفيات.
وهتف الأطباء ضد قادة الانقلاب العسكري، ورددوا شعار "الشعب أقوى والردة مستحيلة، وقاتل الروح وين بتروح"، ورفعوا لافتات باسم "الجيش الأبيض" (الأطباء) تطالب بسقوط الانقلاب العسكري.

وفي مدينة الدبة، شماليّ السودان، نظم مزارعو المنطقة وقفة احتجاجية على الطريق الرابط بين الخرطوم ومناطق شمال السودان، للضغط على السلطات الانقلابية للتراجع عن قرارها زيادة تعرفة الكهرباء على المشاريع الزراعية.

تجمّع المهنيين يرفض "التطبيع مع مجرمي المجلس العسكري"

إلى ذلك، أعلن تجمّع المهنيين السودانيين رفضه دعوة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة يونيتامس، فولكر بيرتس، لإجراء مشاورات لحوار سياسي بين أصحاب المصلحة السودانيين.
وقال التجمع، في بيان، إن "الدعوة الأممية تسعى للدفع في اتجاه التطبيع مع مجرمي المجلس العسكري الانقلابي وسلطتهم الفاشية"، مضيفاً: "إن الشعب أعلن بوضوح أن الطريق لحل الأزمة السودانية يبدأ بإسقاط المجلس العسكري الانقلابي بشكل تام، وتقديم عضويته للعدالة الناجزة على ما اقترفوه من مذابح ومجازر بحق الشعب المسالم الأعزل في محاكم خاصة".
وذكر أن "تحركات بيرتس منذ فترة مثيرة للجدل ومفارقة للمهام الموكلة للبعثة التي يقودها، وأنه سعى سابقاً لتثبيت وحشد الدعم لاتفاق الخنوع الانقلابي بين السفاح البرهان والدكتور عبد الله حمدوك، وباءت مساعيه بالفشل الذريع ودحر الشعب الثائر الاتفاق وعرّاه كمحاولة لشرعنة وتعضيد انقلاب 25 أكتوبر".
وأكد بيان تجمّع المهنيين السودانيين أن "ممارسات فولكر تخالف أسس ورسالة المنظمة الدولية في دعم تطلعات الشعوب في الحرية والسلم والعيش الكريم"، مضيفاً: "حريٌ به الآن الإصغاء جيداً لأهداف شعبنا الأبي وقواه الثورية في الحكم الوطني المدني الكامل وهزيمة آخر معاقل الشمولية".