استقدمت "الفرقة الرابعة" التابعة للنظام السوري، مساء اليوم الاثنين، تعزيزات عسكرية إلى أطراف حي الضاحي غربي مدينة درعا، فيما هدّدت الشرطة الروسية بقصف المنطقة بالطائرات إن لم يتم تنفيذ شروطها قبل يوم الخميس القادم.
وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام وروسيا طالبت بترحيل ستة أشخاص من ريف درعا الغربي إلى الشمال السوري وتسليم السلاح في المنطقة، وهدّدت باقتحام المنطقة واستخدام سلاح الجو إن لم تتم الاستجابة لشروطها.
وأضاف أن مسؤولين في "الفرقة الرابعة"، التي يقودها شقيق رئيس النظام ماهر الأسد، طالبوا بالسماح لهم بإدخال قوة إلى المنطقة بحثاً عن مسلحين ينتمون لتنظيمات إرهابية.
ويوم أمس الأحد، حاولت قوات النظام اقتحام المنطقة، فدارت مواجهات بينها وبين مسلحين محليين، أسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 10 عناصر من قوات النظام.
وفي سياق منفصل، شهدت مدينة الباب شرقي حلب، شمال غربي سورية مواجهات مسلحة بين مدنيين وعناصر الشرطة التابعة للمعارضة، بسبب اعتقال الأخيرة شخصين لوجود شكاوى بحقهما.
وفي البادية السورية، نفّذت طائرات حربية روسية عشرات الغارات على مواقع في أرياف حماة والرقة وحمص، تتحصن فيها خلايا تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي.
ويأتي هذا القصف في إطار الحملة التي أطلقها النظام وروسيا أخيراً ضد خلايا التنظيم المتحصنة في البادية السورية، وبعد ارتفاع وتيرة الهجمات ضدهما.
إلى ذلك، نعت مليشيا "فاطميون" الأفغانية المدعومة من إيران، على حسابها الرسمي في تطبيق "تلغرام"، اثنين من عناصرها، وقالت إنهما قتلا في سورية، ولم تحدد مكان وتفاصيل مقتلهما.
وتشنّ طائرات مسيّرة تتبع لأميركا وإسرائيل غارات بشكل مستمر على مواقع المليشيات المدعومة من إيران، جنوبي ووسط وشرقي سورية، ما يوقع قتلى وجرحى في صفوف تلك المليشيات.
تشكيل مكتب سياسي لمحافظة الرقة
من جانب آخر، أُعلن مساء الاثنين عن تشكيل المكتب السياسي لمحافظة الرقة الواقعة شمال شرقي سورية، والخاضعة بمعظمها لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، والتي عانت من الدمار وتهجير أهلها ومقتل وجرح الآلاف.
وتحدّث البيان، الذي وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة إلكترونية منه، عن جهود امتدت أشهراً، حاول فيها "المؤتمر الثوري لأحرار الرقة" العمل على صيغة ينتج عنها جسم لجميع أهل الرقة، وقد تكلّلت بالإعلان عن المكتب السياسي، الذي أشار إلى أنه جهة مستقلة لا تتبع لأحد، واجبه الحفاظ على ثوابت الثورة السورية.
وأشار إلى أن محافظة الرقة جزء أصيل من سورية شعباً وأرضاً، ولا تقبل التقسيم أو التبعية لأي كيان أو إقليم أو فدرالية، وينطبق عليها ما ينطبق على جميع الأراضي السورية من حقوق وواجبات.
ووصف البيان "قسد" بالكيان المعادي للشعب السوري، وأشار إلى أنها صنيعة النظام وما زالت تمارس القتل العشوائي بالمفخخات والتفجيرات.
ودعا إلى إسقاط مشروعها وإسقاط منظومتها الفكرية الشاذة، لافتا إلى أن النظام لا يزال يعمل على التغيير الديموغرافي للسكان في المناطق التي دمرها وهجر أهلها، وتتبعه "قسد" بنفس الطريقة العنصرية بتهجير العرب وتدمير بيوتهم وتغيير عاداتهم ومعتقداتهم.
وتخضع محافظة الرقة لسيطرة قوات النظام و"قسد" وفصائل الجيش الوطني السوري المعارض، وعانى أهلها من القصف والتهجير على يد قوات النظام ومن ثم على يد تنظيم "داعش" الإرهابي الذي تم طرده منها عام 2017، بعد معركة قتلت الآلاف ودمرت نحو 60 بالمئة من بنيتها التحتية.