بدأت في الدوحة، اليوم الاثنين، أعمال الدورة الـ19 لمنتدى التعاون بين كوريا الجنوبية والشرق الأوسط، الذي تنظمه وزارة الخارجية القطرية بالتعاون نظيرتها الكورية، بمشاركة شخصيات سياسية واقتصادية وأكاديمية من سيول ودول المنطقة.
وتنعقد الدورة للمرة الأولى في الدوحة، تحت عنوان: "كوريا والشرق الأوسط: نحو تعزيز التعاون وترسيخ الشراكة"، في ظل تنامي العلاقات والتعاون في مجالات مختلفة بين دولة قطر وكوريا الجنوبية، وكذلك بين الأخيرة ودول المنطقة وشمال أفريقيا.
وأطلق المنتدى الذي يعقد سنوياً، للمرة الأولى في العام 2003، وتتناوب جمهورية كوريا ودول المنطقة على استضافته.
وقد شارك في تنظيم المنتدى هذا العام كل من مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، ومركز ابن خلدون بجامعة قطر، وجمعية كوريا والعرب، بالإضافة الى معهد جيجو للسلام بجمهورية كوريا.
وعرض الأمين العام لوزارة الخارجية القطرية أحمد الحمادي في كلمة الافتتاح، تنامي وتطور العلاقات بين قطر وجمهورية كوريا بوتيرة سريعة ومنظمة، انعكست في توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات، مشيراً إلى رفع هذه العلاقات إلى مستوى شراكة استراتيجية، خاصة بعد زيارة الرئيس الكوري يون سوك يول إلى الدوحة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتعد كوريا شريكا مهما لقطر، إذ بلغ التبادل التجاري بينهما عام 2022 قرابة 14 مليار دولار، ووقع البلدان في 2022 اتفاقية لبناء أكثر من 100 ناقلة تقدر قيمتها بما يقارب 20 مليار دولار تلبية لخطط قطر للتوسع في إنتاج الغاز المسال، فضلا عن اتفاقية أخرى في 2021 لتوريد 2 مليون طن من الغاز المسال سنويا في الفترة ما بين 2025 و2044.
كما تسعى قطر إلى التعاون مع سيول في مجالات جديدة كالأمن السيبراني والتكنولوجيا والطاقة المتجددة والأمن الغذائي والتغيير المناخي وأشباه الموصلات.
وأشار الحمادي في كلمته إلى الأوضاع السياسية والإنسانية الصعبة التي تمر بها المنطقة، وتصاعد وتيرة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، واستمرار القصف العشوائي على قطاع غزة، ومحاولات الاحتلال الإسرائيلي إجبار الشعب الفلسطيني المحاصر على الهجرة القسرية، موجها التحية لمواقف الشعب الكوري وللمنظمات الحقوقية في كوريا التي نظمت وقفات احتجاجية ضد ما تقوم به اسرائيل من إبادة مستمرة للشعب الفلسطيني.
من جانبه، أعرب نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية الكوري تشونغ بيونغ وون، عن قلقه من تفاقم الأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، داعيا إلى تضافر الجهود والسعي لوقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى والمحتجزين.
وناقش المنتدى في جلساته، "الآفاق المستقبلية لكوريا والشرق الأوسط"، و"تعزيز الشراكات الاقتصادية في عصر التحول الأخضر"، و"مستقبل الروابط الإنسانية والثقافية بين كوريا والشرق الأوسط".
وتسعى سيول إلى علاقات أعمق وأوسع مع المنطقة، وخاصة دول الخليج العربي، ففي حين ارتكزت هذه العلاقات تاريخيا على قطاعي الطاقة والبناء إلا أنها تطورت خلال العقديين الماضيين وامتدت إلى مختلف المجالات.
وحددت كوريا هدفين استراتيجيين لعلاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي، يتسمان بطابع اقتصادي بالدرجة الأولى، ويتمثلان في الحفاظ على الإمدادات الحيوية من الطاقة، والحصول على المزيد من عقود البناء والتصدير نحو أسواق دول المجلس.
ويشكل الاتفاق على إنشاء منطقة حرة، التحدي الأبرز في تطوير العلاقات بين الطرفين، فعلى الرغم من الزخم الذي اكتسبته المفاوضات بهذا الشأن إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد، وفي غضون ذلك تواصل كوريا مساعيها الرامية إلى إبرام اتفاقيات ثنائية مع الدول الخليجية، مثل اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة الذي تسعى للتوقيع عليه مع دولة الإمارات.