استمع إلى الملخص
- تعهدت تركيا بالتدخل لمنع انتقال معارضين مصريين إلى سوريا، مما ساهم في تغيير الموقف المصري. من المتوقع زيارة وزير الخارجية المصري للقاء قائد الإدارة السورية الجديدة.
- التقى أحمد الشرع بوفود ليبية وبحرينية لدعم استقرار سوريا وتعزيز التعاون في الملفات الأمنية والطاقة، في إطار تعزيز العلاقات الإقليمية والدولية.
عبر وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني اليوم السبت عن أمله في إقامة علاقات استراتيجية مع مصر وسط توقعات بزيارة قريبة لوزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى دمشق، وذلك ضمن سلسلة زيارات تُجريها وفود عربية وغربية وإقليمية إلى العاصمة السورية، للقاء أركان الإدارة الجديدة، بعد إسقاط نظام بشار الأسد. وكتب الشيباني على منصة "إكس": "نتطلع إلى بناء علاقات هامة واستراتيجية مع جمهورية مصر العربية تحت احترام سيادة البلدين وعدم التدخل في شؤونهما".
نتطلع إلى بناء علاقات هامة واستراتيجية مع جمهورية مصر العربية تحت احترام سيادة البلدين وعدم التدخل في شؤونهما.
— أسعد حسن الشيباني (@Asaad_Shaibani) December 28, 2024
وكانت مصادر مصرية ذكرت لـ"العربي الجديد" أن القاهرة منفتحة على مد جسور التعاون مع الإدارة السورية الجديدة، لكنها وضعت شروطاً رئيسية تتعلق بالمخاوف الأمنية المصرية. ووفق المصادر ذاتها، تتمحور المخاوف المصرية حول وجود مصريين يقاتلون في صفوف "المجموعات المسلحة" في سورية، إلى جانب العلاقات المحتملة بين هذه المجموعات وأطراف داخل مصر، وسط مخاوف في القاهرة من أن "تصبح الأراضي السورية تحت الإدارة الجديدة ملاذاً للمعارضين المصريين أو منصة لانطلاق هجمات ضد الدولة المصرية".
وأضافت المصادر أن الجانب التركي تعهد للقاهرة بالتدخل لدى القيادة السورية الجديدة لضمان عدم انتقال أي معارضين مصريين إلى الأراضي السورية في الفترة المقبلة، وهو ما أسهم في تغيير الموقف المصري وتسهيل اتخاذ قرار التواصل مع الإدارة السورية الجديدة. وينتظر أن يزور وزير الخارجية المصري العاصمة السورية خلال الأيام المقبلة، للقاء قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.
وقال المحلل السياسي محمد الجزار لـ"العربي الجديد" إن "الإدارة في دمشق ستكون حريصة على إقامة علاقات ودية مع القاهرة بالنظر إلى وزن مصر العربي من جهة، وتفادياً لأي سوء فهم بين الطرفين قد يجعل القاهرة في صف الدول التي قد تعمل ضد هذه الإدارة في الساحتين الإقليمية والدولية". وأضاف "لدى القاهرة أسباب مفهومة لتخوفها من الحكم الجديد في سورية، وينبغي على إدارة أحمد الشرع تبديد هذه المخاوف قدر الإمكان"، مستبعداً أن "تقفز العلاقات بين الجانبين إلى مراحل متقدمة أقله خلال الفترة المقبلة، لأنها تحتاج وقتاً لاكتساب الثقة المتبادلة".
إلى ذلك، التقى الشرع مع وفد ليبي برئاسة وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي، ومدير الاستخبارات العسكرية محمود حمزة، ووزير العمل والتأهيل علي العابد. وعبّر اللافي، في تصريح صحافي عقب لقائه الشرع، عن دعم بلاده لاستقرار سورية في ظل "رؤية مبشرة للعملية السياسية". وبيّن أنه بحث مع الشرع "العديد من الملفات المهمة"، لافتاً إلى أنه "أكد أهمية التنسيق والتعاون المشترك".
وأضاف اللافي عقب اللقاء، الذي حضره الشيباني، ورئيس الاستخبارات العامة، أنس خطاب، أن "هناك بوادر إيجابية للتعاون مع الجانب السوري، خاصةً في الملف الأمني". وأوضح أن الوفد الليبي ناقش مع الإدارة السورية الجديدة أوجه التعاون، بما في ذلك ملف الطاقة، مؤكداً أن حكومته ستعمل على تعيين سفير دائم لها في سورية قريباً.
كما استقبل الشرع وفداً بحرينياً رفيع المستوى برئاسة رئيس جهاز الأمن الاستراتيجي أحمد بن عبد العزيز آل خليفة". والأربعاء، تلقى الشيباني، اتصالاً هاتفياً من نظيره البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني أكد خلاله الأخير دعم بلاده لإرادة الشعب السوري، وأثنى على خطوات إدارته الجديدة، وفق بيان للخارجية السورية.