المتحدث باسم كردستان العراق لـ"العربي الجديد": إيران تعتمد دعاية كاذبة لتبرير قصف أربيل
في وقت تترقب فيه حكومة إقليم كردستان العراق اكتمال تحقيقات اللجنة التي شكلها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بشأن الهجوم الصاروخي الإيراني على كردستان العراق، أكد المتحدث باسم الإقليم في حديث مع "العربي الجديد"، أن إيران "تعتمد على روايات ودعايات وأكاذيب" لتبرير هجومها على أربيل.
وأسفر القصف الإيراني الذي استهدف منزل رجل الأعمال الكردي "بيشرو دزيي"، إلى مقتل 5 أشخاص، بينهم رجل الأعمال الكردي وطفلة، فيما لم يُعثر على جثة العاملة الفيليبينية، وبقي مصيرها مجهولاً.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني، في 16 يناير/ كانون الثاني الجاري، أنه شنّ هجمات صاروخية في مدينة أربيل، استهدفت ما قال إنه "مقر رئيسي لجهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية (الموساد)"، لكن أربيل نفت هذه المزاعم واعتبرت أن القصف يُعد تغطية لفشل إيران في ملفات عدة، كما دان السوداني القصف، واعتبره "عملاً عدوانياً وتطوراً خطيراً يقوّض العلاقات القوية بين بغداد وطهران".
وفي حديثه مع "العربي الجديد"، قال المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان العراق، بيشوا هوراماني، إنّ "إيران تدعي وجود مقر للموساد في أربيل، وهذا غير حقيقي ولا توجد أي أدلة على ذلك، بل إنها تعتمد على روايات ودعايات وأكاذيب".
وبيّن أن "القصف الإيراني الأخير على منزل رجل الأعمال بيشرو دزيي، هو جريمة بشعة ووحشية، مع العلم أنه رجل اقتصاد وأعمال ومال، ولا علاقة له بالأمور السياسية والأمنية، وهو مساهم بشكل كبير في ازدهار أربيل، وإلى هذه اللحظة لا نعرف لماذا قتلته إيران بهذه الطريقة".
وأضاف هوراماني أن "إيران سعت من خلال هذه الضربة لحفظ ماء وجهها، لا سيما بعد الحرب على غزة، حيث توقع كل أصدقاء إيران أن يكون لها دور كبير ومهم في مساعدة الفلسطينيين، لكن تبيّن أنها بلا أي دور في هذه الحرب، ولم تقدم أي مساعدة للمتضررين، بالتالي فقد لجأت إلى قصف أربيل بحجج غير منطقية"، على حد زعمه.
وأكمل المتحدث قوله إنّ "إيران تدّعي أن صواريخها قادرة على الوصول إلى نقاط بعيدة، فلماذا تقصف أربيل ولا تقصف العدو الذي تتحدث عنه. ولو أن أربيل تمتلك الصواريخ مثل باكستان لما تجرأت على هذا القصف"، معتبراً أن "إيران اعتمدت على برنامج الفوتوشوب لاتهام رجل الأعمال بأنه عمل لصالح الموساد (...) إيران اعتمدت على الدعاية والكذب، وهي محرجة الآن، لأن القصف قتل أبرياء وطفلة عمرها سنة واحدة".
وبخصوص التقدم بشكوى ضد إيران أمام مجلس الأمن الدولي، أشار المتحدث باسم حكومة كردستان العراق، إلى أن "الشكوى مرتبطة بنتائج التحقيقات من قبل اللجنة في حكومة بغداد، وأن الحكومة الاتحادية من واجبها اتخاذ الإجراء وتقديم الشكوى، لأن أربيل لا تستطيع أن تمضي بهذا الإجراء من دون بغداد، وأن إقليم كردستان ليس دولة وما نزال ضمن السيادة العراقية، وأن عدم اتخاذ بغداد إجراءات بحق إيران سيفسح المجال أمام دول أخرى للتجاوز على العراق".
ولفت إلى أن "الشعبين لديهما تاريخ طويل وحدود بمئات الكيلومترات ومشتركات كثيرة، لكن هذه الاعتداءات تؤدي إلى تراجع العلاقة، كما أن الشعب الكردي منزعج جداً من القصف الأخير، وبعض المدن في إقليم كردستان قررت مقاطعة البضائع الإيرانية".
وعن وجود مسلحي حزب العمال الكردستاني "البكاكا"، أوضح هوراماني أن "مشاكل حزب العمل لا بد أن تُعالج عبر الحوار وليس من خلال القصف التركي وتخريب المناطق والقرى الحدودية، وقد سعت حكومة الإقليم في أكثر من مرة لرعاية حوار يجمع أنقرة ومسلحي العمال، لكن الأخير لم يلتزم، لأنه يملك أجندة تهدف إلى الإضرار بإقليم كردستان"، مؤكداً أن "الحكومة الاتحادية في بغداد تقع عليها مسؤولية التوصل إلى حلول بشأن مشكلة مسلحي العمال، والحفاظ على سيادة البلاد، والتفاهم مع إيران أيضاً".
كما أشار هوراماني إلى أن "الجهات والجماعات التي تقدم على قصف قواعد التحالف الدولي في أربيل، هي نفسها تعرقل وصول رواتب موظفي إقليم كردستان"، مضيفاً: "إننا نرفض ربط رواتب الكرد بالمشاكل السياسية، وهناك أطراف شوفينية في بغداد تبتكر مشكلة جديدة من أجل الضغط على الإقليم، رغم أن السوداني لديه نية جادة في حل المشاكل من خلال التواصل مع رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني".
واستكمل حديثه بالقول إنّ "الوفد الكردستاني زار بغداد خلال العام الماضي (2023) حوالي 30 مرة، وذهب الوفد الكردستاني من أجل حل الخلافات بين الإقليم والحكومة الفيدرالية، لكن هناك إرادات تمنع الحلول والوصول إلى اتفاقات بين أربيل وبغداد.
وأضاف: "تعتقد بعض الأطراف في بغداد بأن العداوة مع الإقليم تساعدهم سياسية في الصعود أو الفوز بالانتخابات، لكننا نعرف حقيقة الأمور، ونعرف أن الشعب العربي يريد أن تستقر الأمور في أربيل وبغداد، كما أن تأثيرات بعض دول الجوار تحول دون الوصول للحلول".
وفيما يخص الخلافات السياسية داخل الإقليم، لفت المتحدث إلى أن "المشاكل لا تؤثر على العمل الحكومي، وأنها طبيعية، وأن حكومة الإقليم تعاملت مع كل طلبات بغداد، لا سيما بما يخص وزارتي النفط والمالية".
وأكد هوراماني أن "أربيل بحاجة إلى منظومة دفاع جوي، من أجل الدفاع عن الإقليم وليس استخدامها لأغراض الهجوم، ونحن لدينا تعاون واتفاقات جيدة مع التحالف الدولي، وفي الوقت الذي يقدم هذا التحالف المساعدة للجيش العراقي فإنه يساعد قوات (البيشمركة) الكردية، التي تسعى حكومة الإقليم أن تجعلها بعيدة عن السياسة".