قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم الخميس، إن "بلاده قدمت ما بين 75% و80% من المساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة، على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها"، مشيراً إلى "مصر لم تغلق معبر رفح الحدودي مع القطاع أبداً، ولكنه قصف أربع مرات من جانب القوات الإسرائيلية".
وتابع السيسي، في مؤتمر برعايته تحت عنوان "تحيا مصر فلسطين"، أن "هذه النقطة مهمة" لأنه سمع الكثير من المغالطات عن إغلاق المعبر، الذي قال إنه "يعمل بشكل مستمر".
وأضاف: "مصر لا تريد أو ترغب في إغلاق المعبر، ولكن توجد إجراءات أخرى من الجانب الآخر بشأن دخول المساعدات (في إشارة إلى إسرائيل)"، مستطرداً: "قبل ما حدث في 7 أكتوبر (عملية طوفان الأقصى) كانت 500 شاحنة تدخل غزة يومياً، وبعد ذلك، الوضع اختلف، وأصبحت هناك أزمة كبيرة".
وأوضح السيسي، في المؤتمر الذي دشنه باستاد القاهرة الدولي، أن "جميع المصريين اشتركوا في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني داخل القطاع، سواء من خلال الجمعيات أو المنظمات أو مبادرة حياة كريمة أو صندوق تحيا مصر. كل الناس اشتركت في التخفيف عن أهالينا في غزة، وحجم المساعدات الأكبر كان من مصر مقارنة بالدول الأخرى، وهذا ليس منةً من مصر، ولكن المقصود به هو أننا على قدر المسؤولية".
وواصل بقوله: "بعض القنوات (الفضائية) أساءت إلينا، وقالت إننا نغلق معبر رفح في وجه المساعدات، وهذا غير حقيقي. نحن كدولة نعمل في إطار قواعد القانون الدولي، ولدينا إجراءات محددة بشأن دخول المساعدات، ونعلم أنه يوجد في القطاع نحو 2.3 مليون إنسان تحت الحصار، وفي حاجة إلى المياه والوقود والأغذية".
وزاد السيسي: "مستمرون في الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني الشقيق، والشعب المصري بكل طوائفه وفئاته يقف مع أهالي غزة. وتاريخ كفاح مصر مقرون بالتضحيات من أجل القضية الفلسطينية، حيث امتزج الدم المصري بالفلسطيني على مدى سبعة عقود، وقد كان حكم التاريخ والجغرافيا أن تظل مصر هي الأساس في دعم نضال الشعب الفلسطيني".
وأكمل: "منذ اللحظة الأولى، أدارت الدولة المصرية الموقف بمزيج من الحسم في القرار، والمرونة في التحرك، والمتابعة الدقيقة لمجريات الأمور، وتحديث المعلومات بشكل موقوت، والتواصل المستمر مع كافة الأطراف الفاعلة. وشكلت خلية إدارة للأزمة من كافة مؤسساتها المعنية، كما أنني تابعت عملها بنفسي، وعلى مدار الساعة"، على حد قوله.
وقال السيسي: "الطلقات الطائشة لا تفرق بين طفل وامرأة وشيخ، بل دارت آلة القتل بلا عقل يرشدها، ولا ضمير يؤنبها، فأصبحت وصمة عار على جبين الإنسانية كلها. وأؤكد أن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر خط أحمر بالنسبة لنا، ولن نقبل أو نسمح به".
وأضاف: "نحن كمصريين متعاطفون جداً مع ملايين الأشقاء الذين تضرروا من الصراعات في العديد من الدول المحيطة، ولم نشكُ أو نتضرر من ذلك، بل إننا نستضيف قرابة 9 ملايين منهم، ولا يستطيع أحد أن يزايد علينا. حينما نقول إننا نرفض التهجير القسري للفلسطينيين، فهذا يعني ثبات موقفنا من أن تظل أرضهم موجودة، وباقية لهم".
وأردف السيسي: "مصر خصصت مطار العريش الدولي لاستقبال طائرات المساعدات القادمة من الخارج، بإجمالي 158 رحلة جوية حتى الآن، وقد تكللت الجهود المصرية المشتركة مع الولايات المتحدة والأشقاء القطريين في الوصول إلى اتفاق هدنة إنسانية لمدة 4 أيام قابلة للتمديد. وآمل أن يبدأ تنفيذها من دون تأخير أو تسويف اعتباراً من صباح غد الجمعة".
وتابع: "عاقدون العزم على المضي قدماً في مواجهة هذه الأزمة، والتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، والقبض على أمننا القومي المقدس. ونبذل من أجل ذلك الجهد والدم، متحلين بقوة الحكمة وحكمة القوة، والبحث عن الإنسانية المفقودة بين إطلاق صراعات صفرية تشعلها أصوات متطرفة، تناست أن اسم الله العدل يجمع البشر من كل لون ودين وجنس، وأن السلام هو خيار الإنسانية، ولو ظن أعداؤها غير ذلك"، حسب تعبيره.
وختم السيسي: "أشكر دول العالم الداعية لوقف إطلاق النار بشكل فوري، والجلوس إلى طاولة المفاوضات لحل القضية الفلسطينية، والحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والاعتراف بدولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. ومصر بذلت جهوداً صادقة ومكثفة للحيلولة دون تصعيد الحرب على غزة، إذ تواجه القضية الفلسطينية منحنى شديد الخطورة والحساسية، في ظل تصعيد غير محسوب أو إنساني، اتخذ منهج العقاب الجماعي وارتكاب المجازر وسيلة لفرض واقع على الأرض، بما يؤدي إلى تصفية القضية، وتهجير الشعب الفلسطيني للاستيلاء على أرضه".