أكد مسؤول عراقي، اليوم الجمعة، أن ملف المياه سيكون من بين الملفات الرئيسة التي سيبحثها العراق مع الجانبين التركي والإيراني، خلال مؤتمر بغداد الإقليمي، المقرر عقده يوم غد السبت، مبيناً أن العراق يعلّق آمالاً على إمكانية تسوية الملف.
وتعاني غالبية المحافظات العراقية من موجة جفاف غير مسبوقة، بسبب قطع إيران روافد نهر دجلة، وتقليل تركيا مناسيب مياه نهري دجلة والفرات، ما تسبب بانقطاع المياه عن عدد من المحافظات الزراعية، لا سيما المحافظات القريبة من إيران والمعتمدة على روافد نهر دجلة.
ووفقاً للمسؤول، وهو ضمن اللجنة المنظمة لأعمال المؤتمر، تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن "ملف المياه تم إدراجه ضمن الملفات المهمة التي ستتم مناقشتها مع المسؤولين الإيرانيين والأتراك على هامش اجتماعات المؤتمر"، مبيناً أن "العديد من المسؤولين في وزارتي البيئة والزراعة سيكونون حاضرين خلال المناقشات، والتي نأمل من خلالها التوصل لحلول عاجلة وحاسمة لهذا الملف".
وأشار إلى أن "العراق لم يلجأ إلى المجتمع الدولي بعدما قطعت إيران المياه عنه، وعلق آمالاً على المؤتمر لتسوية الملف بالتفاهم والاتفاق بدلاً من الشكاوى الدولية"، مبيناً أن "العراق سيكون محور إدارة الجلسات والتفاهمات لأزمات المنطقة، لذا سيكون له تأثير في حسم وتقريب وجهات النظر في أغلب الملفات، وسيكون ملف المياه من بينها".
بدوره، علق عضو اللجنة المالية البرلمانية، النائب جمال كوجر، آمالاً كبيرة بأن يكون المؤتمر نقطة تحول بتجاوز العراق لعدد من الأزمات منها أزمة المياه. وقال لـ"العربي الجديد"، إن "المؤتمر سيكون نقطة انبعاث أمل للعراقيين، بأن البلد غير مقبل على مرحلة من الأزمات، ونأمل بمخرجات عملية تصب في صالح البلاد".
وأكد أنه "لا شك أن الأزمات الداخلية العراقية والحقوق العراقية الإقليمية ستتم مناقشتها في المؤتمر، لا سيما ملف المياه وتحكّم إيران وتركيا بحصة العراق من المياه، ما تسبب بأزمة وشح خطير في المياه"، معرباً عن أمله بأن "يتم التوصل إلى تفاهمات بشأن هذا الملف".
وتأمل وزارة الموارد المائية، التي أجرت حوارات سابقة مع الجانبين الإيراني والتركي، التوصل إلى تفاهمات وعقد لقاءات مع الجانبين الإيراني والتركي لبحث الملف. وقال المستشار الفني للوزارة عون ذياب، إن "الوزارة لديها رغبة جادة بعقد لقاءات مع الجارة إيران، حيث إن هناك مواضيع عديدة معلقة"، مبيناً في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أن "غالبية الروافد من الجانب الشرقي تأتي من إيران وخاصة نهر ديالى الذي تأثر بشكل حاد وكبير بسبب قلة الإيرادات، ما تسبب بجفافه، ما انعكس سلباً على واقع الزراعة في محافظة ديالى".
وأضاف أن "هدف الوزارة أن تلتقي فنيين من الجانب الإيراني، لغرض التباحث معهم في عدد من المواضيع المهمة جدا بين البلدين".
وكان من المقرر أن تُجرى لقاءات عراقية مع الجانب الإيراني في شهر يونيو/حزيران الماضي، لكن طهران لم تقر الموعد بحجة انشغالها حينذاك بملف الانتخابات الإيرانية، ولم تحدد حتى الآن أي موعد آخر.
وبخصوص بحث الملف مع تركيا، أكد المسؤول أنه "لم يحدَّد حتى الآن موعد لزيارة خاصة بالموضوع إلى تركيا، وربما سيقوم بها وفد عالي المستوى بقيادة الوزير"، مشيراً إلى أن "العراق لديه الرغبة باستمرار المباحثات مع تركيا بشأن ملف المياه".