استأنف المستوطنون، منذ ساعات الصباح الباكر اليوم الخميس، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى وبأعداد كبيرة وكثيفة، وفق ما أفاد بذلك حراس المسجد ومسؤولون في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس "العربي الجديد".
وتزامنت هذه الاقتحامات بمناسبة "عيد العرش" اليهودي (يستمر 8 أيام)، بالإضافة إلى اعتقال قوات الاحتلال إحدى الفتيات، والشاب خالد الشريف، الذي تم اعتقاله من منطقة باب الناظر، أحد أبواب الأقصى، إذ اعتدت عليه بالضرب المبرح قبل أن تقتاده إلى أحد مراكزها للتحقيق، كما اعتقلت شابا آخر من داخل باحات الأقصى بينما كان يصلي بادعاء عرقلته اقتحامات المستوطنين.
في حين سلّم الاحتلال أحد حراس الأقصى، وهو أحمد الدلال، الذي هدمت بلدية الاحتلال منزله أخيراً، استدعاء للتحقيق في أحد مراكز شرطة الاحتلال.
وقال حراس من المسجد الأقصى، لـ"العربي الجديد"، فضلوا عدم ذكر أسمائهم، إن مجموعات عدة، قوام كل واحدة منها 55 مستوطناً، شاركت في هذه الاقتحامات، وكان أفرادها يرتدون ألبسة خاصة، في حين أدت مجموعات كبيرة أخرى صلوات وطقوساً خاصة عند الجدران الشمالية للمسجد الأقصى مستخدمة مكبرات الصوت، في وقت انتشرت فيه أعداد كبيرة من جنود الاحتلال داخل ساحات المسجد وخارجه.
من جانبها، أكدت دائرة العلاقات العامة في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن 818 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى، اليوم الإثنين، بينهم 666 مستوطنا في الفترة الصباحية، و152 مستوطنًا في فترة ما بعد الظهر.
وتتواصل مسيرات العربدة التي يقوم بها المستوطنون الوافدون إلى البلدة القديمة من القدس من أكثر من محور، إلى الحد الذي اضطرت معه شرطة الاحتلال، ولليوم الثاني على التوالي، إلى إغلاق محاور الطرق المؤدية إلى منطقة ساحة البراق، ما تسبب بعزل أحياء فلسطينية بأكملها، مثل سلوان والثوري ورأس العامود.
وفي هذا السياق، قامت قوات الاحتلال، اليوم، بحملات دهم للحافلات الفلسطينية شمالي القدس المحتلة، وأخضعت العديد من ركابها للتفتيش، كما قامت قوات الاحتلال بحملات دهم لبعض الأحياء والبلدات، خاصة في بلدات العيسوية ورأس العامود، وحي رأس خميس، من أراضي بلدة شعفاط، فيما عززت قوات الاحتلال منذ الصباح وجودها في محيط قرى بدو، بيت إجزا، بيت عنان والقبيبة، شمال غرب القدس، والتي شهدت الليلة الماضية، مواجهات عنيفة عقب استشهاد ثلاثة شبان من قرية بدو برصاص جيش الاحتلال.
على صعيد آخر، أطلق مستوطن إسرائيلي النار، ظهر اليوم، عشوائياً وسط حي رأس العامود بالقدس المحتلة بادعاء تعرض مركبته للرشق بالحجارة.
وأفاد شهود عيان لـ"العربي الجديد"، بأن مستوطناً كان في طريقه إلى مستوطنة "معاليه هزيتيم" المقامة على أراضي المواطنين في حي "رأس العامود" ترجّل من مركبته بصورة مفاجئة وشرع بإطلاق النار في الهواء وعلى نحو عشوائي، مدعياً تعرضه للرشق بالحجارة.
وأشار شهود العيان هؤلاء إلى أن قوة من شرطة الاحتلال اقتحمت حي "رأس العامود" في أعقاب هذا الحادث وشرعت بأعمال تمشيط بحثاً عن راشقي الحجارة، فيما رافق عدد من عناصر الشرطة المستوطن حتى بلوغه المستوطنة.
في الأثناء، أخطرت بلدية الاحتلال في القدس، أمس الأربعاء، المواطن المقدسي نضال الرجبي، من بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، بقرارها هدم منزله خلال 21 يوماً، أو أن تقوم طواقمها بهدمه تحت طائلة إرغامه على دفع رسوم الهدم.
وكانت بلدية الاحتلال في القدس قد هدمت، في شهر يوليو/تموز الماضي، محلاً تجارياً يملكه المواطن المذكور، واعتقلته مساء اليوم ذاته، وبعد ذلك بأيام أصيب نجله برصاص قوات الاحتلال أثناء ذهابه لأداء صلاة العشاء، ما أدى إلى استئصال جزء من كليته وطحاله.
إصابة صحافي بمواجهات قرب حاجز إيل
أصيب الصحافي يوسف شحادة برصاص الاحتلال الإسرائيلي المطاطي في القدم، إلى جانب عشرات المواطنين بحالات اختناق خلال مواجهات اندلعت اليوم، الإثنين، قرب حاجز بيت إيل العسكري الإسرائيلي المقام شمال مدينة البيرة.
واندلعت المواجهات على مدخل البيرة الشمالي عقب قمع قوات الاحتلال مسيرة سلمية خرجت من جامعة بيرزيت باتجاه الحاجز، تنديدا بجريمة الاحتلال في القدس وجنين، والتي استشهد فيها يوم أمس خمسة فلسطينيين.
على صعيد آخر، أجبر مستوطنون، اليوم الإثنين، رعاة الأغنام على ترك أراضيهم قرب قرية "لصيفر" في مسافر يطا، جنوب الخليل، جنوب الضفة الغربية، وفق ما أفاد به منسق لجان الحماية والصمود بمسافر يطا وجبال جنوب الخليل فؤاد العمور.
إلى ذلك، هاجم مستوطن، اليوم الإثنين، مدرسة بنات اللبن الشرقية، الواقعة في شارع رام الله – نابلس الرئيسي، حيث أوقف المستوطن مركبته عند بوابة المدرسة، وقام باستفزاز الهيئة التدريسية والطالبات، بحماية جنود الاحتلال، الذين أغلقوا بوابة المدرسة ومنعوا الدخول إليها أو الخروج منها.
وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال، يوم الخميس، الشاب أحمد السلوادي، من حي بطن الهوى في بلدة سلوان، بينما داهمت قوات الاحتلال برفقة عناصر من مخابراتها وكلاب بوليسية منزل المقدسي جمال غيث في الحي ذاته، واستجوبت ساكنيه، وعاثت خراباً بمحتويات المنزل.
آثار الدمار الذي خلفته قوات الاحتلال في منزل المقدسي جمال غيث بعد اقتحامه فجر اليوم في حي بطن الهوى ببلدة سلوان pic.twitter.com/Vo64x3WxqX
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) September 23, 2021
كما اعتقلت قوات الاحتلال، يوم الخميس، ثلاثة شبان من بلدة يعبد، جنوب غرب جنين، شمالي الضفة الغربية، وهم سميح سعيد عمارنة ويزن سعيد قبها وأحمد زهير حرز الله، وفق ما أفاد به "العربي الجديد" مدير نادي الأسير الفلسطيني في محافظة جنين منتصر سمور.
وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت المدخل الغربي لبلدة يعبد وطرقاً فرعية تؤدي إليها بالسواتر الترابية يوم الأربعاء.
واعتقلت قوات الاحتلال الشاب سامح رماحة من مخيم الجلزون، شمال رام الله، وسط الضفة الغربية، ونهاد حمدان من بلدة بيت سيرا، غرب رام الله.
وفي شأن آخر، اقتحم مئات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، يوم الخميس، الموقع الأثري في بلدة سبسطية، شمال نابلس، شمالي الضفة الغربية، لليوم الثاني على التوالي، وفق ما أفاد به رئيس بلدية سبسطية محمد عازم في حديث لـ"العربي الجديد".
الاحتلال يغلق الموقع الأثري في سبسطية أمام المواطنين
— Wafa News Agency (@WAFA_PS) September 23, 2021
نابلس 23-9-2021 وفا- أغلقت قوات الاحتلال، اليوم الخميس، الموقع الأثري في بلدة سبسطية شمال نابلس، أمام المواطنين وتمنعهم من الدخول إليه.
التفاصيل: https://t.co/qPsUMHFXF4 pic.twitter.com/NKRbFMGJrJ
وأشار عازم إلى أن قوات الاحتلال كانت قد اقتحمت منذ الصباح بلدة سبسطية وأغلقت الموقع الأثري وكافة الطرق المؤدية إليه أمام المواطنين، ومنعتهم من دخوله، وسط إغلاق المحال التجارية في المنطقة، لتأمين اقتحام المستوطنين للموقع الأثري.
ويوم الأربعاء، أصيب المصور الصحافي ناصر اشتية بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، خلال مواجهات مع الاحتلال في قرية دير الحطب، شرق نابلس، وقعت فيها إصابات بين الأهالي بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.