أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم الجمعة، أنّ قمة جدة، المزمع عقدها يوم غد السبت في المملكة العربية السعودية، ستناقش التعاون في ملفات الطاقة والتغير المناخي والأمن الغذائي باعتباره التحدي الأكبر في العالم والمنطقة، مبيّناً أنّ العراق يسعى لتصفير المشاكل وتحقيق التوازن في العلاقات، ولن يكون منطلقاً لتهديد أي من دول الجوار.
وكان مكتب الكاظمي قد أعلن، الأسبوع الفائت، مشاركته في القمّة التي تستضيفها السعودية، والتي يشارك فيها قادة دول مجلس التعاون الخليجي، ومصر، والأردن، والولايات المتحدة الأميركية. وقد وصل الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى السعودية اليوم الجمعة آتياً من إسرائيل، للمشاركة فيها.
الكاظمي، وقبيل مغادرته بغداد، أكد، في مؤتمر صحافي اليوم الجمعة، أنّ "مؤتمر جدة سيناقش آفاق التعاون في ملفات الطاقة والتغير المناخي والأمن الغذائي باعتباره التحدي الأكبر في العالم والمنطقة، والحديث عن مناقشته ملف التطبيع غير صحيح، إذ إنّ هذا الموضوع لن يطرح مطلقاً"، مضيفاً أنّ "موقف العراق ثابت من القضية الفلسطينية وداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، وما يقال عن أنّ المؤتمر سيبحث ملف التطبيع، الهدف منه التشويش على استعادة العراق دوره في المنطقة".
وأكد أنّ "سياسة العراق هي تصفير المشاكل وتحقيق التوازن في العلاقات، ولن يكون منطلقاً لتهديد أي من دول الجوار، والعراق لن يكون اليوم أو غداً في أي محور أو تحالف عسكري في المنطقة".
وبشأن لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش القمة، أوضح الكاظمي أنه "سيناقش ملف الاتفاقية الاستراتيجية في ملفات التعاون الصحي والاقتصادي والثقافي".
وبحسب بيان صدر عن مكتب الكاظمي الإعلامي، فإنّ الجانبين "بحثا أهمية تطوير العلاقات الثنائية بما يحقق مصالح شعبي البلدين، كذلك ناقش الجانبان عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وجهود ترسيخ السلام والتهدئة في المنطقة".
رئيس مجلس الوزراء @MAKadhimi يغادر العاصمة بغداد متوجهاً إلى المملكة العربية السعودية، للمشاركة في قمة جدة التي ستنطلق أعمالها يوم غد السبت. pic.twitter.com/8fcglO4FoG
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) July 15, 2022
من جهته، أكد المستشار المالي لرئيس الوزراء العراقي، مظهر محمد صالح، أنّ العراق سيفتح 3 ملفات مهمة في قمة جدة السعودية. وقال صالح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، اليوم الجمعة: "لا يوجد اليوم ملف يفوق ملف استراتيجية الأمن المائي والغذائي للعراق تساهم في أمن الغذاء في العراق ومن ثم العالم".
وأضاف أنّ "ملفي الغذاء والمياه ستكون لهما الأولوية في طروحات العراق بالقمة لكونهما يتعلقان بحياة الشعب العراقي ولا يعلوهما أي ملف آخر"، مشيراً إلى أنّ "ملف الطاقة كذلك يمثل أساساً حيوياً في استقرار احتياجات ماكينة الحياة الاقتصادية في العالم، على الرغم من أهميتها كرافعة مالية لتمويل التنمية الاقتصادية في بلادنا".
وتابع أنّ "الدفاع عن استدامة موارد الطاقة، وضمان تدفقها في التجارة العالمية لا يقلان أهمية عن مسألة الدفاع عن استدامة الحياة في العراق، ومعهما استدامة تدفق المياه وتعزيز الزراعة والغذاء، فضلاً عن أن ضمان أمن المياه يعني ضمان أمن الغذاء للعراق وللعالم في آن واحد، ويسعى العراق لتحقيقها والدفاع عنها بقوة".
وتأتي مشاركة الكاظمي في القمة التي تستضيفها السعودية مع رفض سياسي واسع للقوى الحليفة لإيران في بغداد، التي طالبت الكاظمي بعدم المشاركة فيها، معتبرة أنها تدخل ضمن سياسة المحاور ضد إيران.
وكان الكاظمي أكد، أول من أمس الأربعاء، أنّ العراق ليس ضمن أي محور أو تحالف في المنطقة، وأنّ قمة جدة السعودية ستتناول ملفات التعاون الاقتصادي والتحديات التي أفرزتها جائحة كورونا، وأزمتي الأمن الغذائي والتغير المناخي.
وكان الكاظمي قد التقى، نهاية يونيو/حزيران الماضي، في جدة، وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، ضمن جولة هدفت إلى تقريب وجهات النظر بين طهران والرياض.