افتتحت جمهورية الرأس الأخضر، الأربعاء، قنصلية عامة لها بمدينة الداخلة (ثاني كبرى حواضر الصحراء)، جنوب المغرب، في خطوة أخرى تؤشر إلى استمرار الرباط في تشجيع الدول المتحالفة معها على فتح تمثيليات دبلوماسية في مدن الصحراء.
وترأس حفل افتتاح القنصلية العامة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، ونظيره من الرأس الأخضر روي ألبيرتو دي فيغيريدو سواريس.
وبافتتاح القنصلية الجديدة، يرتفع عدد القنصليات بمدينة الداخلة، جنوب المغرب، بعد أن كانت المدينة قد عرفت، في وقت سابق، افتتاح قنصليات كل من جمهورية توغو وبوركينا فاسو، وهايتي، والكونغو الديمقراطية، وغامبيا، وغينيا، وجيبوتي، وليبيريا، وغينيا الاستوائية، وغينيا بيساو، وسيراليون، والسنغال و منظمة "دول شرق البحر الكاريبي" وسورينام.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد كشف في خطاب له، في 20 أغسطس/ آب الحالي، بمناسبة مرور 69 عاما على "ثورة الملك والشعب التي خاضها المغرب للاستقلال عن الحماية الفرنسية، أن ثلاثين دولة قامت بفتح قنصليات في الأقاليم الجنوبية (الصحراء) تجسيدا لدعمها للوحدة الترابية للمملكة المغربية والصحراء".
واعتبر أن ملف الصحراء هو "النظارة" التي تنظر بها بلاده إلى العالم، وأن الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء هو ما يحدد علاقاته مع باقي دول العالم.
وطلب العاهل المغربي من الدول "شركاء المغرب التقليديين والجدد، والتي تتبنى مواقف غير واضحة بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل"، مشددا على أن ملف الصحراء "هو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات".
ومنذ عام 2019، بدأ المغرب تحركاً دبلوماسياً في القارة الأفريقية لتشجيع الدول المتحالفة معه على فتح تمثيليات دبلوماسية في مدن الصحراء.
وأثار افتتاح المزيد من القنصليات الأفريقية والعربية في مدينتي العيون والداخلة في الأقاليم الجنوبية للمغرب خلال الأشهر الماضية غضب جبهة "البوليساريو" الانفصالية، التي وصفته بـ"الاستفزاز الجديد والخطير"، فيما دعت الجبهة الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات عملية لوقف ما سمتها "الاستفزازات المغربية".