اليسار واليمين المتطرف يحاصران حكومة فرنسا الجديدة في يومها الأول

تتعرض الحكومة التي شكلها ميشال بارنييه وضمت معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون واليمين بهدف إنهاء أزمة سياسية طويلة في فرنسا لانتقادات من اليسار واليمين المتطرف اللذين سيقرران استمرارها من عدمه. ويحل رئيس الوزراء ضيفاً، مساء اليوم الأحد، على نشرة أخبار الساعة 20:00 (18,00 توقيت غرينتش)على قناة فرانس 2 للرد على هذه الانتقادات. وقبل ذلك سيتم التسليم والتسلم بين برونو لومير وزير الاقتصاد والمال المنتهية ولايته وخلفه الشاب أنطوان أرمان.

وسيخطو الوزراء الـ38 الجدد خطواتهم الرسمية الأولى الاثنين حول مأدبة فطور عند الساعة 08:00 في ماتينيون مقر رئيس الوزراء قبل مراسم انتقال السلطات من الساعة 08:00 إلى الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش. ومن المقرر بعد ذلك عقد جلسة لمجلس الوزراء في الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش في قصر الإيليزيه بحضور الرئيس إيمانويل ماكرون.

وخصصت الحكومة التي أُعلن تشكيلها في فرنسا رسمياً، مساء السبت، حيزاً كبيراً لحزب "النهضة" الرئاسي وحيزاً لا بأس به لحزب الجمهوريين اليميني، رغم تراجعهما الكبير في الانتخابات التشريعية التي نجمت عن قرار ماكرون حل الجمعية الوطنية بعد هزيمة المعسكر الرئاسي في الانتخابات الأوروبية.

وسيكون لزاماً على حكومة بارنييه أن تنجح في فرض نفسها لمواجهة جمعية وطنية مقسمة إلى ثلاث كتل لا يمكن التوفيق بينها: اليسار الذي حل في الطليعة في انتخابات يوليو/تموز لكنه غاب عن الحكومة ويمين الوسط واليمين المتطرف بدور الحكم.

وتعهد اليسار بعرقلة عمل السلطة التنفيذية الجديدة. ودعا زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون إلى "التخلص في أسرع وقت من حكومة الخاسرين" التي بحسب قوله "لا شرعية لها ولا مستقبل".

تقارير دولية

التحديثات الحية

انتقادات شديدة بعد إعلان تشكيل حكومة يمينية في فرنسا

ضمان التوافق في فرنسا

وقال وزير الداخلية الجديد برونو ريتيو (الجمهوريون) على موقع إكس "الفرنسيون يتوقعون شيئاً واحداً فقط من المسؤولين الحكوميين: نتائج. وأنا هنا للعمل تحت شعار واحد: اعادة النظام لضمان التوافق".

Honoré et fier de servir la France, au sein du Gouvernement de Michel Barnier. Les forces de l’ordre, qui risquent leur vie pour la sécurité de nos compatriotes, peuvent compter sur moi : je serai leur premier soutien. Les Français n’attendent qu’une chose des responsables…

— Bruno Retailleau (@BrunoRetailleau) September 21, 2024

وذكر وزير الاقتصاد الجديد أنطوان أرمان في مقابلة مع صحيفة لو جورنال دو ديمانش، أنّ إلغاء "بعض الرسوم الاستثنائية المحددة منذ الآن لن يكون قراراً مسؤولاً" نظراً لوضع المالية العامة. كما تعهد بـ"خفض الإنفاق العام".

ويعدّ وضع موازنة 2025 والتي تأخرت كثيراً أصلاً، الأولوية القصوى في أجواء متوترة جداً. وقال رئيس الوزراء الأربعاء إنه اكتشف "وضعاً خطيراً جداً في الموازنة". وتخضع فرنسا، إلى جانب العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لإجراءات أوروبية بسبب العجز المفرط. وفي دليل على أهمية هذه القضية، سيسهر بارنييه على هذا الملف من خلال وضع وزير الحسابات العامة لوران سان مارتان تحت إشرافه المباشر.

تقارير دولية

التحديثات الحية

فرنسا تقترب من تشكيل الحكومة الجديدة

حكومة رجعية

ومن بين الشخصيات التي تم تعيينها سيتولى جان نويل بارو الوزير الوسطي السابق المسؤول عن أوروبا، حقيبة الخارجية. والشخصية الوحيدة من اليسار هو ديدييه ميجو لتولي وزارة العدل، بينما دعا إيمانويل ماكرون إلى تشكيل حكومة "وحدة" في فرنسا وسعى بارنييه إلى جذب الديمقراطيين الاشتراكيين، علماً أن النائب الاشتراكي السابق انسحب من الحياة السياسية منذ عام 2010.

وتطبع الفريق اليميني التوترات بين رئيس الوزراء والمعسكر الرئاسي الذي كان يحكم بدون منازع منذ سبع سنوات. والسبب فريق يعتبره الحزب الوسطي وجزء من المعسكر الرئاسي، ذا اتجاهات يمينية من دون برنامج واضح بانتظار إعلان خطوط السياسة العامة في الأول من أكتوبر/تشرين الأول.

من جهته، وصف زعيم الاشتراكيين أوليفييه فور هذه الحكومة بأنها "رجعية تضرب الديمقراطية عرض الحائط". من جانبها، أعلنت منظمة غرينبيس البيئية غير الحكومية أن حكومة بارنييه بدت "محصورة في منطق العالم القديم الذي عفا عليه الزمن" في مواجهة حالة الطوارئ المناخية.

أما جوردان بارديلا رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، والذي صاحب القرار في بقاء الفريق الجديد في الجمعية الوطنية، فهاجم حكومة "لا مستقبل لها" فيما انتقدت رئيسة نواب التجمع الوطني مارين لوبان، حكومة "بعيدة كل البعد عن رغبة التغيير والتناوب" التي تم التعبير عنها في الانتخابات التشريعية الصيف الماضي.

وركز ماكرون الذي اضطر إلى التخلي عن جزء من صلاحياته في إطار هذا الائتلاف، على الدفاع والسياسة الخارجية، وسيكون في نيويورك الثلاثاء والأربعاء لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

(فرانس برس)