يقوم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأسبوع المقبل بأول زيارة له منذ توليه منصبه إلى الهند، وفق ما أفاد مسؤولون اليوم الجمعة، في موازاة تصاعد مخاوف نيودلهي بشأن الوضع في أفغانستان.
وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان لها إن بلينكن سيناقش في محادثاته الأربعاء في نيودلهي مواضيع من بينها "التعافي من جائحة كوفيد-19 ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ وأفغانستان والتعاون في الأمم المتحدة".
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن سيلتقي الأربعاء في نيودلهي رئيس الوزراء ناريندرا مودي ووزير الخارجية سوبراهمانيام جايشانكار قبل توقفه في الكويت.
ستكون هذه الزيارة الأولى لبلينكن إلى الهند التي تقاربت بشكل متزايد مع الولايات المتحدة منذ أواخر التسعينيات، إذ تجمع أكبر ديموقراطيتين في العالم مصالح مشتركة بإزاء صعود نفوذ الصين وقضايا أخرى.
وكان وزير الدفاع لويد أوستن قد زار نيودلهي في إطار أول رحلة خارجية له، لكن تأجل سفر بلينكن وسط تفشي كوفيد-19 الحاد في الدولة التي يزيد عدد سكانها على مليار شخص.
وكانت الهند من بين أكثر مؤيدي حكومة أفغانستان التي تولت السلطة بدعم دولي بعد الغزو الأميركي في أعقاب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001.
لكن الرئيس جو بايدن أمر القوات الأميركية بالخروج من أفغانستان، منهياً أطول حرب أميركية على الإطلاق، بحلول نهاية آب/ أغسطس، وقائلاً إنه لا يمكن تحقيق أي شيء آخر فيها، على الرغم من المكاسب السريعة على الأرض التي تحققها حركة طالبان.
وكانت حركة طالبان قد رحبت بالمتشددين المناهضين للهند إبان حكمها أفغانستان من عام 1996 إلى عام 2001، وخلال تلك الفترة خُطفت طائرة ركاب هندية مدنية إلى معقل طالبان في قندهار في عام 1999.
ضخّت الهند ثلاثة مليارات دولار في أفغانستان منذ عام 2001، بما في ذلك للمساعدة في بناء مبنى جديد للبرلمان، ما أغضب منافستها التاريخية باكستان التي كانت الداعم الرئيسي لطالبان.
وأجلت الهند مؤخراً 50 دبلوماسياً وموظفين آخرين من قنصليتها في قندهار رغم إصرارها على أن البعثة ستبقى مفتوحة وأن الموظفين سيعودون بمجرد تحسن الوضع الأمني.
في عهد بايدن، سعت الولايات المتحدة أيضاً إلى تكثيف التعاون مع الهند بشأن الأولويات الرئيسية لتغير المناخ والصحة العالمية من خلال اتفاق أُعلن في آذار/ مارس، يتيح للهند إنتاج مليار جرعة من لقاح مضاد لكوفيد بدعم من الولايات المتحدة واليابان وأستراليا.
(فرانس برس)