أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) إصابة جندي حفظ سلام مساء أمس الأربعاء، بعد تعرّض دورية تابعة لها لهجومٍ من قبل مجموعة من الشباب في بلدة الطيبة، جنوباً، وتضرّر آلية في الحادث.
وأشارت "اليونيفيل"، في بيان اليوم الخميس، إلى أن "الاعتداءات على الرجال والنساء الذين يخدمون قضية السلام ليست فقط مدانة، ولكنها تشكل أيضاً انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 والقانون اللبناني"، مشددة على أنّ "حرية حركة قوات حفظ السلام أمرٌ حيويٌّ خلال عملنا على استعادة الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق".
ودعت "اليونيفيل"، السلطات اللبنانية إلى إجراء تحقيق كامل وسريع وتقديم جميع الجناة إلى العدالة، مؤكدة أن "حفظة السلام التابعين لليونيفيل لا يزالون يتابعون مهامهم، وسنواصل عملنا الأساسي في المراقبة ووقف التصعيد".
وأشار مصدر في "اليونيفيل" لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "الإشكال وقع ليل أمس، إذ جرى الاعتداء على دورية من الكتيبة الإندونيسية، من قبل مجهولين في بلدة الطيبة أقدموا على تكسير زجاج الآلية، ما أدى إلى إصابة أحد عناصر حفظة السلام"، لافتاً إلى "أننا باقون في مهامنا وسننسّق مع السلطات اللبنانية بخصوص التحقيقات التي لا يمكن الكشف عنها وسنعلن عن نتائجها فور ورودها".
ولفت المصدر إلى أنه "لا معلومات حتى الساعة عن توقيف أي شخص من المتورطين في الحادث"، مشدداً على "أننا في هذه الظروف نعمل لحفظ الأمن والاستقرار في الجنوب، ونتمنى ألا تتكرر مثل هذه الحوادث".
دعت "اليونيفيل" السلطات اللبنانية إلى إجراء تحقيق كامل وسريع وتقديم جميع الجناة إلى العدالة
وتقع بين فترة وأخرى مناوشات وإشكالات بين عناصر اليونيفيل وأهالي بعض البلدات الحدودية جنوبي لبنان، وارتفعت وتيرتها في الفترة الماضية في ظلّ الامتعاض الذي ترافق ولا سيما المعبّر عنه من مسؤولين في "حزب الله"، مع تعديلات طاولت عمل "اليونيفيل"، خصوصاً لناحية منحها حرية الحركة للاضطلاع بمهامها من دون تنسيق مسبق مع الجيش اللبناني.
وفي وقتٍ بقيت فيه المناوشات من دون تطوّر في غالبية الحوادث، وجرى احتواؤها سريعاً، إلا أن الحادثة الأبرز اتصلت بمقتل الجندي الأيرلندي شون روني (23 عاماً) وإصابة ثلاثة آخرين من زملائه بجروحٍ في 14 ديسمبر/كانون الأول 2022، خلال إطلاق رصاص على سيارتهم المدرعة أثناء مرورها في منطقة العاقبية جنوبي لبنان، وبعد أقلّ من أسبوعين سلّم "حزب الله" الجيش اللبناني مطلق النار الأساسي.
واتهم القضاء العسكري خمسة عناصر من "حزب الله"، بجرم القتل عمداً في الاعتداء على الدورية الأيرلندية، و"تأليف جماعة من الأشرار، وتنفيذ مشروع جرمي واحد"، علماً أن الموقوف الوحيد في القضية جرى الإفراج عنه الشهر الماضي، بكفالة مالية، بذريعة ظروف صحية يمرّ بها، على أن تستمرّ التحقيقات حتى صدور القرار النهائي بها.
معلومات أساسية عن اليونيفيل ومهمتها
واليونيفيل موجودة في لبنان منذ عام 1978، وتضمّ نحو 10 آلاف جندي، أنشئت لتأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وإعادة السلام والأمن الدوليين، ومساعدة الحكومة اللبنانية على بسط سلطتها الفعلية في المنطقة.
ووفقاً لقرار مجلس الأمن 1701 المؤرخ في 11 أغسطس/آب 2006، فإن اليونيفيل تقوم بمهام عدة، منها، رصد وقف الأعمال العدائية، مرافقة ودعم القوات المسلحة اللبنانية خلال انتشارها في جميع أنحاء جنوب لبنان بما في ذلك على طول الخط الأزرق، بينما تسحب إسرائيل قواتها المسلحة من لبنان.
ويتصدّر القرار 1701 المشهد في لبنان منذ بدء المواجهات بين "حزب الله" وجيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي غداة عملية "طوفان الأقصى" في غزة، في ظلّ مطالب وضغوطات دولية لالتزام الأطراف بمندرجاته.
وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي استعداد بلاده لتطبيق القرار 1701 شرط التزام إسرائيل به، والانسحاب حسب القوانين والقرارات الدولية من الأراضي التي تحتلها.
وترتكز الشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار على إبعاد قوات حزب الله 6 أميال عن الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، بما يسمح بعودة آلاف المستوطنين إلى المستوطنات التي أخليت بفعل المواجهات الدائرة، وذلك في وقتٍ تؤكد فيه أوساط "حزب الله" لـ"العربي الجديد" عدم تبلغها بأي شروط، وبكلّ الأحوال لن تنصاع إليها.
وتشدد أوساط حزب الله على أن إسرائيل "لا تحترم القرارات الدولية، ولا تلتزم بها، وتوسع اعتداءاتها جنوبي لبنان، وتستهدف المدنيين، والجيش اللبناني، والصحافيين، وحتى قوات حفظ السلام، وهو ما لا يمكن السكوت عنه، وكل اعتداء من هذا النوع سيُردّ عليه بالمثل".