وصل صباح اليوم الأحد، وفد عسكري عراقي رفيع، إلى بلدة مخمور، المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل، والتي تتبع محافظة نينوى، شماليّ البلاد، لبحث التعاون العسكري مع البيشمركة، لتأمين البلدة من هجمات تنظيم "داعش" الإرهابي، وسط تفاؤل كردي لسدّ الثغرات في تلك المناطق.
وصول الوفد يأتي بعد أربعة أيام فقط من زيارة قام بها رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، على رأس وفد أمني، للبلدة، للإشراف على عمليات مشتركة للقوات العراقية والبيشمركة، تستهدف بقايا جيوب التنظيم.
وشهدت مناطق في شمال العراق والشمال الشرقي ضمن كركوك ونينوى وصلاح الدين وديالى، خلال الأسابيع الماضية، سلسلة من الاعتداءات الإرهابية أوقعت عشرات القتلى والجرحى، أغلبهم من قوات البيشمركة الكردية التابعة لإقليم كردستان العراق.
ووفقاً لخبر نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع) عن مصدر أمني، فإن "وفداً أمنياً رفيع المستوى برئاسة نائب قائد العمليات المشتركة، ومعاون رئيس أركان الجيش للعمليات، وقائد القوات البرية، وصل إلى بلدة مخمور للاجتماع مع رئيس أركان قوات البيشمركة، للتباحث والتنسيق الأمني في المناطق ذات الاهتمام الأمني المشترك".
وأوضح أن "الوفد سيناقش العمليات المشتركة والتعاون المتبادل، بحضور قادة المحاور، وقائدي عمليات نينوى وغربي نينوى".
ضابط من البيشمركة، في غرفة عمليات التنسيق المشترك بين وزارتي الدفاع العراقية والبيشمركة، أبدى تفاؤلاً بشأن توسيع دائرة التعاون العسكري المشترك في بلدة مخمور والبلدات المتنازع عليها في المحافظات الأخرى، التي تسجل هجمات لـ"داعش".
وقال الضابط الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة الكاظمي الأخيرة لأربيل، ومن ثم إلى بلدة مخمور، بحثت أمن البلدة والمناطق المتنازع عليها، وانتهت بتفاهمات لتوسيع التعاون العسكري"، مبيناً أن "الوفد الذي وصل اليوم سيعقد اجتماعاً مع القيادات العسكرية في البيشمركة، لبحث الخطط العسكرية لتأمين تلك المناطق".
وأضاف أن "قيادات البيشمركة وضعت خططاً مهمة، تتضمن زيادة أعداد قواتها في تلك المناطق، وتنفيذ طلعات وعمليات تمشيط عسكرية مشتركة مع الجيش العراقي"، مشيراً إلى أن "تلك الخطط سيجري التوافق بشأنها مع الوفد ليُبدأ بتنفيذها".
وأكد أن "تعزيز التعاون العسكري بين الجيش والبيشمركة، إذا ما استمر، فإنه سينهي تحركات داعش في تلك المناطق".
ووسّع الطيران العراقي أخيراً ضرباته الجوية، إذ نفذ يوم أمس 10 ضربات استهدفت جيوب "داعش" وتحركاته وتجمعاته في عدد من المحافظات، وفقاً لما أعلنته خلية الإعلام الأمني الحكومية في بيانات متتابعة.
يجري ذلك في وقت من المقرر أن تنتهي فيه المهام القتالية للتحالف الدولي في العراق، وتتحول إلى المهام الاستشارية، الأمر الذي يحتاج إلى استراتيجيات أمنية عراقية جديدة لتأمين المناطق الرخوة في البلاد.
وتوصّل الجيش العراقي وقوات البيشمركة إلى تفاهمات جديدة بشأن أمن المناطق المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل، التي تشهد تصعيداً بهجمات ينفذها عناصر تنظيم "داعش"، وسط تأكيدات التعاون الأمني المشترك لحماية المناطق.