وزير الخارجية الأميركي: إسرائيل لم تبذل الجهد الكافي لوصول المساعدات إلى غزة

05 يناير 2025
بلينكن خلال مقابلته مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، 4 يناير 2025 (لقطة شاشة)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أشار بلينكن إلى عدم كفاية جهود إسرائيل في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وضغط لتحسين الوضع الإنساني وحماية المدنيين، مع الكشف عن مقاومة إسرائيلية لإدخال المساعدات.
- دافع عن سياسات إدارة بايدن، مشيراً إلى تدمير القدرات العسكرية لحماس، وأهمية وقف إطلاق النار واستعادة الرهائن، ملقياً باللوم على حماس في فشل الاتفاق.
- تناول مسألة التطبيع بين إسرائيل والسعودية، مشيراً إلى إمكانية حدوثه بعد انتهاء الصراع، مع التأكيد على جهود الإدارة الحالية لوضع خطط ما بعد الصراع.

يعتقد بلينكن بوجود محتجزين إسرائيليين على قيد الحياة بغزة

بلينكن أشار إلى الاقتراب كثيرا من الوصول لاتفاق في غزة

20 موظفا بالخارجية الأميركية اعترضوا على سياسات واشنطن تجاه غزة

بلينكن: تطبيع إسرائيل والسعودية قد يحدث غدا عند انتهاء الحرب بغزة

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن إسرائيل لم تبذل الجهد الكافي لوصول المساعدات الإنسانية إلى المواطنين الفلسطينيين في غزة، وإن النتائج في حصول الناس على احتياجاتهم كانت غير كافية بشكل صارخ، مضيفاً أنه ضغط مؤخراً مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بشدة على إسرائيل لاتخاذ إجراءات من شأنها ضمان وصول المزيد من المساعدات الإنسانية. ولفت إلى أن التأكد من حماية المدنيين كان أيضاً غير كاف.

وأضاف بلينكن في حوار مطول مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أمس السبت، دافع خلاله عن سياسات إدارة الرئيس جو بايدن خلال السنوات الأربع الماضية: "عندما يتعلق الأمر بالتأكد من عدم تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 مرة أخرى، فأعتقد أننا في وضع جيد. فقد دمرت إسرائيل القدرات العسكرية لحماس، وقضت على القيادة المسؤولة عن السابع من أكتوبر، والمعاناة التي نراها في غزة تدفعنا إلى فعل كل ما في وسعنا لإيجاد طريقة لإنهاء الصراع من خلال استعادة الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين في غزة) والوصول إلى وقف إطلاق النار". وأشار إلى أنه لا يزال يعتقد أن "هناك رهائن على قيد الحياة في غزة".

وكشف أن مقاومة إسرائيل لاقتراح إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، كانت منذ الأيام الأولى، وحاول تأكيد بذل إدارة بايدن جهداً للضغط من أجل وصول المساعدات، وقال: "عندما تعلق الأمر بالإجراءات التي اتخذتها إسرائيل، في دفاعها عن نفسها للتأكد من عدم تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر، قلنا منذ اليوم الأول إن الطريقة التي تقوم بها إسرائيل بذلك مهمة. وطوال الوقت، حاولنا ضمان حصول الناس على ما يحتاجون إليه للعيش، وفي أول رحلة قمت بها إلى إسرائيل بعد خمسة أيام من الهجوم، أمضيت مع فريقي ساعات في الجدال مع الحكومة الإسرائيلية حول الاقتراح الأساسي المتمثل في ضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في غزة. وكان المجتمع الإسرائيلي بأكمله لا يريد أن تصل المساعدات الإنسانية إلى أي فلسطيني في غزة، وعندما واجهت مقاومة لاقتراح إدخال المساعدات الإنسانية، قلت لرئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو): سأتصل بالرئيس وأخبره ألا يأتي إذا لم يُسمح بتدفق هذه المساعدات. واتصلت بالرئيس للتأكد من موافقته على ذلك، وقد وافق على ذلك تماماً".

وراوغ بلينكن في الإجابة عن عدة أسئلة، ولم يقدم إجابات عن أسئلة أخرى مثل: "هل احترمت إسرائيل قواعد الحرب في غزة؟". ورداً على سؤال للصحيفة الأميركية مفاده: "يعتبر حجب المساعدات الغذائية جريمة حرب. إذن ما تقوله لي هو أنهم في إسرائيل في الواقع لم يرغبوا حتى في توفير الغذاء"، قال بلينكن: "هناك فارق بين القصد والنتيجة، فالنتيجة أن المساعدات التي تصل غير كافية، ولكن هناك سؤال مختلف تماماً حول نية إسرائيل فعل ذلك".

وقال: "حاولنا طوال الوقت تلبية احتياجات الذين وقعوا في مرمى النيران في غزة، ولدينا شعب فلسطيني مصدوم. لقد التقيت أميركيين من أصل فلسطيني فقدوا أحباءهم في غزة، وما زلت أحمل معي كتيباً صغيراً أعده أحد الأميركيين يحمل صور عائلته في غزة، يضم قسمين: على الجانب الأيسر أولئك الذين قتلوا، بما في ذلك الأطفال، وعلى الجانب الأيمن، أولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة. الآن، تعمل إسرائيل في بيئة فريدة من نوعها، وهذا لا يعفيها من مسؤولياتها".

ورداً على سؤال مفاده: "لماذا لا تزال الولايات المتحدة تزود إسرائيل بقنابل (2000 طن) التي قتلت مدنيين فلسطينيين، رغم أن حماس لم تعد تمثل تهديداً بالطريقة التي كانت عليها من قبل"، برر ذلك بقوله: "لقد كنا وما زلنا ملتزمين بشكل أساسي بالدفاع عن إسرائيل، وهذا الدعم ضروري للتأكد من قدرتها على الدفاع عن نفسها، وعلى ردع العدوان القادم من العديد من الجهات الأخرى، سواء كان حزب الله اللبناني، أو إيران، أو العديد من الوكلاء المدعومين من إيران، أو الحوثيين، وما إلى ذلك. وهذا يعني بدوره أننا لن نشهد صراعاً أوسع نطاقاً يؤدي إلى المزيد من الموت والدمار. ولهذا السبب كان من الضروري الحفاظ عليه".

وأشار إلى أنه ما زال يعتقد أن "أسرع السبل وأكثرها فعالية لإنهاء الحرب في غزة هو من خلال الاتفاق على وقف إطلاق النار الذي يعيد الرهائن إلى ديارهم"، مشيراً إلى الاقتراب اليوم كثيراً من الوصول إلى اتفاق. وأشار كذلك إلى عدم وجود خلافات بين الإدارة الأميركية ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأكد أن هناك جهوداً ونقاشات مستمرة بين الطرفين، وألقى باللوم على حركة حماس في فشل اتفاق وقف إطلاق النار، وقال: "حماس عندما رأت إسرائيل تحت الضغط علناً، تراجعت عن التوصل إلى اتفاق، والأمر الآخر الذي دفعها إلى التراجع هو اعتقادها وأملها أن يكون هناك صراع أوسع، وأن حزب الله وإيران وجهات فعالة أخرى ستهاجم إسرائيل، وأنها ستكون مشغولة وأنه يمكنها الاستمرار في ما كانت تفعله، لذلك عملنا بجد للتأكد من عدم حدوث ذلك".

ودافع بلينكن عن نتنياهو، رافضاً أن يكون هو السبب في عرقلة اتفاق وقف إطلاق النار، معتبراً أن التقارير التي وردت حول ذلك غير دقيقة. وقال: "ما رأيناه مراراً وتكراراً هو أن حماس لم تبرم اتفاقاً كان ينبغي لها أن تبرمه، وكانت هناك أوقات جعلت الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل الأمر أكثر صعوبة، على سبيل المثال، مقتل يحيى السنوار. ففي غيابه لم يعد هناك صانع قرار واحد وأصبح من الصعب للغاية الحصول على قرار من حماس".

وبينما تطرقت المحاورة إلى عدد من الانشقاقات العلنية والاستقالات داخل الخارجية الأميركية بسبب موقف الوزارة وإدارة بايدن من الحرب على غزة، وآخرها مايك كيسي الذي كان نائب المستشار السياسي لوزارة الخارجية بشأن غزة، واستقال في يوليو/تموز الفائت، قائلاً إن وزارة الخارجية الأميركية "كانت تستسلم لإسرائيل بشكل متكرر، وإن أحداً لم يقرأ تقاريره عن الضحايا المدنيين"، رد بلينكن قائلاً: "أكن احتراماً للأشخاص في هذه الوزارة الذين لديهم وجهات نظر مختلفة بشأن السياسات التي انتهجناها، وبعضهم أعرب عن آرائه،  من خلال برقيات المعارضة وهي القناة الرسمية في الخارجية للاعتراض على سياساتها". وكشف عن أن 20 شخصاً استخدموا القناة الرسمية للاعتراض على سياسات الحكومة الأميركية تجاه غزة.

ورداً على سؤال حول قلقه من أن يوصف تاريخياً بأنه هو المشرف على ما قد يراه العالم بأنه إبادة جماعية في غزة، قال: "الأمر ليس كذلك، ولا أستطيع الإجابة عن ذلك بشكل كامل، ولكن يتعين على الجميع أن ينظروا إلى الحقائق ويستخلصوا استنتاجاتهم الخاصة من تلك الحقائق. واستنتاجاتي واضحة، أنه في أعقاب هذه المعاناة المروعة -صدمة السكان الإسرائيليين والسكان الفلسطينيين والآخرين- هناك أيضاً ضوء يمكن للمرء أن يراه يقدم احتمالات لمستقبل مختلف تماماً وأفضل بكثير، ولكنه مستقبل قد لا يعيد أولئك الذين فقدوا حياتهم، فلا يعيد آباء الأطفال في غزة، أو حياة الآباء في إسرائيل الذين فقدوا أطفالهم في 7 أكتوبر، لكنه يقدم طريقاً مختلفاً للمضي قدماً، ولذلك، علينا إنهاء الصراع في غزة، وأعتقد أنه سينتهي قريباً من الشروط التي أرسيناها في اتفاق وقف إطلاق النار الذي طرحه الرئيس بايدن، والذي حصلنا على دعم العالم أجمع بشأنه".

وشدد على ضرورة التأكد من أنه اتفاق دائم، وقال: "لقد أمضينا شهوراً في العمل على خطة ما بعد الصراع مع العديد من البلدان في المنطقة، والشركاء العرب على وجه الخصوص. كما أن لدينا احتمالات لمنطقة مختلفة تماماً مع علاقات طبيعية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية والعديد من البلدان الأخرى، ودمج إسرائيل في البنية الأمنية للمنطقة، ولأن ذلك سيكون شرطاً لأي اتفاق تطبيع، فإن هذا يشكل مساراً حقيقياً للدولة الفلسطينية، لقد قمنا بكل العمل لوضع هذه الخطط موضع التنفيذ".

وأكد أن التطبيع بين السعودية وإسرائيل "يمكن أن يحدث غداً على أساس العمل الذي قامت به الإدارة الحالية، بمجرد انتهاء الصراع في غزة والتوصل إلى اتفاق على مسار موثوق للمضي قدماً للفلسطينيين"، مضيفاً: "كل هذا العمل قمنا به، هذا ما سنسلمه. لكن الأمر يتطلب من القادة اتخاذ قرارات صعبة حقاً، ويتطلب بطريقة ما تجاوز صدمة المجتمعين، الإسرائيلي والفلسطيني، وهذا سيكون الجزء الأصعب ".