قال مسؤولون عراقيون إنّ العمليات العسكرية التي تنفذها قوات الجيش والشرطة لليوم الثالث على التوالي في بلدة الطارمية، شمال بغداد (50 كيلومتراً)، أعاد الهدوء إلى البلدة التي شهدت توتراً أمنياً في مطلع الأسبوع الحالي، فيما دعا وجهاء البلدة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي إلى تشكيل قوة مساندة من أهالي المنطقة لدعم القوات الأمنية.
وكان الكاظمي قد أعلن، الإثنين الماضي، عن إطلاق عملية أمنية واسعة في بلدة الطارمية، شمال بغداد، بمشاركة الأهالي، فيما حذر من "الأصوات المتطرفة التي تبحث عن فرص لخلق فتن طائفية في البلدة"، في إشارة إلى المليشيات المسلحة.
ووفقاً لمسؤول أمني تحدث لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه، فإنّ "القوات العراقية النظامية من الجيش والشرطة، تنفذ منذ 3 أيام عمليات انتشار وتمشيط مستمرة في البلدة"، مبيّناً أنّ "الانتشار العسكري ساهم في سد الثغرات وإعادة الهدوء النسبي بشكل عام".
وأشار إلى أنّه "تمت إعادة توزيع القوات بحسب خطة جديدة تم وضعها"، مؤكداً أنّ "الوضع العام في البلدة يتجه نحو الاستقرار، لا سيما أنّ هناك تعاوناً من قبل الأهالي مع القوات الأمنية"، وشدد على أنه "لا وجود لنشاط الفصائل الخارجة عن القانون في البلدة".
شيوخ ووجهاء البلدة من جهتهم أثنوا على الخطوات التي اتخذها الكاظمي لإعادة الاستقرار إلى الطارمية، مطالبين، في بيان لهم، رئيس الوزراء بـ"تشكيل قوة أمنية مساندة من الأهالي لحفظ الأمن في البلدة".
وأكدوا أنّ "مشاركة أبناء الطارمية في القرار الأمني بشكل ميداني ستساهم إلى حد كبير في تفويت الفرصة على الإرهاب لإعادة نشاطه في البلدة"، مشددين على "ضرورة حسم هذا الملف والإسراع بتشكيل القوة لتأخذ دورها في العمليات الأمنية".
إلى ذلك، أعلنت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية أنها ستستضيف القادة الأمنيين لمناقشة العمليات العسكرية والواقع الإنساني في بلدة الطارمية.
وقال عضو اللجنة، النائب علي الغانمي، إنّ "اللجنة ستعقد اجتماعاً في مطلع الشهر المقبل لاستضافة قادة عمليات بغداد والقوات العسكرية المشاركة بعملية تطهير قضاء الطارمية من الخلايا الإرهابية"، مبيناً أنّ "الاستضافة ستناقش الخطة العسكرية لتطهير الطارمية والعمل الإنساني خلال عمليات تطهير القضاء من عناصر تنظيم داعش الإرهابي".
وأكد أنّ "القوات الأمنية لديها إمكانية عالية في تطهير المدن، وأن دورها الإنساني متميز في حماية المواطنين وتعاونهم لضرب تنظيم داعش".
وشهدت البلدة، مطلع الأسبوع الحالي، توتراً أمنياً في ظل حملة تحريضية تتبناها مليشيات مسلحة، كردّ فعل على الاعتداء الذي شهدته البلدة وأسفر عن مقتل وإصابة نحو 10 عناصر من "الحشد الشعبي"، كما قامت الفصائل بتنفيذ قصف عشوائي على البلدة طاول مناطق سكنية، فضلاً عن عملية اعتقال طاولت عدداً من الشباب.