الفلسطينيون يشيّعون جثمان الشهيد المسنّ عمر أسعد شمالي رام الله

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
13 يناير 2022
الفلسطينيون يشيعون جثمان الشهيد المسن عمر أسعد شمال رام الله
+ الخط -

شيّع أهالي قرية جلجليا، شمالي رام الله، وسط الضفة الغربية، اليوم الخميس، جثمان الشهيد المسنّ عمر أسعد (80 عاماً)، في أجواء حزينة، انطلاقاً من منزله الذي لم يستطع في الساعات الأولى من فجر أمس الأربعاء، الوصول إليه، عائداً من منزل أحد أقربائه، حينما أوقف جيش الاحتلال الإسرائيلي مركبته وسط القرية، وأخرجه منها بالعنف، وكبّله وغطّى عينيه، وألقى به في بناية قيد الإنشاء.

داخل منزله، وقبل نقله إلى المسجد للصلاة عليه، بكته زوجته أم هاني بحرقة في وداعه، فهو، كما تقول لـ"العربي الجديد"، كان عائداً إلى منزله، لكن جيش الاحتلال أهانه واعتدى عليه وضربه رغم أنه كبير بالسنّ، ولا يحتمل ذلك، وتتابع: "اعترضه جنود جيش الاحتلال في الطريق، وبدلاً من السماح له بإكمال طريقه، ضربوه وأهانوه".

بعد أداء صلاة الجنازة على الشهيد، خرج أهالي جلجليا والقرى المجاورة بجنازة نحو مقبرة القرية، هاتفين للشهيد المسنّ الذي نكّل به جنود الاحتلال، وقد روى شهود عيان لـ"العربي الجديد"، ما رأوه من تنكيل جنود الاحتلال به.

ويقول رضا توفيق، وهو أحد شهود العيان، لـ"العربي الجديد"، إن "أكثر من ستة جنود أحاطوا المركبة، وبعد فترة، فتحوا الباب وسحبوا منْ بداخلها بالقوة والعنف، ولم أكن أعرف بعد أنه المسنّ عمر. لأكثر من عشر دقائق، كان عمر خلف المركبة محاطاً بالجنود الذين يصرخون، ثم قيدوه، وغطوا عينيه، وأخذوه".

أما ممدوح عبود، وهو من قرية عارورة المجاورة، والذي كان يمرّ من جلجليا فجر الأربعاء ليذهب إلى سوق الخضار، فيؤكد لـ"العربي الجديد"، أنّ جيش الاحتلال اعتقله مع شخص آخر، ونقلهما بطريقة عنيفة إلى البناية التي ألقي فيها الشهيد أسعد، لكنه مع آخرين لم يروا المسنّ، كما يقول، بل رأوا رجله أولاً، وثم جسده ملقى على بطنه بين أكياس إسمنت. وقبيل انسحاب جيش الاحتلال، قام أحد جنود الاحتلال بقصّ أحد القيود من يديه، ليذهب عبود إلى الشهيد عمر ويفحصه ويجده بلا نبض.

وطالب عامر، شقيق الشهيد عمر أسعد، في حديث مع "العربي الجديد"، بتحقيق العدالة لشقيقه، الذي تم الاعتداء عليه والتنكيل به رغم أنه كبير في السن.

وتلك الحادثة التي أودت بحياة هذا المسنّ متأثراً بالاعتداء عليه وإهانته، هي نتيجة سلسلة اقتحامات لم تتوقف منذ أيام، بحسب رئيس المجلس القروي في جلجليا فؤاد قطوم، الذي قال لـ"العربي الجديد"، إنّ "القرية تتعرض ليلاً للاقتحام بشكل متكرر"، متوقعاً المزيد من جيش الاحتلال، ومطالباً السلطة الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية الدولية والصليب الأحمر الدولي بتوفير الحماية للفلسطينيين.

ويروي قطوم مزيداً من التفاصيل، قائلاً: "أخرجوه من المركبة بطريقة وحشية، كبّلوا يديه وعصبوا عينيه، ونقلوه إلى بناية مهجورة، احتجزوه لأكثر من ساعة، واعتقلوا شباناً من قرى مجاورة معه، أكدوا أنهم فوجئوا بوجود شخص ملقى بين أكياس الإسمنت والرمل من دون أن يحرك ساكناً".

والشهيد عمر أسعد متزوج وله ثلاثة أبناء وأربع بنات ولديه أحفاد، ويعيشون جميعاً في الولايات المتحدة الأميركية، والمسنّ أسعد يحمل الجنسية الأميركية، وهو مغترب ويأتي برفقة زوجته بين الحين والآخر لزيارة قريته جلجليا.

وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أنها طلبت توضيحاً من تل أبيب بشأن "وفاة" مسنّ فلسطيني يحمل الجنسية الأميركية، بعد اعتقاله من جانب قوات إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، الأربعاء.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، إنّ "الولايات المتحدة على اتصال بالحكومة الإسرائيلية للحصول على توضيح بشأن وفاته.. ونحن على اتصال بأسرته للتعبير عن تعازينا".

ذات صلة

الصورة

سياسة

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، بلدة عزون شرقي قلقيلية في الضفة الغربية المحتلة، وسط انتشار عسكري كثيف
الصورة
قناة السويس من جهة الإسماعيلية، 10 يناير 2024 (سيد حسن/Getty)

سياسة

دعت جهات مصرية إلى منع مرور السفن الحربية الإسرائيلية في قناة السويس بعد توثيق مشاهد عبور سفينة حربية إسرائيلية فيها أخيراً، وسط غضب شعبي مصري.
الصورة
دبابة إسرائيلية على حدود لبنان من جهة الناقورة، 13 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

اشتدت حدة المواجهات البرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الأول من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة.
الصورة
قصف إسرائيلي في محيط قلعة بعلبك الأثرية، 21 أكتوبر 2024 (نضال صلح/فرانس برس)

سياسة

انضمّت مدينة بعلبك إلى الأهداف الإسرائيلية الجديدة في العدوان الموسَّع على لبنان تنفيذاً لسياسة الأرض المحروقة ومخطّط التدمير والتهجير الممنهج.