استمع إلى الملخص
- شهدت الانتخابات تنافسًا حادًا بين القوى السياسية، ودعت السفيرة الأميركية لدعم الانتقال السلمي للسلطة. أشادت بالتزام المواطنين بالديمقراطية رغم الصعوبات في التحقق من البصمات.
- رصدت شبكات المراقبة بعض الخروقات مثل استمرار الدعاية وتأخر افتتاح المراكز. أكدت النتائج شبه النهائية أن الحكومة المقبلة ستكون ائتلافية، مع ضرورة معالجة القضايا التقنية قبل انتخابات 2025.
أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، اليوم الاثنين، النتائج الأولية لانتخابات إقليم كردستان شمالي البلاد، التي تمثل نسبة 99.63% من النتائج الكلية للمحطات البالغ عددها 7044 محطة للاقتراع العام والخاص، مؤكدة أن بإمكان التحالفات والمرشحين والأحزاب تقديم الطعون بالنتائج النهائية وفقاً للقانون.
وقال رئيس مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات، القاضي عمر أحمد محمد، في مؤتمر صحافي، بمدينة أربيل: "استطعنا تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وكانت بأجواء آمنة"، مؤكداً أن "نسبة المشاركة في انتخابات إقليم كردستان بلغت 72%، وأن النتائج الأولية غير قابلة للطعن".
وأضاف محمد أن "نسبة المشاركة وصلت إلى مليونين و87 ألف صوت في انتخابات إقليم كردستان، وبلغ عدد المصوتين للحزب الديمقراطي الكردستاني (رئيسه مسعود البارزاني) في 4 دوائر أكثر من 800 ألف صوت، مقابل أكثر من 400 ألف صوت للاتحاد الوطني الكردستاني (رئيسه بافل طالباني)".
وأكمل أن "حزب "الجيل الجديد" (رئيسه شاسوار عبد الواحد) جمع أكثر من 250 ألف صوت، وأكثر من 120 ألف صوت لحزب الاتحاد الإسلامي، فيما حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني في أربيل على أكثر من 345 ألف صوت، وأكثر من 110 آلاف صوت للاتحاد الوطني الكردستاني".
ولفت إلى أن "الجيل الجديد" حصل على أكثر من 100 ألف صوت في أربيل، والاتحاد الإسلامي على أكثر من 42 ألف صوت". وفي السليمانية حصل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني على أكثر من 250 ألف صوت، والجيل الجديد على أكثر من 136 ألف صوت، والديمقراطي الكردستاني على أكثر من 57 ألف صوت، وأكثر من 42 ألف صوت للاتحاد الإسلامي".
ووفق أرقام المفوضية، فإن "الحزب الديمقراطي الكردستاني حصل في محافظة دهوك على أكثر من 400 ألف صوت، وأكثر من 46 ألف صوت للجيل الجديد، وأكثر من 42 ألف صوت للاتحاد الإسلامي، فيما حصل الاتحاد الوطني الكردستاني على نحو 30 ألف صوت".
أما في دائرة "حلبجة"، فقد حصل الاتحاد الوطني الكردستاني على أكثر من 12 ألف صوت، ونحو 8 آلاف صوت للاتحاد الإسلامي، في حين جمع الحزب الديمقراطي الكردستاني نحو 5 آلاف صوت، وأكثر من 4700 صوت للجيل الجديد، وفقاً للمفوضية.
وأكد مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن نسبة المطابقة بين العد اليدوي والإلكتروني كانت 100%. وقال نائب رئيس مجلس المفوضين القاضي، فياض البجاري، في تصريح لقناة العراقية الإخبارية الرسمية إن "أداء المفوضية جيد جداً بتقييم الكتل السياسية والمراقبين، لأن نسبة مطابقة الأصوات كانت بين العد اليدوي والإلكتروني 100%، ونسبة الإرسال 100%".
وأضاف أن "هذه المرة الأولى التي تجري فيها المفوضية الانتخابات في إقليم كردستان بالأجهزة الإلكترونية، وسجل الناخبين الإلكتروني البايومتري، وهذا يعد إنجازاً كبيراً لشعبنا في الإقليم، ولكل شعبنا العراقي، ونأمل في أن تتمخض نتائج شفافة ومرضية للجميع عن هذه العملية".
وجرى التصويت وسط تنافس انتخابي بين مختلف قوى الإقليم السياسية، وخصوصاً الحزبين التقليديين "الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود البارزاني، و"الاتحاد الكردستاني" بزعامة بافل الطالباني، إذ يمتلك الأول قاعدة شعبية واسعة في دهوك وأربيل، بينما يمتلك الثاني شعبية في مدينة السليمانية وضواحيها، بوصفها معاقل تقليدية للحزب.
في غضون ذلك، دعت السفيرة الأميركية في العراق ألينا رومانوسكي، الأحزاب في كردستان إلى دعم الانتقال السلمي للسلطة وتشكيل الحكومة الجديدة دون أي تأخير. وذكرت رومانسكي، في بيان، أن "الولايات المتحدة تتقدم بالتهنئة لمواطني إقليم كردستان العراق وجميع القوى السياسية على إتمام انتخابات برلمان الإقليم بنجاح"، مبينة أن "موظفي البعثة الأميركية في العراق راقبوا العملية الانتخابية في مختلف مراكز الاقتراع بالإقليم خلال يومي 18 و20 أكتوبر/ تشرين الأول".
وأضافت أن "بلادها تثني على مواطني إقليم كردستان العراق لالتزامهم بالديمقراطية"، مشيرة إلى أن "المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أقرت بأنها واجهت صعوبات في عملية التحقق من البصمات خلال العملية الانتخابية، ويجب معالجة هذه القضية قبل الانتخابات البرلمانية العراقية في عام 2025".
في السياق، قال الباحث السياسي الكردي، ميران سعيد، إن "هذه الأرقام تعتبر شبه نهائية، وما قد يجري الإعلان عنه لن يشكل فارقاً كبيراً في النتيجة، ومن خلال هذه الأرقام يتضح لنا أن الفائز هو الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود البارزاني"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "حكومة كردستان المقبلة، ستكون ائتلافية كما جرت العادة، وما حدث خلال الأسابيع الماضية، لم يكن غير تصعيد انتخابي".
يشار إلى أن مجموعة شبكات مراقبة الانتخابات في إقليم كردستان، سجلت خروقات ومشاكل طفيفة رافقت عملية التصويت في انتخابات الإقليم. وذكرت شبكات المراقبة في تقرير، أنها "جاءت بسبب ضعف خبرة بعض كوادر مفوضية الانتخابات في كردستان".
ووزع التقرير هذه الخروقات، بأنها "تمثلت باستمرار حملات الدعاية الانتخابية أثناء عملية التصويت، وتأخر افتتاح بعض المراكز الانتخابية بسبب عطل بالأجهزة، واستبعاد متكرر لمراقبين ووكلاء الكيانات السياسية، ورصد حالات خرق سرية الاقتراع بسبب استخدام الهواتف المحمولة، ووجود أشخاص وقوات أمنية داخل مراكز الانتخابات".
بالإضافة إلى "رصد حالات عنف انتخابي ما بين أجهزة الأمن مع كوادر المفوضية وما بين الناخبين وكوادر المفوضية، وعدم قراءة البصمة من قبل الأجهزة مما تسبب بحرمان البعض من الناخبين من حقهم بالتصويت، ووجود ما يقارب 124 شكوى من قبل وكلاء الكيانات السياسية، ورصد 34 حالة عدم تطابق بين النتائج الإلكترونية والعد والفرز اليدوي، وجزء كبير منها لعدم معرفة كوادر المفوضية بالإجراءات".