المعارضة السورية تحبط عملية تسلل لـ"قسد" في ريف حلب... والتحالف يجري تدريبات في كونيكو
أحبطت المعارضة السورية المسلحة، ليل أمس الثلاثاء، محاولة تسلل جديدة إلى مواقعها في ريف حلب الشمالي شمالي سورية، من قبل "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، فيما أجرى التحالف الدولي ضد "داعش" تدريبات عسكرية ومناورات مع "قسد" في قاعدة حقل كونيكو بريف دير الزور الشرقي، شرقي البلاد.
وقالت مصادر من "الجيش الوطني السوري" المعارض، لـ"العربي الجديد"، إنّ عناصر مليشيات "قسد" حاولوا التسلل من محور قرية باصلحايا إلى ناحية عفرين في ريف حلب الشمالي، حيث اندلعت اشتباكات مع نقاط الحراس بعد اكتشاف عملية التسلل، ما دفع عناصر المليشيا إلى التراجع نحو نقاطهم في القرية، بعد تكبدهم خسائر بشرية.
وبحسب المصدر، فإنّ محاولة التسلل من المنطقة ليست الأولى، وتلك المنطقة تتخذ منها المليشيات نقطة إطلاق القذائف المدفعية والصاروخية باتجاه مواقع "الجيش الوطني السوري" أو الجيش التركي بالمنطقة، وهي محاولة التسلل الثانية خلال أقل من 24 ساعة على مواقع "الجيش الوطني".
وكان مصدر من "الجيش الوطني السوري"، قد قال، أمس الثلاثاء، لـ"العربي الجديد"، إنّ مقاتليه أحبطوا محاولة تسلل لمليشيات "قسد" في محور قرية الكنطري قرب الطريق الدولي في ريف الرقة الشمالي الغربي، مضيفاً أنّ اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين وأسفرت عن خسائر في صفوف "قسد"، بينما قتل عنصر واحد من "الجيش الوطني".
وذكرت المصادر أنّ الجيش التركي قصف مواقع للمليشيات في محاور قرى صوغانكي وأقيبة وبينة، وذلك تزامناً مع صدّ "الجيش الوطني" عملية التسلل الليلة الماضية في محور عفرين.
وأضافت المصادر لـ"العربي الجديد"، أنّ مجهولين كانوا قد استهدفوا سيارة لـ"الجيش الوطني"، عصر أمس الثلاثاء، على الطريق الواصل بين ناحيتي راجو وبلبلة في عفرين، ولم يسفر الاستهداف عن خسائر بشرية، فيما زعمت مصادر كردية مقربة من "قسد" مقتل ثلاثة من عناصر "الجيش الوطني" جراء الانفجار.
خسائر لـ"قسد" بدير الزور
من جهة أخرى، قتل عنصر من "قسد" وأصيب ثلاثة آخرون، اليوم الأربعاء، بهجوم جديد من خلايا تنظيم "داعش" على موقع في ناحية الشحيل بريف دير الزور الشرقي.
وقالت مصادر مقربة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، إنّ مجهولين يرجح أنهم من خلايا تنظيم "داعش" هاجموا حاجزاً لـ"قسد" عند مفرق الطاحونة في مدينة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، حيث اندلعت اشتباكات أسفرت عن مقتل عنصر وإصابة ثلاثة آخرين من الحاجز، فيما فر المهاجمون إلى جهة مجهولة.
وعقب الهجوم شددت "قسد" إجراءاتها الأمنية في المنطقة وداهمت عدة أحياء في مدينة الشحيل، واعتقلت على إثرها مجموعة من الشبان وقادتهم إلى جهة مجهولة.
ورجّحت المصادر أنّ الشبان جرى اقتيادهم إلى قاعدة التحالف الدولي في حقل العمر النفطي القريب من مدينة الشحيل.
وبحسب المصادر، فإنّ المنطقة الواقعة بين الشحيل ومنطقة الحوايج على طول الضفة اليسرى من نهر الفرات تشهد بشكل متكرر هجمات من مجهولين على حواجز ودوريات "قسد" وفي كل مرة تقوم "قسد" بحملات اعتقال على خلفية الهجوم، وتتهم شباناً من أهالي المنطقة بالتعاون مع "داعش".
وتعد ناحية الشحيل المنطقة الفاصلة بين حقل "العمر" النفطي الذي تتواجد فيه القوات الأميركية إلى جانب "قسد"، وبين مناطق سيطرة النظام الواقعة في ناحية الميادين على الضفة المقابلة من نهر الفرات، وفيها معابر نهرية للتهريب بين الطرفين وتعرضت لهجمات من طيران التحالف عدة مرات.
وذكرت المصادر أنّ طيران الاستطلاع التابع للتحالف الدولي واصل التحليق بشكل مكثف في المنطقة، مضيفة أنه لم يجر رصد تنفيذ أي ضربات جوية على أهداف عقب الهجوم الأخير. ولم تتبين الجهة التي جاء منها المهاجمون أو التي فروا إليها.
إلى ذلك، قالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ مجهولين وضعوا عبوة ناسفة على الطريق بالقرب من مبنى الإنشاءات العسكرية التابع لـ"قسد" في حي غويران بمدينة الحسكة شمال شرقي البلاد، وجرى تفجير العبوة عند مرور دورية عسكرية للمليشيات. وبحسب المصادر لم تسجل أي إصابات في صفوف الدورية.
ووفق المصادر، فإنّ تفجير عبوة ناسفة في ذلك المكان يعد خرقاً أمنياً كبيراً للمنطقة حيث تنتشر "قسد" بشكل مكثف في الحي الذي فيه أيضاً سجن "الصناعة" القابع داخله المئات من عناصر تنظيم "داعش" المصنفين من التحالف الدولي على أنهم عناصر "خطرة".
تدريبات أميركية
من جانب آخر، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنّ القوات الأميركية في قاعدة حقل كونيكو للغاز بريف دير الزور الشرقي، أجرت، أمس الثلاثاء، تدريبات عسكرية مشتركة مع "قسد"، تخللها إطلاق قذائف صوتية وانفجارات، نافية وجود أي قصف على القاعدة.
وذكرت المصادر أنّ قوات التحالف التي تقودها واشنطن عززت وجودها في حقل كونيكو، تزامناً مع تعزيزه في حقل "العمر" النفطي الذي شهد أيضاً، أمس، تدريبات لقوات التحالف بهدف صدّ هجمات متوقعة، وإخلاء مواقع وإعادة انتشار في محيط الحقل، فضلاً عن إرسال رسائل للمليشيات المدعومة من إيران.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أنّ قذيفة صاروخية مجهولة المصدر سقطت بالقرب من سجن مدينة الصور الخاضعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" شمال شرقي دير الزور، من دون تسجيل أي إصابات.
ومن جانبه، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، إنّ طائرة مسيّرة مجهولة الهوية قصفت، مساء أمس، البوابة العسكرية التابعة للمليشيات الإيرانية في قرية الهري قرب مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية.
وكانت القوات الأميركية قد استهدفت مواقع المليشيات العراقية المدعومة من طهران، نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي، وأدى الاستهداف إلى تدمير مواقع وخسائر بشرية في صفوف المليشيات. وتُعدّ منطقة الهري شريان اتصال للمليشيات بين الأراضي السورية والعراقية.
إلى ذلك، قالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ طفلاً يبلغ من العمر 12 عاماً قُتل في الأراضي الزراعية بالقرب من بلدة نامر في ريف درعا الشرقي جنوبي سورية، من جراء انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات قصف النظام السوري. وذكرت المصادر أنّ الطفل كان يعمل في المنطقة بمهنة رعي الأغنام أثناء تعرضه للقنبلة.
وكان عشرات الأطفال في ريف درعا ومناطق أخرى قد قضوا خلال عملهم في رعي الأغنام من جراء انفجار مخلفات الحرب والعبوات الناسفة.