تباينت ردود الفعل السياسية إزاء دعوة زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، الذي يعتصم الآلاف من أنصاره لليوم السادس على التوالي في المنطقة الخضراء، لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، بين الرفض والقبول، إلا أن المواقف حتى صباح اليوم الخميس تشير إلى أن هناك تأييدا واسعا حتى من قيادات فاعلة ضمن تحالف "الإطار التنسيقي" الذي يضم قوى حليفة لإيران.
وتبنى الصدر، أمس الأربعاء، الدعوة لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة نزيهة، معتبراً أنه لا فائدة ترتجى من الحوار، وأن الحراك الشعبي سيستمر حتى تحقيق مطالبه.
يأتي ذلك في ظل استمرار التدفق نحو المنطقة الخضراء، من قبل أنصار الصدر والعشائر التي أعلنت دعمها له، لإدامة زخم الاعتصامات، في مؤشر على استمرار الضغط الشعبي إزاء التوجه السياسي للصدر.
لا موقف رسمياً لـ"الإطار التنسيقي" إزاء دعوة الصدر حتى الآن
بالمقابل، لم يصدر "الإطار التنسيقي" أي موقف رسمي إزاء دعوة الصدر حتى الآن، إلا أن مواقف قياداته الرئيسة بدت متباينة، في مؤشر على الخلافات الحادة التي تعصف بالتحالف، إذ أعلن زعيم ائتلاف "دولة القانون"، نوري المالكي رفضه دعوة الصدر.
وقال المالكي في تغريدة له، عقب انتهاء الصدر من خطابه: "الحوارات الجادة التي نأمل منها حسم الخلافات وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، تبدأ بالعودة إلى الدستور واحترام المؤسسات الدستورية".
الحوارات الجادة التي نأمل منها حسم الخلافات وإعادة الأمور الى نصابها الصحيح تبدأ بالعودة الى #الدستور واحترام المؤسسات الدستورية.#المالكي
— Nouri Al-Maliki (@nourialmalikiiq) August 3, 2022
إلا أن موقف المالكي لم يمثل جميع قيادات "الإطار" الذي يتزعمه، إذ عبّر رئيس "تحالف الفتح" الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، هادي العامري، عن تأييده لدعوة الصدر. وقال في بيان: "نؤيد إجراء الانتخابات المبكرة التي دعا إليها الصدر، لا سيما وأن الانتخابات السابقة شابها الكثير من الشبهات والاعتراضات".
وأضاف أن "هذا يتطلب حوارا وطنيا شاملا من أجل تحديد موعد وآليات ومتطلبات إجرائها، وتوفير المناخات المناسبة لانتخابات حرة ونزيهة وشفافة تعيد ثقة المواطن بالعملية السياسية".
كما عبر رئيس "تحالف النصر"، حيدر العبادي عن ترحيبه بدعوة الصدر، وقال في تغريدة: "أرحب بما جاء بخطاب الصدر، وهو ما يلتقي من جوانب عدة مع مبادرتنا لحل الأزمة (...) أُحيي خطواته وجميع الإخوة لحفظ الدم وتحقيق الإصلاح"، داعيا الجميع إلى "التكاتف خدمة للشعب وإصلاح النظام وتدعيم الدولة الدستورية، ومن خلال عملية ديمقراطية سليمة وسلمية".
أرحب بما جاء بخطاب الاخ السيد مقتدى الصدر، وهي تلتقي من جوانب عدة مع مبادرتنا لحل الأزمة.
— Haider Al-Abadi حيدر العبادي (@HaiderAlAbadi) August 3, 2022
وأُحيي خطواته وجميع الإخوة لحفظ الدم وتحقيق الإصلاح.
وأدعو الجميع للتكاتف لخدمة الشعب وإصلاح النظام وتدعيم الدولة الدستورية، ومن خلال عملية ديمقراطية سليمة وسلمية.
من جانبه، رحب رئيس "تحالف السيادة"، خميس الخنجر، والذي كان ضمن تحالف ثلاثي مع الصدر و"الحزب الديمقراطي الكردستاني"، بما طرحه الصدر، وقال في تغريدة: "ندعم جميع الجهود المخلصة لإنقاذ العراق، ومعالجة حالة الجمود السياسي التي عطّلت الدولة ومصالح الشعب، ونعلن دعمنا لمضامين خطاب الصدر نحو انتخابات مبكرة، ووفق معايير جديدة وقوانين عادلة تسمح بمنافسة حقيقية".
ندعم جميع الجهود المخلصة لإنقاذ العراق، ومعالجة حالة الجمود السياسي التي عطّلت الدولة ومصالح الشعب.
— خميس الخنجر (@khameskhanjar) August 3, 2022
ونعلن دعمنا لمضامين خطاب سماحة السيد مقتدى الصدر نحو انتخابات مبكرة، ووفق معايير جديدة وماكنة وقوانين عادلة تسمح بمنافسة حقيقية.#تحالف_السيادة
وأكد الباحث في الشأن السياسي، غيث التميمي، أن الطرق التقليدية لا يمكنها إحداث التغيير المطلوب، وقال في تغريدة: "لا تستقيم الانحرافات الكبرى عن طريق الآليات التقليدية، فالدستور العراقي شرع نظاما برلمانيا لا مركزيا يتسع لشراكات متعددة متداخلة (...) انتهاك الدستور أنتج هذا الوضع"، مؤكدا أن "التغيير يتطلب فعلا دستوريا عابرا للآليات الرتيبة".
لا تستقيم الانحرافات الكبرى عن طريق الاليات التقليدية، الدستور العراقي شرع نظاما برلمانيا لا مركزيا يتسع لشراكات متعددة متداخلة مخاضاتها تترجم ارادة الشعب في سياق ارادة الدولة، انتهاك الدستور انتج هذا الوضع، التغيير يتطلب فعل دستوري عابر للاليات الرتيبة#الشعب_مصدر_السلطات
— غيث التميمي GHAITH ALTAMIMI (@Ghaith19919) August 3, 2022
وكانت مصادر سياسية قد قالت في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، إن بعضا من قيادات "الإطار التنسيقي" تتواصل مع قيادات التيار، وإنها تسعى للتهدئة، وإن هناك إمكانية بانسحابها من الإطار الذي تضاءلت فرصه لتصدر المشهد العراقي وتشكيل الحكومة.