أعلنت أبرز الحركات التشادية المعارضة الجمعة العودة عن قرارها بتعليق مشاركتها في المفاوضات التي تعقد في الدوحة.
وقالت "المنسقية الوطنية من أجل التغيير والإصلاح"، و"مجموعة روما"، و"مجموعة الدوحة"، في تصريحات صحافية، "إن العودة جاءت عقب إجراء حوار مثمر الجمعة، مع الوسيط القطري ومساعديه"، مؤكدة مجدداً ثقتها بالوسيط القطري في هذه المرحلة التي وصفتها بـ"الحاسمة من المحادثات" وأعربت عن شكرها له.
وقال نائب رئيس وفد "جبهة الوفاق من أجل التغيير" في تشاد (فاكت) محمد شريف جاكو، لـ "العربي الجديد"، إن المجموعات التي سبق أن أعلنت مقاطعتها المفاوضات اجتمعت مساء أمس الجمعة مع الوسيط القطري، ووافقت على العودة عن قرارها بالمقاطعة.
وأضاف جاكو "أنهم استلموا من الوسيط القطري مشروعاً معدلاً لمشروع السلام في تشاد، الذي سبق أن قدمه الوسيط القطري أواخر شهر يونيو/ حزيران الماضي، لطرفي المفاوضات؛ الوفد الحكومي والحركات التشادية المعارضة، مؤكداً الاتفاق مع الوسيط القطري على إرسال رد مجموعات روما والدوحة والتنسيقية على المشروع غداً الأحد".
ووفق المجموعات التشادية التي التقت الوسيط القطري، فقد أوضح الأخير "أن الدوحة تواصلت مع جميع الأطراف، والجهات الدولية الفاعلة والضامنة لمقررات مفاوضات السلام التشادية في الدوحة، وقال إنه "يجب إعطاء الملاحظات على المشروع الجديد بحلول الأحد القادم بغية الانتقال إلى مرحلة التوقيع بالأحرف الأولى"، معتبراً المشروع المعدل "آخر مشروع يقدم من طرف الوسيط".
تأجيل نقاش القضايا الخلافية
وحسب مصادر في المعارضة التشادية، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن القضايا الخلافية في مشروع السلام التشادي، كعدم أهلية أعضاء المجلس العسكري للمشاركة في الانتخابات القادمة، وإصلاح الجيش والفترة الانتقالية، جرى تأجيل البت فيها إلى الحوار الوطني الشامل في نجامينا، الذي قرر المجلس العسكري الانتقالي عقده في 20 اغسطس/ آب المقبل.
ورحّب وزير الشؤون الخارجية التشادي ورئيس الوفد الحكومي للمفاوضات محمد شريف زين بقرار المجموعات التشادية العودة الى المفاوضات، واصفاً إياه بالحكيم، ومؤكداً أن الحوار الوطني الشامل المقبل في نجامينا "يجب أن يجمع كل التشاديين".
كذلك وصف رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية التشادية باهيمي باداكي ألبير، في حوار مع الفضائية التشادية، "الحركات السياسية العسكرية بالمجموعة القليلة التي تعيق مفاوضات الدوحة، وتفرض رأيها على الجميع وطالبهم بالإسراع في خطاهم نحو الإقرار بالمشاركة في الحوار الوطني الشامل بنجامينا"، موضحاً أن السلطات في نجامينا لا ترفضهم، وأن موعد الحوار قد تحدد في الـ 20 من أغسطس المقبل، فلا مجال للمجاملة"
وكانت مجموعات روما والدوحة والتنسيقية قد أعلنت تعليقها المشاركة في المفاوضات في 16 يونيو/ حزيران الجاري احتجاجاً على ما وصفته بـ"الإعلان الأحادي عن موعد الحوار الشامل"، وما وصفته في بيان أصدرته بـ" المحاولات المتكررة للوفد الحكومي الرامية بالإحلال محل الوسيط عبر التدليس، والمناورات التسويفية التي يقوم بها وفد الحكومة عبر شراء الزمم والتهديد والمضايقات والتخويف والتضليل الإعلامي، بهدف تعطيل روح المفاوضات".