أشار وزير العلوم والتكنولوجيا العراقي، فارس ججو، إلى أن وعكة صحية ألمّت برئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، دفعته إلى تأجيل جلسة مجلس الوزراء، التي كانت مقررة أمس، الأحد، إلى الثلاثاء. وأوضح، في مؤتمر صحافي، أن ذلك سبب تأجيل الجلسة، التي كانت مخصّصة لمناقشة ميزانية الدولة العراقية.
وفي سياق متّصل، اعتبر مصدر حكومي مطلّع لـ"العربي الجديد"، أنّ الضغوط الأميركية والإيرانية، التي يتعرّض لها العبادي منذ أن تسلّم منصبه، هي سبب هذه الوعكة، كاشفاً عن أنّ رئيس الوزراء يعاني من ضيق في التنفس منذ أيّام عدّة، بعد فشله في إقناع مجلس النواب بالتصويت على مرشحيه لوزارتي الداخلية والدفاع.
وقال المصدر: "إنّ العبادي يتعرّض لضغوط كبيرة من دول إقليمية ودولية، وخصوصاً من الولايات المتحدة الأميركية وإيران، فواشنطن طلبت منه إشراك السنّة بشكل جديّ وفعّال في الحكومة الجديدة، وتفعيل الشراكة وكبح جماح الميليشيات، إضافةً إلى وقف القصف العشوائي، الذي يستهدف المدنيين".
وأضاف: "أمّا ايران، التي ترفض التخلي عن مكاسبها في العراق، فتدفع في اتجاه ترشيح حليفها في العراق، رئيس منظة بدر، لوزارة الدفاع، وتدخل الميليشيات لاستعادة المحافظات الشمالية والغربية، والوقوف في وجه التدخّل الدولي البرّي، الذي سيحدّ من نفوذها في العراق".
من جهة أخرى، جدّد مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، دعم بلاده للعراق والدول الصديقة، التي تقاتل تنظيم "الدولة الاسلامية"، معتبراً، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الإيرانية "ارنا"، أنّ "التحالف الدولي مزيّف، وليس له وجود أو فاعلية على الأرض، وكلّ الحديث عنه مزاعم للدعاية الإعلامية".
وشدّد ولايتي على أنّ "إيران تعارض الإرهاب وتحاربه بصورة حقيقية، وتدعم الدول الصديقة، التي تقوم بمحاربة التنظيمات المتطرفة"، محمّلاً الأميركيين مسؤولية كل ما يحدث في المنطقة، "لأنهم صنعوا الإرهاب، ويتظاهرون اليوم بأنّهم يحاربونه، كما حدث سابقاً مع (طالبان)، ويجري حالياً مع (داعش)".
وجاءت تصريحات مستشار المرشد الإيراني بعد كشف نائب وزير الخارجية الايراني، حسين أمير عبد اللهيان، عن تبادل رسائل بين طهران وواشنطن، بشأن قتال عناصر تنظيم "داعش". ولم يستبعد ولايتي، في وقت سابق، إمكانية وجود أهداف مشتركة بين إيران والولايات المتحدة لمواجهة التنظيم.