بايدن يدعو في أتلانتا إلى "التحرك" لمواجهة أعمال العنف بحق الأميركيين من أصول آسيوية

20 مارس 2021
بايدن: الأميركيّون من أصول آسيويّة قلقون (إريك بارادات/فرانس برس)
+ الخط -

ندّد الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة في مدينة أتلانتا، التي شهدت عمليّات إطلاق نار في ثلاثة صالونات للتدليك، بارتفاع نسبة العنف ضدّ الجالية الآسيويّة في الولايات المتّحدة.

ودعا بايدن المواطنين إلى التحرّك لمنع العنف المرتبط بالعرق، قائلاً، في كلمة ألقاها في جامعة إيموري، إنّ "الصمت تواطؤ. لا يمكننا أن نكون متواطئين. علينا أن نتحدّث علانيةً، علينا أن نتحرّك"، حاضّاً الأميركيّين على محاربة ما سمّاه "عودة ظهور كراهية الأجانب".

وأضاف: "أيّاً تكُن دوافع (إطلاق النار)، فإنّنا نعلم ما يأتي: الأميركيّون من أصول آسيويّة قلقون. وعلى مدار العام الماضي، استيقظوا كلّ صباح وهم يشعرون بأنّ سلامتهم وسلامة أقاربهم على المحكّ".

وشدّد الرئيس الأميركي على أنّ اختيار "الكلمات مهمّ"، في إشارة مستترة إلى سلفه دونالد ترامب، الذي وصف مراراً فيروس كورونا بـ"الفيروس الصينيّ". وقال بايدن: "إنّه فيروس كورونا، نقطة!".

وأكّد الرئيس الأميركي أهمّية الوعي الحقيقي، قائلاً إنّه "إذا كانت القوانين قادرةً على أن تجعل الأمور أفضل، يجب أن نُغيّر (ما في) قلوبنا. الكراهية ليس لها مكان في أميركا".

وكانت زيارة بايدن لهذه المنطقة مقرّرةً منذ فترة طويلة، لعرض عواقب الجائحة وخطّة لإنعاش الاقتصاد التي تبنّاها الكونغرس الأسبوع الماضي، لكنّ تغييراً طرأ في اللحظة الأخيرة بعد سلسلة الهجمات الدمويّة.

ورافقت نائبة الرئيس كامالا هاريس بايدن في زيارته التي التقى خلالها ممثلين عن الأميركيين من أصول آسيوية.

وأعلنت جين ساكي، المتحدثة باسم بايدن، أنّ الهدف هو "الإصغاء وفهم آثار هذه الهجمات، وجمع تحليلاتهم حول تصاعد الحوادث العنصريّة ضدّ الجالية الآسيويّة". واستغلّ الرئيس المناسبة لتأكيد التزامه محاربة "كره الأجانب وعدم التسامح والكراهية".

كانت زيارة بايدن لهذه المنطقة مقرّرةً منذ فترة طويلة، لعرض عواقب الجائحة وخطّة لإنعاش الاقتصاد التي تبنّاها الكونغرس الأسبوع الماضي، لكنّ تغييراً طرأ في اللحظة الأخيرة بعد سلسلة الهجمات الدمويّة

ومندّداً بـ"العنف الأعمى"، أمر بايدن بتنكيس الأعلام حتّى الاثنين، تكريماً للضحايا الثمانية، وبينهم ستّ نساء من أصول آسيوية، قُتِلوا مساء الثلاثاء برصاص شاب أبيض في الـ21 من عمره.

 عدائية "عنيفة وحاقدة"

بعد توقيفه إثر حوادث إطلاق النار في ثلاثة صالونات آسيويّة للتدليك في أتلانتا وضواحيها، أقرّ روبرت آرون لونغ بأنّه مذنب، ووُجّهت إليه تهمة القتل.

وخلال استجوابه، نفى وجود أيّ دافع عنصري، مؤكّداً أنّه "مهووس جنسيّاً".

وأعلن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) كريس راي، في حديث لإذاعة "ان بي آر"، أنّ "دوافعه لا تزال موضع تحقيق، لكن لا يبدو أن العنصرية وراء الجرائم".

أمّا الأميركيّون من أصل آسيوي الذين لا يزالون تحت وقع الصدمة، فهم واثقون من أنّ هذه الحوادث تندرج في إطار العدائيّة التي ظهرت حيالهم مع بداية الجائحة.

هاجم روبرت آرون لونغ، بعد ظهر الثلاثاء، صالون تدليك في أكورث على بعد 50 كلم من أتلانتا، مُوقِعاً أربعة قتلى وجريحين. وبين الضحايا نادلة في مطعم للوجبات السريعة في المنطقة جاءت مع زوجها لجلسة تدليك.

وفي وقت لاحق، فتح النار في صالوني تدليك في كبرى مدن الجنوب، مُوقِعاً أربعة قتلى.

وأعلن تشارلز هامبتون، المسؤول في شرطة أتلانتا خلال مؤتمر صحافي الخميس: "كان زبوناً في صالوني التدليك".

وذكر المحققون أنه كان يرغب في التوجه إلى فلوريدا لمهاجمة مؤسسة "مرتبطة بصناعة الأفلام الإباحية"، لكن الشرطة أوقفته قبل ذلك بفضل كاميرات المراقبة ومساعدة من عائلته.

وخلال استجوابه، أكد الشاب أنه يعاني "هوساً جنسياً". وذكرت الصحافة الأميركية أنه عولج في عيادة متخصصة بالإدمان.

وقال أحد أصدقاء الشاب السابقين في المساكنة لصحيفة "نيويورك تايمز" إنه كان "يعاني" بين إيمانه وميوله الجنسية.

 

(فرانس برس)