قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، إن الوضع الإنساني في قطاع غزة لا يحتمل مزيداً من تأجيل التوصل إلى حلول حاسمة بشأن وقف إطلاق النار، داعياً المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته الأصيلة في حماية الفلسطينيين من الكارثة الإنسانية التي يتعرضون لها، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ نحو 5 أشهر.
وأضاف السيسي، خلال استقباله وفداً من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني برئاسة النائبة أليسيا كيرنز، وبحضور السفير البريطاني بالقاهرة غاريث بيلي، أن مصر مستمرة في حشد وإدخال المساعدات الإغاثية إلى غزة عبر منفذ رفح الحدودي، بالإضافة إلى إسقاط المساعدات جواً للمناطق المتأثرة بشدة من الصراع في شمال القطاع.
وبحسب بيان للرئاسة المصرية، استمع الوفد البريطاني إلى رؤية السيسي إزاء الأوضاع الإقليمية، لا سيما في قطاع غزة، ومستجدات الجهود المصرية للتوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار، وتبادل المحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وخاطب السيسي الوفد البريطاني بقوله إن الحل الدائم والعادل للتوتر في الشرق الأوسط يكمن في "إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفق قرارات الشرعية الدولية"، محذراً من "خطورة اتساع محاور وجبهات الصراع، بما يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي برمته، مع استمرار التوترات الأمنية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب".
وأضاف البيان أنّ "اللقاء تطرق إلى تطورات الأزمات القائمة في عدد من دول الإقليم، إذ شدد السيسي على أهمية تدعيم بنيان الدولة الوطنية بالمنطقة، ومساندة مؤسساتها الوطنية نحو التماسك والوحدة، باعتبار ذلك السبيل لتحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب بفعالية".
ولفت السيسي إلى "دور مصر الداعم والمساند للدول الشقيقة في المنطقة لتحقيق تطلعات شعوبهم نحو الأمن والاستقرار، وتجاوز هذه الحقبة القاسية من الأزمات الخطيرة التي عصفت باستقرار الشعوب ومقدراتها"، وفق قوله.
من جهتها، أعربت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني عن "تقدير بلادها للدور المتوازن والمسؤول لمصر، سياسياً وإنسانياً، لاحتواء الاضطراب والتوتر والصراعات في الإقليم"، وفق البيان.
كما جددت موقف المملكة المتحدة "الداعم للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، وفتح آفاق السلام في المنطقة".
مفاوضات القاهرة بشأن غزة
وكانت مصادر مصرية مطلعة على مسار مفاوضات القاهرة بشأن وقف حرب غزة، قد أكدت أن جولة المحادثات، التي بدأت يوم الأحد الماضي، "لم تحقق أي تقدم فعلي يذكر"، مستدركة بأن "مصر ما زالت حريصة على إبقاء اتصالاتها مع جميع الأطراف ذات الصلة بالأزمة، في محاولة للوصول إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار قبل بداية شهر رمضان".
وغادر وفد من حركة حماس القاهرة، أمس الثلاثاء، فيما يصل وفد إسرائيلي إلى مصر اليوم الأربعاء، لتسليم موقف تل أبيب بشأن ما قدمته الحركة، ومن المقرر أن يعود إليها وفد من حماس غداً الخميس.
وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن الولايات المتحدة ومصر وقطر اقترحت هدنة إنسانية قصيرة تستمر لبضعة أيام مع تعثر المفاوضات في القاهرة، وفي ظل تمسك حماس وإسرائيل بالمحادثات، إذ يأمل الوسطاء بأن تؤدي الهدنة القصيرة إلى كسب المزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق، وإلى إثبات جدية الطرف الآخر بالتوصل إلى هدنة إنسانية أطول.
وفي وقت تضغط فيه واشنطن للتوصل إلى اتفاق قبيل حلول شهر رمضان، رجح مسؤولون إسرائيليون صعوبة التوصل إلى اتفاق في هذا الموعد.
من جهتها، أفادت وزارة الصحة في غزة بأن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 9 مجازر ضد العائلات في القطاع، راح ضحيتها 86 شهيداً و113 جريحاً خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأعلنت الوزارة، في تقريرها اليومي، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 30.717 شهيداً و72.156 جريحاً منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.